زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الولايات المتحدة جمدت تزويد "الجيش الإسرائيلي" بشحنة جرافات كبيرة على خلفية استخدامها في هدم المنازل بقطاع غزة.
وقالت الصحيفة، الأحد، إن وزارة الحرب الإسرائيلية وقعت صفقة ضخمة لشراء نحو 130 جرافة من طراز "دي 9" من مصانع "كاتربلر" الأمريكية، لكن واشنطن جمدت الصفقة مؤخرا بسبب استخدام الجرافات في هدم المنازل بغزة"، وفق مصدرين أمنيين إسرائيليين تحدثا للصحيفة.
وقالت الصحيفة، إن هذه الجرافات، تستخدم بشكل أساسي لهدم المباني في قطاع غزة، وهو ما أدى إلى "انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، ومظاهرات احتجاجية وضغوط هائلة على إدارة بايدن التي استسلمت، وجمدت هذه الخطوة منذ عدة أشهر".
وأشارت إلى أن "تجميد واشنطن نقل الجرافات لإسرائيل، جاء في وقت تحتاج فيه الأخيرة إلى عشرات الجرافات من طراز "دي 9"، والتي كانت أكثر نشاطا في قطاع غزة، قبل خروجها للصيانة".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى الجيش الإسرائيلي منذ شهر تقريبا ساحة قتال برية جديدة في جنوب لبنان، والتي تحتاج أيضا إلى هذه الجرافات".
ونقلت عن قادة عسكريين قولهم: "في ذروة القتال في غزة، قبل حوالي عام، كان قادة الكتائب يتشاجرون على جرافات D9، والآن تحتاج إلى إجراء الصيانة".
وقالت الصحيفة: "يمكن الافتراض أن تجميد تسليم الجرافات يؤخر تحركًا مهمًا آخر للقيادة الجنوبية لم يكتمل بعد، وهو إقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة والنقب الغربي، بعرض كيلومتر في المتوسط، على الجانب الغزي من الحدود بما يشمل تسوية مئات المباني الفلسطينية والمناطق الزراعية في الأرض".
وقد تم بالفعل تدمير جزء كبير من هذه المباني وتسويتها بالأرض، لكن العملية لم تكتمل بعد، وفق ذات المصدر.
وتابعت "يديعوت أحرونوت": "في الولايات المتحدة عارضوا هذا الإجراء بشدة، على غرار الغضب الذي تراكم بسبب هدم آلاف المباني الفلسطينية في القطاع بشكل يومي".
اقرأ أيضا:
جنرال إسرائيلي يكشف السبب وراء سقوط أعداد كبيرة من قتلى الاحتلال في غزة
وينتقد مسؤولون في جيش الاحتلال نشر صور الجرافات وهي تهدم المنازل في غزة ويقولون: "إنه ليس من المفيد على الإطلاق وجود مقاطع مصورة لجرافات D9 الأمريكية، وهي تدمر المنازل في غزة، لكن هذا واقع".
وفي ظل غياب الجرافات تجد قوات الاحتلال صعوبة في الكشف عن آلاف الدونمات من الشجيرات الكثيفة في شمال لبنان، التي تقول إن "حزب الله" يستخدمها لإخفاء المخابئ القتالية ومستودعات الذخيرة تحت غطاءها، على مسافة قريبة من المستوطنات الإسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
ومع النقص الحاد في الجرافات، فقد لجأ جيش الاحتلال إلى استخدام بدائل أخرى لهدم المنازل بغزة بعضها أكثر تكلفة، مثل التفجيرات الهندسية بآلاف الأطنان من المتفجرات بمختلف أنواعها، والقصف الجوي، وفق ذات المصدر.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بتأجير الأدوات الهندسية للقوات الميدانية من مقاولين خاصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تجمد تسليم مئات القنابل الثقيلة إلى القوات الجوية الإسرائيلية، حيث اشترت "إسرائيل" من شركة بوينغ حوالي 1300 قنبلة.
وقالت: "نصف هذه الشحنة، التي جمدتها الإدارة الأمريكية قبل نحو 6 أشهر وأثارت ضجة، تم الإفراج عنها ووصلت إلى الجيش الإسرائيلي، لكن نصفها تقريبا لا يزال عالقا في المستودعات في الولايات المتحدة".
وتابعت بأن "التأخير في نقل الجرافات والقنابل الثقيلة ينضم إلى التجاهل الذي تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة أيضا في ما يتعلق بشراء مروحيات أباتشي القتالية".
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال أبشع إبادة جماعية في العصر الحديث في قطاع غزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.