أعلنت النائبة البرلمانية الفرنسية عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري، ماري ميسمور، أنها تتعرّض، منذ يوم السبت، لموجة مضايقات وإهانات وشتائم من يمينيين متطرفين على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تغريدة لها حول الصدامات التي حصلت في أمستردام، على هامش مباراة نادي العاصمة الهولندية ونادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي.
كتبت البرلمانية اليسارية الراديكالية الفرنسية: “أتعرّض لحملة قذرة من المضايقات والإهانات من شبكات اليمين المتطرف”.
وشدّدت على أن مكافحة العنف والتمييز والعنصرية هي القصة الكاملة لالتزامها السياسي، وأنها ستواصل النضال من أجلها.
جاء في التغريدة، التي تسبّبت في تعرّض النائبة البرلمانية للهجوم: “لم يتم مهاجمة هؤلاء الأشخاص لأنهم يهود، ولكن لأنهم كانوا عنصريين ودعموا الإبادة الجماعية”.
وكانت ماري ميسمور قد ردّت على تغريدة للسكرتير العام لـ “الحزب الشيوعي”، فابيان روسيل، قال فيها: “الليلة الماضية في أمستردام، تم طرد المشجعين وتهديدهم وضربهم في أحد شوارع مدينة أوروبية لأنهم يهود. الكراهية تتزايد بشكل لا يطاق. يجب القبض على الجناة ومعاقبتهم بأقصى هذه الفظاعة”.
وتعرّضت النائبة البرلمانية اليسارية الراديكالية لسيل من الانتقادات قادمة من طيف سياسي واسع. حيث اعتبر البرلماني الأوروبي عن حزب “الجمهوريون” اليميني المحافظ، فرانسوا غزافييه بيلامي، أنه “بسبب رسائل كهذه يتعرّض العديد من مواطنينا للتهديد لأنهم يهود. لقد حان الوقت لوقف هذا الجنون”.
فيما ذهب وزير الداخلية برونو روتايو إلى القول إنه سيتخذ إجراءات قانونية بسبب “تمجيد الجريمة”.
وكان زعماء ومسؤولون أوروبيون قد سارعوا، يوم الجمعة، إلى استنكار ما وصفوه بـ “أعمال معاداة السامية”، بعد المواجهات التي حصلت بين مشجعي نادي مكابي تل أبيب وجماهير هولندية متنوعة تجمع بين أنصار نادي أياكس أمستردام ومحتجين على إسرائيل، أدّت، بحسب الشرطة الهولندية، إلى اعتقال 62 شخصاً، وإصابة 5 أشخاص.
والحقيقة أن المسؤولين الأوروبيين والعديد من السياسيين في القارة تجاهلوا استفزازات مشجعي الفريق الإسرائيلي في شوارع أمستردام عشية هذه المباراة، حيث ردّدوا هتافات عنصرية، وكلمات نابية ضد العرب والمسلمين، بما في ذلك هتافات “الموت للعرب”، “لا توجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة”. كما أن المشجعين الإسرائيليين امتنعوا، خلال المباراة، عن الوقوف حدادًا على ضحايا الفيضانات في إسبانيا، وبعد خسارة فريقهم للمباراة، نزلوا إلى شوارع أمستردام هاتفين أيضًا ضد العرب والمسلمين، وقام بعضهم بتمزيق أعلام فلسطينية كانت موضوعة على نوافذ بعض الشقق.