قال لواء الاحتياط إسحاق بريك، إن الجيش الإسرائيلي بعيد عن تحقيق النصر في قطاع غزة، وإن مقاتلي حركة “حماس” ما زالوا بالأنفاق وأعدّوا المؤن لعامين.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة “معاريف” العبرية، الأربعاء، مع بريك الذي شغل في السابق منصب رئيس لجنة الشكاوى بالجيش الإسرائيلي.
وأضاف بريك أن “الجيش الإسرائيلي يكذب بشأن تدمير الأنفاق في غزة”، مشيرا إلى أن “معظمها لا يزال بيد حركة حماس، كما أن الجيش يجد صعوبة في السيطرة على القطاع لفترة طويلة لأن قوامه تقلص كثيرا”.
وأكد أن الحديث عن تدمير الأنفاق بغزة “أكاذيب”، ووصف رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بأنه “فاشل، فقد ثقة قيادة الجيش العليا وكان ينبغي أن يرحل”.
وأردف بريك: “حماس موجودة داخل الأنفاق على عكس ما يردده الجيش الإسرائيلي عن تدمير 50 بالمئة منها”، مشيرا إلى أن مقاتلي الحركة جمعوا الطعام لعامين قادمين.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 144 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتابع بريك أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسير لكل من وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يتزعم حزب القوة اليهودية، والمالية بتسلئيل سموتريتش الذي يقود حزب الصهيونية الدينية”.
وأردف أن إسرائيل “في طور الانهيار من ناحية الاقتصاد والمجتمع أيضا، كما أن لدينا مشكلة مع المجتمع الدولي ونحن نخسره”.
وحذر من أن مشكلة إسرائيل الرئيسة “تتمثل في تخفيض الجيش بشكل واضح خلال العقود الأخيرة، وهو ما يعني عدم احتفاظه بالأراضي لفترة طويلة”.
يأتي ذلك في وقت طالب رئيس الأركان هرتسي هاليفي الأربعاء، بزيادة عدد جنود الجيش، من الاحتياط والقوات النظامية.
وذكرت “القناة 12” العبرية الأربعاء، أن هاليفي “شدد على ضرورة أن يكون قوام القوات النظامية والاحتياط بالجيش أكبر”.
وأكدت القناة على موقعها أن “تصريحات رئيس الأركان جاءت تعليقا على الأزمة الداخلية بشأن قانون تجنيد الحريديم (اليهود المتدينين) في الجيش الإسرائيلي”.
وفي 29 يوليو/ تموز الماضي أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر استدعاء لألف من الحريديم، في خطوة تهدف إلى تعزيز صفوف الجيش.
وكان من المفترض أن يتم في المرحلة الأولى خلال عام 2024، تجنيد 3 آلاف شاب من الحريديم، مع وجود مخطط لتجنيد 4 آلاف و800 في كل من 2025 و2026، لكن أعدادا قليلة جدا منهم استجابت لأوامر التجنيد.
ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين يُنظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى “رفض التجنيد وتمزيق أوامر الاستدعاء”.
ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون بالجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.