“الشاباك” ينفي تقارير عن اغتيال السنوار في قصف شنّه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة..

الإثنين 23 سبتمبر 2024 10:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
“الشاباك” ينفي تقارير عن اغتيال السنوار في قصف شنّه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة..



القدس المحتلة / سما/

 أفاد موقع “واللا” الإسرائيلي بأن جهاز الأمن العام “الشاباك” نفى تقارير اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار ويعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
وقالت القناة 14 إن “التقديرات الأمنية تشير إلى أنه أصيب ولم يُقتل”، لافتة إلى أن التقييم يجري على خلفية “انقطاع الاتصال بالسنوار”.
وتعتبر إسرائيل يحيى السنوار العقل المدبر لهجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، وهو على رأس قائمة المستهدفين.
وبعد إعلان “حماس” أن السنوار هو من سيتولى رئاسة مكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية، رأى بعض المحللين الإسرائيليين أن الحركة “اختارت أخطر شخص لقيادتها”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه وفي الأشهر الماضية تمكن السنوار من التسلل عبر الأنفاق قبل وقت قصير جدا من وصول مقاتلات الفرقة 98 إلى مخبئه.

وفي وقتٍ سابق قالت القناة “13” (خاصة)، في خبر مقتضب: تل أبيب تفحص احتمال أن يكون السنوار، استشهد في إحدى الغارات الإسرائيلية، وهذا الاحتمال ضعيف حاليا.
وأضافت أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي لم تسمهم قالوا إنه “لا توجد أي معلومات (استخباراتية) تفيد بتصفية السنوار”.
وفي وقت سابق الأحد، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الضغط العسكري على الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، سيساعد على إجبار السنوار، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وأرسل السنوار، قبل 6 أيام رسالة إلى زعيم جماعة الحوثيين باليمن عبد الملك الحوثي، بارك فيها وصول صواريخ الجماعة إلى “عمق الكيان (الإسرائيلي) متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض”، وفق قناة “الجزيرة” القطرية.
ويعد السنوار، المطلوب رقم واحد حاليا لدى إسرائيل، بعد إعلانها اغتيال قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، في 1 أغسطس/ آب الماضي، بينما أكدت الحركة أنه على قيد الحياة.
وفي 6 أغسطس، اختارت حماس السنوار، رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي قالت الحركة وإيران إن إسرائيل اغتالته خلال زيارة لطهران نهاية يوليو/ تموز الماضي، فيما التزمت تل أبيب الصمت.
وقبل اختياره خلفا لهنية، كان السنوار يترأس حماس في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي مطلق.
ومن جهته أشار رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق “أمان” عاموس يدلين إلى أن “حزب الله” غير معني بحرب شاملة، داعيا إلى تبنى منظور واسع يتجاوز لبنان وأن تكون أهداف الحرب شمالا أكثر تواضعا.
وأضاف في مقال نشره موقع N12 العبري، “بعد الضربات المؤلمة والكبيرة التي تلقاها في الأسبوع الماضي، اضطر حزب الله إلى الرد. وجاء ذلك على شكل توسيع نطاقات الرماية ومهاجمة أهداف في منطقة حيفا. وذكرت المنظمة أن هذا كان ردا أوليا على تفجيرات أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي”.
وتابع يدلين: “يبدو أن حزب الله يحاول الحفاظ على مفهوم المعادلات: إطلاق النار على أهداف عسكرية أمنية (قاعدة رمات دافيد ومصنع أمني في كريات)، ولكن مع تقليل خطر التدهور والتصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه في هذه المرحلة”.
