مجازر الاحتلال تتواصل في قطاع غزة.. والصحة تطلق نداء الاستغاثة الأخير

الجمعة 11 أكتوبر 2024 04:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجازر الاحتلال تتواصل في قطاع غزة.. والصحة تطلق نداء الاستغاثة الأخير



غزة/سما/

ارتكبت قوات الاحتلال مجازر دامية طالت عدة مناطق في قطاع غزة، وأوقعت عشرات الضحايا، في الوقت الذي تواصل فيه هجماتها البرية على شمال القطاع ومدينة غزة وأجزاء من المنطقة الوسطى، فيما أطلقت وزارة الصحة نداء الاستغاثة الأخير، لإنقاذ حياة المرضى والمصابين في مشافي شمالي القطاع، قبل فوات الأوان.

وتواصلت هجمات جيش الاحتلال على مناطق شمال قطاع غزة، وذلك على وقع حصار مشدد يفتك بالسكان بمن فيهم المرضى والمصابون والأطفال، وشهدت الساعات الماضية تصعيدا خطيرا في الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال ضد تلك المناطق، في إطار المخطط الرامي لتهجير السكان قسرا.

واستشهد 10 مواطنين بينهم أطفال، وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته، على شمال ووسط قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 34 شهيدا، منهم 15 في مخيم جباليا، وفقا للمصادر الطبية.

وأفاد مصادر محلية بانتشال جثامين 4 شهداء من عائلة نبهان من منطقة "بئر نعجة" غرب مخيم جباليا شمال القطاع، عقب ارتقائهم في غارة للاحتلال، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا.

كما استشهدت مواطنة وأصيب أربعة آخرون، في استهداف الاحتلال مدرسة حفصة التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا، جرى نقلهم إلى مستشفى العودة-تل الزعتر في جباليا.

واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون في غارة للاحتلال على منزل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد طفلان وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف شقة في بناية سكنية لعائلة البيومي، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.

التوغل البري

وهاجمت القوات المتوغلة العديد من أحياء مخيم جباليا، وقامت بعمليات نسف للعديد من المباني، وسمع دوي انفجارات عالية هزت مناطق شمال قطاع غزة، ناجمة عن تفجير بنايات ذات طوابق مرتفعة، وشوهدت سحب الدخان ترتفع من عدة أماكن.

كما قامت قوات الاحتلال المتوغلة بالتقدم في عدة محاور في المخيم، ووفق مصادر محلية فإن تلك القوات اتجهت إلى مناطق المخيم، القريبة من بلدة بيت لاهيا، كما قامت بالتوجه إلى مناطق الغرب، رغم قيام السكان بالنزوح من تلك المناطق.

وجاء ذلك على وقع غارات جوية عنيفة استهدفت عدة مناطق في المخيم، وتوسعت لتصل إلى مناطق أخرى قريبة منها منطقة التوام والشيخ زايد.

وترافق ذلك مع إطلاق آليات الاحتلال المتمركزة في مناطق التوغل نيرانها الرشاشة في عدة اتجاهات.

ولم يجر حصر الأضرار جراء هذا التوغل البري الذي بدأه جيش الاحتلال منذ يوم السبت الماضي، لعدم قدرة طواقم الإنقاذ والإسعاف الوصول إلى غالبية مناطق المخيم، وحصر الأضرار وأعداد الضحايا الذين سقطوا في الطرقات وفي داخل المنازل المستهدفة، والتي حوصرت بالدبابات الإسرائيلية، قبل قيام سكانها بالنزوح القسري.

وإلى جانب هذه الهجمات، قال شهود يقطنون على مقربة من المخيم، إن طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” حلقت بكثافة في سماء مناطق التوغل، وهي طائرات تقوم بعمليات إطلاق نار وقنص للمواطنين.

وفي السياق، نسفت قوات الاحتلال منازل في منطقة التوام، كما شنت غارات جوية على منطقة جباليا البلد والمنطقة المحيطة بها في سياق عملها على دفع السكان هناك على النزوح القسري.

