تلقّت إسرائيل مساء أمس الأحد صفعةً مجلجلةً من قبل (حزب الله)، الذي تمكّن من إرسال مسيرةٍ من طراز (صيّاد107) إلى قاعدةٍ عسكريّةٍ تابعةٍ لوحدة النخبة (غولاني) في مستوطنة بنيامينا، جنوب مدينة حيفا، والذي تفجّر في المكان الذي كان فيه الجنود يتناولون طعام العشاء، الأمر الذي أدّى لمقتل أربعة جنودٍ وإصابة نحو سبعين أخرين بجراحٍ متفاوتةٍ، تمّ على إثرها نقلهم إلى مستشفياتٍ في حيفا وفي مركز الدولة العبريّة.
وبحسب المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة، كما أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) العبريّ، رون بن يشاي، فإنّ المُسيّرة تُصنَّع في إيران، وأنّ حزب الله يملك كميةً كبيرةً من هذه الطائرات دون طيّارٍ، وأنّه يقوم أيضًا بتصنيعها في الأراضي اللبنانيّة بجهودٍ ذاتيّةٍ، لافتًا إلى أنّ جيش الاحتلال يقوم بالتحقيق في الحادث، وتحديدًا السؤال الجوهريّ كيف تمكّنت المسيرّة المذكورة من اختراق جميع أجهزة الرادار في الكيان والتغلّب على الطائرات التي لاحقتها والوصول إلى هدفها.
وشدّدّ المُحلِّل، نقلاً عن المصادر عينها، على أنّ الرادارات الإسرائيليّة “فقدت” المسيرة، وأنّ الطارات الحربيّة والمروحيات التي لاحقتها فشلت في منعها من تنفيذ مهمتها، لافتًا إلى أنّه بحسب كلّ الدلائل والمؤشّرات، فإنّ (حزب الله) أرسل المُسيّرة إلى القاعدة العسكريّة تحديدًا، ولذلك فإنّه من ناحية الحزب كانت العملية ناجحةً جدًا، طبقًا لمصادره.
وأشار المُحلِّل إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ والصناعات الجويّة لم يتمكنّا حتى اللحظة من إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة العويصة، وأنّه فقط بعد إدخال الليزر وتفعيله من الأرض وأيضًا من الطائرات قد تنجح إسرائيل في التعامل مع هذا الخطر، طبقًا لأقواله.
وتابع المُحلِّل قائلاً إنّه مما لا شكّ فيه أنّ المسيرّة أصابت هدفها الحسّاس وسببت لنا أضرارًا بالغةً، ليس فقط لأنّنه كان من طرازٍ مُختلفٍ، بل لأنّ (حزب الله) تمكّن من اختراق الرادارات الإسرائيليّة والتشويش على الدفاعات الأرضيّة والجويّة للجيش الإسرائيليّ، مُستغلاً قيامه بإطلاق وابلاً من الصواريخ إلى منطقة الجليل الغربيّ، وفي الوقت عينه أطلق المسيّرة، القادرة على تغيير ارتفاعها ووجهتها عدّة مرّاتٍ، وهذه الأمور مجتمعةً تجعل من مهمة الكشف عنها صعبةً جدًا، على حدّ تعبيره.
وأوضح المُحلِّل أنّه من الممكن أنّ المسيرّة تمّ التخطيط لها من ذي قبل، حيث انحدرت فجأةً باتجاه الأرض أوْ البحر ومن ثم عادت للطيران على ارتفاعٍ قصيرٍ، مستغلةً التضاريس البريّة، وبعد ذلك منطقة السهل الساحليّ المتاخم للبحر الأبيض المُتوسّط، وذلك بهدف الإفلات من المقاتلات والمروحيات الإسرائيليّة التي لاحقتها، مُشدّدًا على أنّ المُسيرّة قادرة على الطيران لمسافة مائة كيلومترٍ، كما أكّد.
وأقرّ المُحلِّل بأنّ (حزب الله) اكتسب تجربةً كبيرةً وطويلةً في استخدام الطائرات دون طيّارٍ في السنة الأخيرة، الأمر الذي سبب أضرارًا خطيرةً للمدنيين الإسرائيليين، ولكن الأخطر من ذلك أنّه بواسطة المسيرات أصاب العديد من جنود وضُبّاط الجيش الإسرائيليّ، معترفًا أنّ الرادارات الإسرائيليّة ومنظومات الدفاع الأخرى تمكّنت من إسقاط نصف كمية المُسيّرات التي أطلقها (حزب الله) باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، كما قال.
ونقل المُحلِّل عن مصادره قولها إنّ المسيرات الذكيّة الموجودة بحوزة (حزب الله) قادرة على اختراق الدفاعات الإسرائيليّة، بالإضافة لقدرتها التشويش على نظام (جي.بي.إس) من جميع الأنواع، واستدرك قائلاً إنّه للسنة الثالثة على التوالي لم تتمكّن لا روسيا ولا أوكرانيا من إيجاد حلٍّ لمشكلة الطائرات دون طيّارٍ، على ما نقله عن مصادره.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّد المُحلِّل أنّ الجيش الإسرائيليّ والصناعات العسكريّة في الكيان يُحاولان إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة الصعبة، على الأقّل منذ بدء حرب السابع من أكتوبر من العام المنصرم، ولكن حتى الآن لم تنجحا في ذلك، ولذا فإنّ التعويل هو على إدخال منظومة الدفاع التي تعمل بالليزر، والتي من شأنها أنْ تُقلِّل من خطر الطائرات دون طيّارٍ، ولكن لا تمنعها كليًّا، وبحسب المصادر فإنّ المنظومة الجديدة ستبدأ بالعمل في منتصف العام 2025، على حدّ تعبيره.
واختتم قائلاً إنّ الليزر لن يحّل المشكلة، لأنّ (حزب الله) يستخدِم المسيرات التي تُغيّر من مسارها وارتفاع طيرانها على الأرض خلال الإطلاق حتى الهدف، الأمر الذي يمنع جميع أنواع الدفاعات، بما في ذلك الليزر مخترقًا، طبقًا لأقواله.