كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن توتر بين مقاتلي وحدة إيغوز وقادتهم وشعورهم بالإحباط بعد المعركة الصعبة التي بدأوها في بداية غزو لبنان.
وفي التفاصيل، أجرى قائد وحدة "إيغوز" الجديدة المقدم س، وقائد لواء الكوماندوس المقدم عمر كوهين، سلسلة من المحادثات الصعبة مع مقاتلين في الوحدة في الأيام الأخيرة، بعد انتهائها من "تطهير" منطقة "حزب الله" في جنوب لبنان قبل نحو أسبوعين، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن سبب هذه المحادثات الصعبة يعود إلى إطلاق المقاتلين ادعاءات جدية حول طريقة اتخاذ القرارات في الوحدة، على المستويين المهني والشخصي، بما في ذلك شروط الخدمة وطريقة مهاجمة بعض الأهداف في العملية الأخيرة.
ووفق الصحيفة، التوتر بين مقاتلي "إيغوز" وقادتهم والإحباط الذي يشعر به الجنود بعد المعركة الصعبة في بداية العملية البرية في لبنان يأتي على وجه التحديد في ذروة النشاط العملياتي للجيش الإسرائيلي ضد "حزب الله".
وبحسب بعض الشهادات، طالب المقاتلون بتوضيحات وتغيير في الطريقة التي يتخذ بها قادتهم الجدد القرارات قبل أن يُطلب منهم القتال عبر الحدود مرة أخرى.
وقد جرت هذه المحادثات في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع إعادة انتشار ضباط في الوحدة كبديل لمن قتلوا أو جرحوا في المواجهة الصعبة مع عناصر "حزب الله".
وانتهت المحادثات في اليوم الأخير بإجراء قتالي شارك فيه مقاتلون من بعض الفرق المعنية، عادوا إلى جنوب لبنان للقتال في معاقل جديدة لـ"حزب الله"، بما في ذلك المواجهة التي شاركت فيها الوحدة مع عناصر "حزب الله"، حسب "يديعوت أحرونوت".
وفي التحقيق بالحادثة - التي توقع اتهامات خطيرة من جانب المقاتلين، الذين ربما تراكمت لديهم أكثر من أشهر القتال في قطاع غزة، ولاحقا من العمليات السرية التي نفذها "إيغوز" في جنوب لبنان - كُشف أن قائد القوة قرر الدخول سرا إلى أحد المباني في إحدى قرى جنوب لبنان عند الساعة 4:27 فجرا، مستغلا الضباب الكثيف الذي يسود المنطقة لصالحه. وقام مقاتلو "الرضوان" في "حزب الله" بتركيب القوة في تشكيل ناري على مسافة صفر، ولعدة ساعات، في وقت مبكر من الصباح، ودارت معركة إنقاذ بالنيران من جميع الاتجاهات، مع اقتراب قادة من القتلى والجرحى ومقاتلي الحزب لمحاولة اختطاف جثة أحد القتلى.
وقام قائد وحدة "إيغوز" بإدارة مكان الحادث الذي تم الإعلان عن وقوع عدة إصابات فيه تحت القيادة المباشرة مع قادة آخرين، على بعد عشرات الأمتار من المواجهة الأولى وتحت إطلاق النار.
وحمل الجنود رفاقهم الجرحى على ظهورهم وعلى نقالات لإنقاذهم في ظروف التضاريس الجبلية الصعبة من القرية التي كانوا يعملون فيها.
وقال الجيش الإسرائيلي: "لا ينقصنا أي نيران من الجو، وهناك سلسلة عمليات واضحة ومتنوعة، حسب حكم القادة الميدانيين الذين نثق بهم في كيفية التصرف وكيفية الدخول إلى كل منزل".
وأوضح أن "الأمر ليس أبيض أو أسود، وفي الميدان في بعض الأحيان هناك العديد من القيود والاعتبارات بالإضافة إلى تقنيات مختلفة للعمل تجاه هدف العدو".
وأردف الجيش أيضا أنه "في بعض الأحيان يخدمنا الضباب أيضا ويجعل من الصعب على العدو إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات علينا.. في وحدات مثل "إيغوز"، يعد الفريق لبنة بناء قوية، مع التركيز على قائد الفريق، لذلك كان هناك معنى صعب هنا لحقيقة إصابة قادة الفريق وتوقفهم عن القتال".
وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قائلا: "إن قادة ومقاتلي وحدة "إيغوز" يقاتلون حاليًا في جنوب لبنان وكانوا في طليعة قتال جيش الدفاع الإسرائيلي طوال الحرب. وفي المواجهة المعنية، سعى مقاتلو الوحدة وقادتها إلى الاتصال وخاضوا معركة في ظروف معقدة، مع إظهار الشجاعة والقيادة من الجبهة تحت النار، وبعد الحادثة، دار حوار بين قائد الوحدة ومقاتليها، تم فيه استخلاص الدروس وتلخيص الدروس الأولية من الحادثة وتم إعداد الحادثة وإدراجها في القتال الحالي للوحدة، وسيستمر التحقيق بمجرد الانتهاء من التحقيق، وسيتم تقديمه إلى العائلات الثكلى وعائلات الجرحى".