منظمات دولية: "إسرائيل" لم تنفذ مطالب أميركا لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 08:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
منظمات دولية: "إسرائيل" لم تنفذ مطالب أميركا لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة



واشنطن/سماّ/

قالت منظمات إغاثة دولية إن الاحتلال الإسرائيلي لم ينفذ سلسلة من المطالب الأميركية التي تستهدف تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة مع انتهاء المهلة اليوم الثلاثاء. وقالت الولايات المتحدة، في رسالة وجهتها إلى حليفتها إسرائيل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، إن على الاحتلال اتخاذ خطوات لتحسين وضع المساعدات في غضون 30 يوماً، وإنه قد يواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية إذا لم يفعل ذلك.

وقالت مجموعة من ثماني منظمات إغاثة، من بينها أوكسفام، وهيئة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، في تقرير مؤلف من 19 صفحة: "لم تلب إسرائيل المعايير الأميركية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات فاقمت الوضع بشدة على الأرض، ولا سيما في شمال غزة". وتتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر في عمق شمال غزة، وتحاصر المستشفيات والملاجئ، وبذلك تطلق موجات جديدة من النزوح في عملية يدعي الاحتلال كالعادة أنها تستهدف منع مقاتلي المقاومة الفلسطينية من إعادة تجميع صفوفهم هناك.

وأصدر خبراء في الأمن الغذائي العالمي، يوم الجمعة الماضي، تحذيراً نادراً عن مجاعة وشيكة في أنحاء من شمال غزة ما لم تُتخذ إجراءات على الفور لتخفيف حدة الأوضاع. وزعمت إسرائيل أمس الاثنين أنها استجابت لمعظم المطالب الأميركية. وقال مسؤول إسرائيلي للصحافيين إن بعض الأمور ما زالت قيد المناقشة وتتعلق بقضايا تخص السلامة. واتُّخذت تدابير أخرى، منها فتح معبر جديد إلى غزة.

وقال جيش الاحتلال في بيان: "جرى اليوم (الثلاثاء) فتح معبر كيسوفيم لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية". وبحسب البيان "دخلت المساعدات إلى قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية مشددة عند معبر كرم أبو سالم من قبل عناصر الأمن التابعين لسلطة المعابر الحدودية في وزارة الأمن" الإسرائيلية. وتشمل عملية دخول المساعدات توصيل "الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات المأوى إلى وسط وجنوب قطاع غزة"، وفقاً للبيان.

بدوره، أعلن منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم فتح حاجز كيسوفيم أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ورغم أن ذلك جاء في إطار الضغط الأميركي على الاحتلال، زعم بيان المنسق أنه "وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي، وكجزء من الجهد والالتزام بزيادة كمية ومسارات المساعدة إلى قطاع غزة، جرى اليوم لأول مرة فتح معبر كيسوفيم لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية التي تشمل الغذاء، والماء، والمعدّات الطبية، ولوازم للمأوى، إلى وسط وجنوب قطاع غزة". وتسبّب الاحتلال، ولا يزال، في أوضاع مأساوية للفلسطينيين، وتُحاكم دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.


وأثارت خطوة فتح حاجز كيسوفيم غضب المستوطنين في كيسوفيم، الذين بعثوا رسالة إلى الرئيس الأميركي معبّرين عن صدمتهم من القرار الذي يأتي بعد الضغط الأميركي الشديد، والتهديد بفرض حظر على بعض الأسلحة من جانب الولايات المتحدة. ومما كتبوه في الرسالة: "النقطة المسماة معبر كيسوفيم هي النقطة التي عبر منها في 7 أكتوبر مئات من مقاتلي حماس... وفتح المعبر يؤجج الصدمة الشخصية والوطنية لدينا. هذا غير مقبول. نتوقع أن يعود 101 مختطف (المحتجزون الإسرائيليون) عبر هذا المعبر قريباً. أنت تعرف مدى عمق ألمنا".

وكانت واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي أن إسرائيل ستعيد فتح معبر إضافي إلى قطاع غزة المحاصر قبل انتهاء المهلة التي حددتها الإدارة الأميركية للاحتلال لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وفي رسالة مؤرخة في 13 أكتوبر، قدّم وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن سلسلة مطالب لإسرائيل من شأنها زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأمهلاها 30 يوماً للردّ، وذلك تحت طائلة تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأميركية. ويشترط القانون الأميركي على متلقّي المساعدات العسكرية الأميركية ألا يرفضوا أو يعرقلوا "بشكل تعسّفي" تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية. لكنّ إدارة جو بايدن ليس لديها مجال كبير للمناورة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء.

ولم تعلق واشنطن بعد على مدى تلبية شروطها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إن إسرائيل اتخذت بعض التدابير لتعزيز وصول المساعدات إلى غزة، لكنها فشلت بشدة حتى الآن في تحسين الوضع الإنساني. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.

وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقية تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم إلى استخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية. وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحاً برياً في شمال قطاع غزة؛ تخلله عمليات إبادة ومجازر مروعة، عدا عن فرض حصار مطبق على مناطق مكتظة بالسكان، تنفيذاً لما تعرف بـ"خطة الجنرالات" التي ترمي إلى تهجير سكان المنطقة وإعادة هندستها وفق التصور العسكري الإسرائيلي.