نداء الاستغاثة الطبي

إلى ذلك فلا تزال مشافي شمال قطاع غزة الثلاثة، وهي كمال عدوان والإندونيسي والعودة، تواصل عملها، وترفض أوامر الإخلاء القسري التي هددها بها جيش الاحتلال، رغم قلة الإمكانيات، وعدم امتلاكها الوقود اللازم لتشغيل مولداتها الكهربائية، ما ينذر بموت الكثير من المرضى، خاصة المتواجدين في غرف العناية المكثفة.

وأطلقت وزارة الصحة في غزة نداء الاستغاثة من داخل العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، وقالت إنه “النداء الأخير”، وشددت على ضرورة السماح بدخول وتزويد مستشفيات غزة والشمال بالوقود، لتتمكن من انقاذ حياة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.

وفي السياق، أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن إسرائيل أعاقت بعثات المساعدات إلى شمال غزة ومنعتها من الوصول مرة أخرى.

وطالب المسؤول الدولي دولة الاحتلال في منشور على منصة “اكس” بـ “وقف أوامر الإخلاء، وحماية المستشفيات”، مؤكدا أنه لم يبق في شمال غزة أي خدمات صحية تقريباً، وقال وهو يتحدث عن حجم المأساة هناك “ليس لدى الناس مكان يذهبون إليه”.

هجمات على غزة

وبالرغم من الهجوم البري الكبير على مخيم جباليا ومناطق الشمال، واصلت قوات الاحتلال المتوغلة منذ نحو شهر على أطراف غزة الشرقية والشمالية، هجماتها العنيفة.

وقصفت من جديد عدة مناطق في حي الزيتون، منها منطقة المصلبة ودوار دولة ومنطقة دوار الكويت، والمنطقة الشرقية القريبة من الحدود.

كما أطلقت عدة قنابل دخانية على المناطق الشرقية من الحي، للتغطية على عمليات التوغل هناك.

ويقول سكان من الحي إنهم يفضلون البقاء في المنازل، خشية من استهدافات طائرات “كواد كابتر” التي تعتلي سماء المنطقة بشكل مفاجئ، وتبدأ بعمليات إطلاق النار.

غارات على الوسط والجنوب

في الموازاة، استمرت الهجمات الدامية على مناطق وسط قطاع غزة، وجاء ذلك على وقع استمرار الهجمات العنيفة على مناطق شمال مخيم المغازي.

وتعرضت المناطق الشمالية لمخيم النصيرات والغربية لعمليات إطلاق نار كثيف من قبل الآليات المتوغلة في محيط “محور نتساريم”، ومن الزوارق الحربية التي تحاصر تلك المنطقة من جهة البحر الغربية.

وفي السياق، تعرضت الحدود الشمالية والشرقية لمخيم البريج لقصف مدفعي، وشهدت تلك المناطق عمليات إطلاق نار من قبل طائرات مسيرة.

إلى ذلك فقد هاجمت قوات الاحتلال بالمدفعية عدة بلدات تقع شرق مدينة خان يونس، كما أبقت على هجماتها العنيفة على محيط حي الفخاري في تلك المنطقة.

وشنت طائرات الاحتلال ثلاث غارات جوية على منازل سكنية في منطقة قاع القرين جنوب شرقي المدينة.

كما تعرضت المناطق الشرقية لبلدة خزاعة ومنطقة السناطي لقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الدبابات الإسرائيلية.

وجاء ذلك فيما كانت قوات الاحتلال تشن غارات وعمليات قصف مدفعي عنيف على عدة أحياء في مدينة رفح، منها الأحياء الغربية التي تعرضت منذ بدء التوغل البري قبل أكثر من خمسة أشهر لتدمير كبير، كما قامت قوات الاحتلال بقصف مكثف ونفذت عدة غارات جوية، على حي الجنينة شرقي المدينة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ان قوات الاحتلال ارتكبت أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 61 شهيدا و231 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 42,126 شهيدا و 98,117 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي، لافتة إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.