نازحون من غزة يجهلون مصيرهم مع طول انتظارهم تأشيرات لكندا

الأحد 06 أكتوبر 2024 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نازحون من غزة يجهلون مصيرهم مع طول انتظارهم تأشيرات لكندا



تورونتو- رويترز:

 فرت ريم اليازوري من مدينة غزة التي تتعرض للقصف عبر مصر لينتهي بها المقام في تورونتو في الرابع من أيلول.

لكن بينما تكافح هي وأفراد من أسرتها للحصول على تصاريح عمل وتأمين صحي، لا يزال والداها عالقَين في القاهرة في انتظار الحصول على تأشيرة كندية بعد فرارهما قبل سبعة أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت "عقلي مشغول بوالديّ... أشعر بالذنب، صدقوني. عندما أتيت إلى هنا وتركتهم هناك قالوا لنا: اذهبوا وابدؤوا حياتكم... لا تقلقوا بشأننا".
تحاول الأسرة دخول كندا من خلال برنامج إقامة مؤقتة لسكان غزة الذين لديهم أقارب هناك. وتقدم شقيقها هاني أبو شومر، وهو مواطن كندي، بطلب لانضمام ستة من أفراد أسرته إليه في كندا بعد ساعات من إطلاق البرنامج في كانون الثاني.
وبعد تسعة أشهر ورحلة مريرة للخروج من غزة، لا يزال الوالدان عالقين في القاهرة. وكانا قد أكملا الخطوة الرئيسية الأخيرة في عملية طلب التأشيرة، وهي تقديم المعلومات الخاصة بالقياسات الحيوية، قبل ستة أشهر.
وهما من بين آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على تأشيرات من كندا، وهي الدولة التي تفاخر باستقبالها مواطنين من جميع أنحاء العالم.
كانت كندا قد أعلنت في أيار أنها ستستقدم ما يصل إلى خمسة آلاف من سكان غزة، وهو ما يزيد على الرقم الذي تعهدت به في كانون الأول باستقباله من القطاع الفلسطيني، والذي كان ألفاً فقط. وبعد أشهر، وصل ما يزيد قليلاً على 300، ووافقت السلطات على 698 طلباً من أصل أكثر من 4200 قُدّمت.
وتحدثت رويترز مع كثير من مقدمي الطلبات الذين قالوا إنهم ينتظرون منذ أن قدموا بياناتهم الحيوية قبل عدة أشهر، ما يقوض آمالهم في لم الشمل مع أقاربهم في كندا في وقت قريب.
ولم تقدم كندا أي وعود بشأن المدة التي سيستغرقها إنهاء إجراءات التأشيرات لسكان غزة الفارين من الصراع، وتقول إنها ليست لديها سلطة تذكر على تمكين أي أحد من مغادرة القطاع.
وكتبت المتحدثة باسم إدارة الهجرة جولي لافورتون في رسالة بالبريد الإلكتروني تقول إن تركيز كندا "ينصب على لم شمل الأسر وإحضارها إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن". وأضافت أن الحاجز الأساسي هو الخروج من غزة.
وقالت لافورتون إن أوقات فحص الطلبات تختلف "بناء على تفاصيل كل ملف ومدى تعقده، والكثير من العوامل خارج سيطرة دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية".
ولم تذكر دائرة الهجرة عدد المتقدمين الذين قدموا معلومات القياسات الحيوية وينتظرون في مصر.

 

معوقات للدخول
ويقول محامون متخصصون في شؤون الهجرة إن الانتظار بالنسبة لسكان غزة أطول من الذي تواجهه مجموعات أخرى تفر من الصراع أو الكوارث، وإن الأعداد الصغيرة التي نالت الموافقة تتناقض مع مئات الآلاف من التأشيرات الممنوحة للأوكرانيين بموجب برنامج مماثل يقدم وضعاً مؤقتاً.
وقال أحد خبراء الهجرة الكنديين إن بعض متطلبات التأشيرة لسكان غزة غير معتادة، مثل الاضطرار إلى تقديم معلومات التوظيف التي يعود تاريخها إلى الذي كانوا فيه في السادسة عشرة من العمر.
وقال جيمي تشاي يون ليو أستاذ القانون بجامعة أوتاوا والمعني بشؤون الهجرة "كندا لديها خبرة كبيرة في وضع برامج مؤقتة مخصصة لغرض معين، وهذا البرنامج به قدر هائل من الحواجز والمعوقات التي يتعين تخطيها".
وأضاف إن برنامج غزة يتحرك بشكل أبطأ من برامج الهجرة المؤقتة الكندية الأخرى، مثل البرامج المخصصة للأوكرانيين والناجين من زلزال 2023 في سورية وتركيا.
وكانت كندا قد وافقت حتى نيسان على نحو 963 ألف طلب بموجب تصريح كندا-أوكرانيا للسفر الطارئ منذ آذار 2022. وحتى الآن وصل قرابة 300 ألف إلى كندا بموجب هذا البرنامج.
وقال جراهام توم المنسق بمجلس اللاجئين الأسترالي، وهي مجموعة بحثية مدافعة عن حقوق اللاجئين، إن أستراليا منحت نحو ثلاثة آلاف تأشيرة زيارة لأشخاص من غزة منذ أكتوبر تشرين الأول 2023 وصل منهم نحو 1300.

 

"كل شيء ضبابي"
قالت محامية الهجرة ديبي راشليس إن الغموض يكتنف وضع سكان غزة الذين تمكنوا من الوصول إلى مصر، ويعيشون على مدخراتهم أو التبرعات دون أن يتسنى لهم الوصول إلى الخدمات الحكومية، مضيفةً إنها تمثل العشرات في هذا الموقف. وكثير من هؤلاء تعرضوا لأزمات نفسية.
ويعني وصولهم لهذه المرحلة أنهم أفلتوا من الكثير من السيناريوهات، فرحلة الفرار بالنسبة لمعظمهم انطوت مخاطرة كبيرة بحياتهم. وقال أبو شومر إن الحي الذي كانت تعيش فيه أسرته هو وريم في مدينة غزة لم يعد له وجود تماما. واضطروا للفرار من منزلهم عدة مرات. وأصيبت ابنة ريم.
وقالت ريم "شيء ما في قلبي مكسور".
قالت الحكومة الكندية إنها تواصل تقديم أسماء المتقدمين بطلبات الهجرة إلى المسؤولين الإسرائيليين، "لكنها لا تقرر في نهاية المطاف من يمكنه الخروج من غزة".
وكتبت لافورتون "وافقت إسرائيل على طلب كندا خروج أفراد الأسرة الممتدة في غزة ضمن جهودها الإنسانية الآخذة في التوسع. غير أن معبر رفح مغلق في الوقت الحالي"، في إشارة إلى نقطة الدخول الرئيسية بين غزة ومصر.
وينتظر أبو شومر مع والديه للحصول على تأشيرات في مصر، حيث لا يسهل لمن في وضعهم أن يكون لديهم الأوراق اللازمة للعمل أو الحصول على الرعاية الصحية أو فتح حساب مصرفي. ويقول إنه سيضطر في النهاية إلى العودة إلى كندا للعمل ويشعر بالقلق على والديه، وخاصة والدته، التي تعاني تراجعا في القدرات العقلية ومشكلات في المفاصل.
وفي الوقت الحالي، يقول أبو شومر، "كل شيء ضبابي".