يديعوت: نصر الله لن يرفع الراية البيضاء وإسرائيل في حرب اللاخيار

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 07:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: نصر الله لن يرفع الراية البيضاء وإسرائيل في حرب اللاخيار



القدس المحتلة/سما/

يديعوت أحرونوت - آفي يسسخروف

ينبغي أن تقال الحقيقة القاسية: حزب الله لا يعتزم رفع علم أبيض رغم الضربات التي تلقاها، بل العكس هو الصحيح؛ سيصمم حزب الله الآن على الوقوف على قدميه وقدرته على ضرب العدو الإسرائيلي حتى بعد أن أصيب الآلاف من نشطائه وتصفية رئيسَي أركانه الأخيرين إلى جانب قيادة قوة الرضوان. حسن نصر الله مفعم بالثأر، لكنه قبل أي شيء يبحث عن سبيل لإنقاذ شرفه الضائع خصوصاً في أعراف الشرق الأوسط. لذا لن تتوقف النار، بل ستشتد، خصوصاً بعد أكثر من 350 قتيلاً في لبنان. بل من المتوقع أن تنتقل جنوباً باتجاه المركز.

غير أن نصر الله، ذاك الذي يتباهى بأنه يعرف إسرائيل جيداً، يلعب لعبة خطيرة وإشكالية، وهو يعرف هذا. الأمين العام لحزب الله ما كان يريد حرباً شاملة الآن، حرباً تهز كل لبنان بما في ذلك بيروت، وتدفع إيران لفقد أداتها الأهم في ردع إسرائيل حيال إمكانية مهاجمة منشآتها النووية. وهو يعرف أن ناراً أكثر مما ينبغي قد تؤدي إلى عملية برية واسعة لا يعرف أحد كيف ستنتهي، ولا الجانب الإسرائيلي أيضاً. كان نصر الله يريد أن توقف إسرائيل النار وتصل إلى صفقة مع حماس، لكن إسرائيل قررت أن توضح لحزب الله بأنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً، وحتى باهظاً لأنه ربط مصير حزب الله بمصير السنوار.

إن الضغط على نصر الله وحزب الله من داخل لبنان لئلا يقود الدولة إلى احتلال إسرائيلي، ضغط كبير. فقد شاهد اللبنانيون مثل كل سكان المنطقة، الصور القاسية التي وصلت من غزة عقب الحرب الأخيرة. ودولة لبنان على أي حال، تقف منذ سنين أمام انهيار اقتصادي، والحرب القاسية التي بدأت بسبب “الإخوان من حماس”، لا تعد شرعية في لبنان. بدأ مئات آلاف اللبنانيين يفرون شمالاً من جنوب لبنان، وهكذا أيضاً سكان البقاع. لكن الرأي العام في لبنان ليس مهماً لنصر الله بهذا القدر؛ إذ يتعين عليه أن يثبت للشيعة في العالم بعامة وفي لبنان بخاصة بأنه لا يتردد في قتال إسرائيل حتى الموت. الوحيدون الذين يمكنهم إنزاله عن الشجرة هم الإيرانيون، وهم أيضاً يفهمون بأنهم لا يمكنهم أن يطلبوا منه الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، كما تطالب إسرائيل.

الاستنتاج من جملة التطورات الأخيرة: إذا لم نشهد مفاجآت كبرى، فستضطر إسرائيل لدخول بري في لبنان واحتلال أرض واسعة لدفع حزب الله بالانسحاب إلى شمال الليطاني ووقف النار على سكان الشمال. وعملية كهذه لن تؤدي بالضرورة إلى وقف تام للنار، لكنها قد تؤدي بنصر الله أن يفكر في ترتيب كهذا أو ذاك. سيكون الثمن باهظاً في الجانب الإسرائيلي جراء عملية برية، بما في ذلك في أوساط القوات المقاتلة في الجبهة والجبهة الداخلية أيضاً، حيث سيحاول نصر الله أن يثبت مرة أخرى بأنه يواصل إطلاق الصواريخ ما دام يستطيع. حرب كهذه قد تورط إسرائيل في وحل لبناني لأشهر طويلة، دون الوصول إلى حل. ولا يبدو في هذه اللحظة أن أمام إسرائيل خيار آخر. ربما باستثناء واحد. نصر الله الذي يدعي بأنه يقاتل من أجل الفلسطينيين، قد يفكر بالانسحاب إلى ما وراء الليطاني، إذا ما توصلت إسرائيل إلى وقف نار في الجنوب، وهكذا تنشأ معادلة جديدة – تنازل نصر الله ظاهراً أدى إلى وقف نار في الجنوب أو إلى منع “نكبة” غزة. لا يقين بنجاح هذه الصيغة، لكن ربما يكون هذا هو المخرج الأخير قبل حرب برية طويلة وقاسية.