تنتظر مصر الرد على المقترح الذي قدمته إلى إسرائيل، الأحد الماضي، بشأن «وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، يسمح باستعادة بعض الأسرى» المحتجزين لدى المقاومة. وفي حين كان قد ناقش المسؤولون المصريون هذا المقترح بشكل موسع مع رئيس «الشاباك»، رونين بار، خلال زيارة الأخير إلى القاهرة الأحد الماضي، فإن القاهرة لم ترغب في الكشف عن تفاصيل مبادرتها إلى حين تلقي الرد من تل أبيب عليها. لكن التسريب الإسرائيلي لتلك التفاصيل ولّد استياءً مصرياً كبيراً خلال اليومين الماضيين، خصوصاً أن مصر لم تعرض خطتها بشكل تفصيلي على المقاومة.
وبحسب مصدر مصري تحدث إلى «الأخبار»، فإن المقترح قُدم من قِبل رئيس المخابرات المصري، حسن رشاد، في أول انخراط له بشكل مباشر في الملف بعد توليه منصبه حديثاً. ويأتي تقديم المقترح الجديد، بحسب المصدر، لأسباب عدة، في مقدمتها «الرغبة المصرية في تخفيف الضغط على شمال غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع لتحسين الوضع الإنساني ولو بشكل مؤقت»، في ظلّ اقتناع القاهرة بأن التقدم في المفاوضات «لن يحدث إلا بعد الانتخابات الأميركية». على أن مصر ناقشت مبادرتها بشكل موسع مع الولايات المتحدة، قبل عرضها بصيغتها النهائية التي تبلورت بناءً على بعض مطالب رئيس «الشاباك»، الذي من المرتقب أن يزور القاهرة، مرة أخرى، الأسبوع المقبل.
وفيما لا تزال مصر ملتزمة بما يسميه المصدر «ضبط النفس» لناحية التعامل مع مسألة معبر رفح والانتهاكات الإسرائيلية على محور «فيلادلفيا»، فإن «سيناريوهات عدة يجري إعدادها من جانب فريق جديد في المخابرات المصرية سيتولى الملف بشكل تدريجي». ويضيف المصدر أن «المخابرات المصرية فضّلت إرجاء الدخول في النقاط الخلافية مع تل أبيب، في محاولة للتهدئة المؤقتة التي يمكن أن تسهم في تحسين الوضع الإنساني في غزة»، لافتاً إلى أنها «طلبت من الإمارات الضغط على الحكومة الإسرائيلية»، وأنها تعمل على «الانخراط بشكل أكبر مع أطراف عربية في ما يتعلّق بمسارات التهدئة».