"نيويورك تايمز" : مسؤولون أمريكيون يكشفون "الخطر الأكبر" من إيران

الإثنين 28 أكتوبر 2024 08:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"نيويورك تايمز" : مسؤولون أمريكيون يكشفون "الخطر الأكبر" من إيران



وكالات - سما-

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" قلق خبراء داخل الإدارة الأمريكية من أن تستنج أنه لم يعد لديها سوى وسيلة دفاع واحدة وهي "الأخطر"، بعد نجاح إسرائيل في تدمير قدرات طهران على إنتاج الصواريخ. 

والوسيلة الوحيدة بحسب الصحيفة الأمريكية هي "استكمال السباق للحصول على السلاح النووي"، مبينة أن وراء المكاسب التكتيكية ضد إيران "قلق طويل الأمد".

وكان العنصر المفاجئ بالنسبة للإيرانيين هو مجموعة من الضربات التي شُنت على نحو عشرة خلاطات وقود، وأدت إلى تدمير الدفاعات الجوية التي تحمي العديد من مصافي النفط والبتروكيماويات الحيوية، وفقا لمسؤول أمريكي كبير ومسؤولين دفاعيين إسرائيليين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.

تعطل صناعة الصواريخ

ويشير تقرير الصحيفة إلى أنه وبدون القدرة على خلط الوقود، لن تتمكن إيران من إنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية من النوع الذي أطلقته قواتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الاستفزاز الفوري الذي دفع إسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية ضد إيران.

وأردف التقرير: "قد يستغرق الأمر أكثر من عام لاستبدالها من الموردين الصينيين وغيرهم". 

وأشار إلى أن المسؤوليين الأمريكيين والإسرائيليين يزعمون تحقيق نجاح كبير، ولكن الرضا عن "المكاسب التكتيكية" يكمن خلفها قلق أبعد المدى بحسب قول الصحيفة.

وأضافت: "في ظل انهيار الدفاعات الجوية الإيرانية، يخشى كثيرون أن يتوصل القادة الإيرانيون إلى استنتاج مفاده أنهم لم يعد لديهم سوى وسيلة دفاع واحدة: "السابق إلى امتلاك سلاح نووي". 

وبينت الصحيفة أن هذا هو ما كان الاستراتيجيون الأمريكيون يحاولون يائسين تجنبه لمدة ربع قرن، باستخدام التخريب والهجمات الإلكترونية والدبلوماسية لمنع طهران من عبور العتبة لتصبح قوة مسلحة نوويا بالكامل. 

إيران لن تمرر الهجوم عليها دون رد

ويبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي حذر إسرائيل علنا قبل 3 أسابيع من ضرورة تجنب ضرب المواقع النووية والطاقة الإيرانية خوفا من تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية، بدا راضيا، للمرة الأولى عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمع إليه. 

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حتى مساعدو بايدن أنفسهم يشتبهون في أن القيادة الإيرانية وبسبب غرورها، لن تسمح ببساطة للهجوم المضاد بالمرور، وفق ما نقلت عن المسؤولين. 

وأمر بايدن القوات الأمريكية في المنطقة بأن تكون في حالة تأهب قصوى، وخاصة تلك الموجودة في العراق وسوريا، والتي قد تكون أهدافا للانتقام الإيراني.

وفي الأسبوع الماضي، وضعت القوات الأمريكية وحدة دفاع جوي إضافية تم إرسالها إلى إسرائيل. 

منشآت إيران النووية أكثر عرضة للخطر

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دانا سترول المسؤولة السابقة عن سياسات الشرق الأوسط في البنتاغون، قولها، إن إيران إذا اختارت التصعيد فإن منشآتها العسكرية والقيادية والنووية ستكون أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.

وأضافت: "إن الوضع مهيأ لخفض التصعيد إذا اختارت إيران ذلك، وإلا فإن الرد الإسرائيلي القادم سيكون أكثر تدميرا". 

وبناء على تقارير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة تفتيش أنشأتها الأمم المتحدة، تمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم متوسط ​​التخصيب لإنتاج ثلاث إلى أربع أسلحة. 

وذلك بفضل زيادة الإنتاج التي بدأت بعد وقت قصير من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018.

  تخصيب الوقود لإنتاج اليورانيوم 

وحتى تلك النقطة، ظلت إيران ضمن حدود الإنتاج الضيقة التي وافقت عليها كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إدارة أوباما، والذي رفع العقوبات في المقابل.

وأمضت إيران في السنوات الأربع الماضية بالانخراط في تحديث تقني حاد، والآن أصبحت قادرة على تخصيب وقودها بشكل أكبر لإنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع القنابل في غضون أيام أو أسابيع، بحسب تقرير الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن تحويل هذا الوقود إلى رأس حربي سوف يستغرق وقتا أطول بكثير، ما يصل إلى 18 شهرا، وذلك على افتراض أن إيران لن تحصل على مساعدة من قوة نووية راسخة ــ مثل روسيا، أكبر عملائها للطائرات بدون طيار، أو كوريا الشمالية، التي عملت معها عن كثب على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

الشعور السائد في إيران

وحتى الآن، يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يرون أي دليل على وجود قرار سياسي من جانب الإيرانيين بالتسابق للحصول على السلاح النووي. 

ولكن في هذا الإطار، نقلت الصحيفة قول أحد كبار المسؤولين الأمريكيين، "الدول تبني الأسلحة النووية عندما تشعر بالضعف. واليوم، هذا هو بالضبط الشعور الوطني السائد في إيران"