أكد مقال بعنوان “السنوار مات.. حماس على قيد الحياة إلى حد كبير” في مجلة “فورين بوليسي” أن قتل إسرائيل رئيسَ المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار لن يزيد الحركة إلا ضراوة، وبينما قد يبدو الأمر إنجازا كبيرا اليوم، إلا أنه مع مرور الوقت، سينهض مكانه آخرون، كما هو الحال دائما، وستستمر المقاومة.
وقال كاتب المقال، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ستيفين كوك، وهو كاتب عمود في المجلة، إن التاريخ يشهد على “استحالة القضاء على حركة مقاومة” بقتل أعضائها، ولن يردع “أصحاب القضية” قتلُ قادتهم، بل سيؤدي بهم إلى مضاعفة جهودهم نحو تحقيق أهدافهم.
وشدد الكاتب على أن المقاومة ليست مشروعا “عقيما”، بل “جزء أساسي من هوية من ينتسب إليها”، ولهذا السبب بالتحديد، كان السنوار يرغب أن لا يموت ميتة طبيعية، بل بقذيفة دبابة على أرض المعركة، معتقدا أن ذلك سيقوّي المقاومة.
وحذر الكاتب الإسرائيليين من أن ينشغلوا بالاحتفال وتوزيع الحلوى عن الواقع، وخاطبهم متسائلا: “أتذكرون أبرز مؤسسي حماس أحمد ياسين، أو القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)؟ ماذا عن الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي، أو مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي؟ لقد كانوا بمنزلة وحوش لإسرائيل في السابق، واستطاعت اغتيالهم كلهم، ولكن المقاومة استمرت”.
وذكر أنه بعد أن قتل الإسرائيليون الموسوي عام 1992، حوّل حسن نصر الله الجماعة إلى أكثر الجهات غير الحكومية تسليحاً في العالم. وقد اغتالت إسرائيل نصر الله بعدها، لكن حزب الله مازال موجودا.
وأضاف: “بقدر براعة الإسرائيليين في الثأر لدماء قتلاهم، إلا أنهم لم ينجحوا قط في وضع نهاية حقيقية للمقاومة طوال العقود الماضية، فما الذي يجعلهم يظنون أن قتلهم السنوار سيؤدي إلى نتيجة مختلفة هذه المرة؟”.
وبرأي الكاتب، فإن قتل إسرائيل السنوار لن يكسر حماس، بل سيشعل الغضب والرغبة في الانتقام بقلوب أعضائها.
بقدر براعة الإسرائيليين في الثأر لدماء قتلاهم، إلا أنهم لم ينجحوا قط في وضع نهاية حقيقية للمقاومة طوال العقود الماضية
وذكر أنه بعد التأكد من وفاة السنوار، قام بمراسلة صديقين إسرائيليين له يعيشان بين تل أبيب والقدس، لديهما ابن يخدم حاليا في الجيش الإسرائيلي. وفي الرد شبه الفوري الذي تلقاه منهما، شعر بإحساس عميق بالقلق والحزن: “الآن نحن بحاجة إلى عودة الرهائن ثم إلى نوع من السلام. أريد أن يعود ابني إلى المنزل”.
وشدد الكاتب على أن قيام إسرائيل بقتل السنوار يبدو وكأنه إنجاز كبير اليوم، ولكن مع مرور الوقت، سوف ينهض آخرون، كما فعلوا دائما، لمواصلة المقاومة.
وكتب أن “المقاومة في نهاية المطاف ليست عديمة الجدوى. إنها عنصر حاسم في الهوية. ولهذا السبب أراد السنوار أن يموت بقذيفة دبابة إسرائيلية وليس بسكتة دماغية. كان يعتقد، مع وجود أدلة كثيرة، أن موته العنيف سيكون مصدر إلهام لمزيد من المقاومة”.