أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” فيليب لازاريني أن حرب غزة أصبحت بعد عام تقريبا “كابوسا لا نهاية له”، وأنها جعلت من قطاع غزة مكانا “غير صالح للعيش”، وحذر من مخطط إسرائيلي لـ “تجريد” الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وتعديل المعايير من جانب واحد لحل سياسي في المنطقة.
أوضاع صعبة في غزة
ونقل موقع “الأونروا” تصريحات أدلى بها المفوض العام خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف، قال فيها “إن سكان غزة يواجهون الأمراض والموت والجوع”، لافتا إلى أن “جبال القمامة” ومياه الصرف الصحي تملأ الشوارع.
وقال وهو يتحدث عن أوضاع سكان غزة “هم الآن محاصرون في عشرة بالمائة من الأرض”، بعد أن كانوا في حالة تنقل دائم “بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا”.
وكان يشير بذلك إلى عمليات النزوح القسري والاضطرار للسكن في مناطق ضيقة، بسبب أوامر الاخلاء الإسرائيلية، وتعرضهم للهجمات الدامية في تلك المناطق من قبل جيش الاحتلال.
وتحدث لازاريني عن “محنة الأطفال” الذين قال إنهم يمثلون نصف سكان غزة، لافتا إلى أنهم “يتحملون وطأة الحرب، ويمرون “بتجربة مؤلمة وعميقة ومستمرة، ويفقدون الأمل في مستقبل أفضل”.
وقال السيد لازاريني إن “مأساة صامتة” تتكشف في الضفة الغربية، حيث أدت العمليات الأمنية إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية العامة، “مما أدى بحكم الأمر الواقع إلى فرض عقاب جماعي على السكان”.
وحين تطرق لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، قال “الأونروا توفر المأوى لـ 3500 شخص في تسعة مواقع مختلفة حتى اليوم، بمن فيهم اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون”.
الهجوم على “الأونروا”
وتطرق إلى حملة التشهير التي تتعرض لها منظمته الأممية من قبل دولة الاحتلال، لافتا إلى أن هناك 223 من موظفي “الأونروا” قتلوا حتى الآن وتضرر أو دمر ثلثا منشآتها في غزة.
كما أشار إلى الجهد التشريعي في “الكنيست” الإسرائيلي الرامي إلى طرد “الأونروا” من مقرها في القدس الشرقية ورفع الامتيازات عنها، فضلا عن وصفها بأنها “منظمة إرهابية”.
ودعا الدول الأعضاء إلى حماية دور “الأونروا” في مرحلة الانتقال في غزة، وقال “إذا توصلنا أخيرا إلى وقف إطلاق النار، المتأخر أساسا، فستكون هناك فترة طويلة بين وقف إطلاق النار واليوم التالي المحتمل”.
وقال وهو يتحدث عن الدور المهم والحيوي لمنظمته الدولية “لا يوجد سوى الأونروا التي يمكنها توفير التعليم على نطاق واسع لمئات الآلاف من الفتيات والفتيان في قطاع غزة”.
قائد حماس في لبنان
وردا على أسئلة حول قضية موظف “الأونروا” السابق “فتح شريف” الذي نقلت التقارير عن حركة حماس أنه كان قائدا لها في لبنان، وأنه قتل في غارة جوية إسرائيلية، قال المفوض العام “إن الاتهامات وجهت إلى فتح شريف لأول مرة في آذار/مارس، واتخذت الأونروا إجراءات فورية حينها بتعليق عمله بدون أجر في انتظار التحقيق، الذي كان لا يزال جاريا”.
وتابع “الادعاء ضده كان أنه جزء من القيادة المحلية لحماس”، مؤكدا أن “كلمة قائد لم تظهر أبدا”.
وأضاف “لم أسمع كلمة قائد قبل أن تسألني، أو قبل صدور البيان اليوم، لذلك لم يكن ذلك جزءا من الاتهامات”.
وقال السيد لازاريني إن “الأونروا”، كوكالة تنمية بشرية، “ليست لديها قدرات شرطة أو أجهزة استخبارات”، لافتا إلى أنها تشارك دائما أسماء موظفيها.
وتساءل “إذا كانت هذه المعلومات معروفة للجميع، فلماذا لم يخبرنا أحد بذلك؟ أعتقد أن ما هو واضح اليوم، لم يكن واضحا بالأمس”.