جنرال اسرائيلي: وجدنا بجنوب لبنان بنية تحتية لحزب الله لا تنتهي و تلّقينا معلوماتٍ استخباراتيّةٍ ممتازةٍ ولكن المفاجآت انتظرتنا..

الجمعة 11 أكتوبر 2024 10:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جنرال اسرائيلي: وجدنا بجنوب لبنان بنية تحتية لحزب الله لا تنتهي و تلّقينا معلوماتٍ استخباراتيّةٍ ممتازةٍ ولكن المفاجآت انتظرتنا..



القدس المحتلة/سما/

يبدو أنّ حزب الله بدأ يجتاز الضربات القويّة، التي لحِقَت به في الأسابيع الأخيرة، والتي وصلت حدّ اغتيال الأمين العّام للحزب، الشهيد حسن نصر الله، بالإضافة إلى عملياتٍ أخرى نفذّتها إسرائيل بهدف إضعاف الحزب، وحتى القضاء عليه، إذْ أنّ الأحداث في ميدان المعركة، تُشير إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يجِد صعوبةً بالغةً في اجتياح جنوب لبنان بريًا بسبب المُقاومة، كما أنّ الصواريخ التي يُطلِقها حزب الله باتجاه العمق الإسرائيليّ لم تتوقّف أوْ تخِّف حدّتها، بلْ على العكس ما زالت بنفس الوتيرة وربّما أكثر، بالإضافة إلى اتسّاع مدى الصواريخ ووصولها لمدينتيْ حيفا وتل أبيب.
وفي التفاصيل، أقرّ الجيش الإسرائيليّ، فجر أمس الخميس 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بمقتل أحد جنوده وإصابة آخر في المعارك الدائرة عند الحدود مع لبنان، وذكر الجيش أنّ الجندي القتيل من “اللواء 228″، وأنّ جنديًا آخر من “الكتيبة 5030” أُصيب بجروح خطرة في الحادث نفسه حيث جرى نقله إلى المستشفى.

وأمس، أُصيب كبير مستشاري وزير المالية الإسرائيليّ بتسلئيل سموتريتش خلال الاشتباكات عند الحدود اللبنانية، وبمقتل هذا الجندي، يكون جيش الاحتلال قد اعترف بمقتل 12 جنديًا منذ بدء العملية البرية جنوبي لبنان، علمًا أنّ الرقابة العسكريّة تُمارِس التعتيم الإعلاميّ على حقيقة ما يجري على الحدود اللبنانيّة- الإسرائيليّة.
وأمس الأوّل الأربعاء، اعترف الجيش الإسرائيليّ بإصابة جنديين من “الوحدة 504” وجندي ثالث من “الكتيبة 8207” بجروح خطرة في معركة جنوب لبنان.
كما أدى القصف الصاروخي من لبنان على مدينة (كريات شمونة)، في الشمال، أمس الأوّل، إلى مقتل إسرائيلييْن اثنيْن، وأصيب عدد من المستوطنين، وُصفت إصابات بعضهم بالحرجة.
من ناحيته، أعلن حزب الله أنّ مقاتليه استهدفوا “تجمعًا للجنود الإسرائيليين في كفار غلعادي بصلية صاروخية”، كما أعلن استهداف “دبابةً إسرائيليّةً أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة ممّا أدىّ إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”، طبقًا لبيان الحزب.
على صلةٍ بما سلف، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن أحد قادة الجيش، الذين اقتحموا الجنوب اللبنانيّ، وفق تعبيرها، نقلت عنه قوله إنّه “توجد هنا بنية تحتية إرهابيّة لا تنتهي، حزب الله قام بحفر نفقٍ طوله 15 مترًا، وهذا الأمر لا يجري خلال أربعة أيّام عملٍ، بل إنّ الحديث يجري عن مشروعٍ استمرّ عدّة سنواتٍ، وفي النفق توجد قناة للقتال، ومخزن ذخيرة، ومخزن للمقذوفات، وحصنٌ للاختباء”، زاعمًا في الوقت عينه أنّه “لأسبابٍ لا يعرفها فقد تنازل حزب الله عن هذا النفق وهرب عناصره من المكان”، على حدّ قوله.
علاوة على ذلك، أضاف الضابط الإسرائيليّ أنّ جيش الاحتلال قاتل في مناطق مفتوحةٍ، ولم يُواجِه عناصر حزب الله بشكلٍ مباشرٍ، ولكن الجنود الإسرائيليين، أضاف، واجهوا مقاتلو الحزب في فتحات الأنفاق، كما أنّهم تعرّضوا لكمائن وألغامٍ كانت مزروعةً في المنطقة، على حدّ تعبيره.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ الجنود تلقوا معلوماتٍ استخباراتيّةٍ ممتازةٍ قبل دخولهم، ومع ذلك كانت في انتظارهم المفاجآت، أمّا الضابط المسؤول فقال “المفاجئة بالنسبة لنا أننّا اكتشفنا كم كان عناصر حزب الله على قربٍ من الحدود مع إسرائيل، فأنت في لبنان، وتنظر جنوبًا وترى بأم عينيك جميع الفتحات التي تمّ منها إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، وأصابت جميع المُستوطنات في الشمال”، وتلع قائلاً: للافت جدًا أننّا عثرنا على أشجارٍ تمّت زراعتها قبل سنةٍ أوْ سنتيْن، الأمر الذي يؤكِّد لنا أنّ عملية الزرع كانت بهدف تحويل المنطقة إلى منطقة أحراش، أيْ أنّ حزب الله كان يُفكِّر أكثر من عشرين عامًا إلى الأمام”، على حدّ قوله.
في سياقٍ متصّلٍ، كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيليّ بعد المواجهة مع عناصر حزب الله أكّد أنّ عناصر الحزب يستخدمون بندقيات من طراز (كلاشينكوف)، روسيّة الصنع، وأنّ الرصاص الذي يطلقونه قادرٌ على اختراق ستائر الوقاية السيراميكيّة التي يضعها الجنود الإسرائيليين على صدورهم لمنع اختراق الرصاص، بحسب التحقيق، التي أكّدت القناة العبريّة أنّها حصلت على نُسخةٍ منه.
ونقلت القناة عن قادة في إحدى وحدات النخبة قولهم إنّه قبل المواجهة المباشرة مع مقاتلي حزب الله لم يعرفوا عن هذا الأمر، على الرغم أنّ الجيش كان يملك المعلومات حول الأمر، طبقًا لأقوالهم، لافتين في الوقت عينه إلى أنّهم “لو علِموا بذلك مُسبقًا لكانوا تصرّفوا بشكلٍ مغايرٍ”.