وتساءل الرئيس السابق لجهاز “أمان”: “هل ما زالت المعادلة بيروت = تل أبيب أمامنا؟ الأيام المقبلة ستكشف النقاب عن ذلك، ويعتمد الكثير أيضا على سلوك إسرائيل واستراتيجيتها”.
وأضاف أن “التصعيد يتطلب من الحكومة أن تأخذ نظرة واسعة إلى ما هو أبعد من لبنان، تتضمن عددا من التفاهمات الأساسية لوضعنا في ساحة الحرب، وعلى الساحات الأخرى”.
وأوضح ذلك قائلا: “يبدو أن احتمال التوصل إلى اتفاق شامل يعيد المختطفين من غزة ويضمن بقاء حزب الله شمال الليطاني لم يعد مقبولا في هذه المرحلة. لم يكن السنوار يريد التوصل إلى اتفاق قبل التصعيد الحالي، وبالتأكيد لن يكون مستعدا لتقديم تنازلات بعده، عندما يتوقع أن يتحقق سيناريو الحرب المتعددة الساحات، وهو الحلم الذي فشل في تحقيقه في 7 أكتوبر”.
وأضاف: “على الرغم من ذلك، تقدر المؤسسة الأمنية أنه سيكون من الممكن أن نوضح للسنوار أنه لا توجد فرصة لاشتعال المنطقة، ومن المهم الإشارة إلى أن إسرائيل لديها التزام أخلاقي من الدرجة الأولى ببذل جهود دبلوماسية وعسكرية متفوقة لإعادة المختطفين من غزة. الإنجاز الكبير في لبنان يجب أن يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى هذا الهدف الحاسم، الذي هو أحد أهداف الحرب الرئيسية التي حددها مجلس الحرب”.
وتابع يدلين: “هناك أرضية وسط واسعة إلى حد ما بين حرب الاستنزاف المستمرة في الشمال منذ 11 شهرا، والحرب الشاملة ضد حزب الله.. نصر الله ليس السنوار، وهو يخشى العواقب المدمرة لمثل هذه الحرب على لبنان بشكل عام وعلى السكان الشيعة في الضاحية وجنوب لبنان بشكل خاص. كما أنه يدرك أن الحرب في الشمال هي الحرب التي كان الجيش الإسرائيلي يستعد لها في السنوات الأخيرة – لذلك فهو يشير بوضوح إلى أنه يفضل تجنب المواجهة الشاملة في هذا الوقت”.
وأكد أنه “حتى بالنسبة لإيران، فإن الحرب الشاملة هي سيناريو غير مرغوب فيه في هذا الوقت. ويشعر الإيرانيون بالقلق من قدرتهم المحدودة على مهاجمة إسرائيل، كما انعكس في الهجوم الذي وقع ليلة 13 أبريل الماضي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وموقفها إلى جانب إسرائيل – حتى لو بطريقة مرتبكة إلى حد ما – يزيد من مخاوف إيران من التصعيد إلى الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يضر بإيران نفسها والأصول الرئيسية التي بنتها في العقود الأخيرة في مواجهة إسرائيل”.
وأشار يدلين إلى أن “إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة بخطتها العسكرية، وهي تعمل في لبنان رغم استياء الإدارة التي تخشى أن تؤدي الحرب في الشرق الأوسط إلى الإضرار بفرص انتخاب هاريس في نوفمبر المقبل، لكن الأمريكيين يفهمون أيضاً أن إسرائيل دولة ذات سيادة، وأنها ملزمة بالعمل ضد حزب الله. وهذا درس مهم لأولئك الذين يزعمون أن إسرائيل لن تكون قادرة على العمل في غزة أو إعادة احتلال المناطق الاستراتيجية (على سبيل المثال معبر رفح ومحور فيلادلفيا) في مواجهة الضغوط السياسية الأمريكية أو الدولية الشديدة”.
وأضاف: “أطلق حزب الله النار على أهداف عسكرية وأصاب مدنيين. وهذا الواقع يمنح إسرائيل الحق في ضرب الأهداف العسكرية للمنظمة، التي تضعها، كوسيلة، في مناطق مأهولة ومأهولة بالسكان، مثل البنية التحتية لإنتاج وتخزين صواريخها الدقيقة”.
وتابع: “لقد تضررت مجموعة عمليات نصر الله وتنسيقاته بشكل كبير، ولا يزال معزولا تماما فيما يتعلق بقدرته على التشاور مع كبار وأقدم القادة في المنظمة، الذين تمت تصفية رتبهم البارزة. ومع ذلك، فإن قدرة حزب الله على الاستمرار في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، حتى لو تم إضعاف قدرته على الرد بفعالية على التحركات الإسرائيلية القوية والسريعة تمهيدا للحرب، وعليها التأكد من أن هذه الخطوات ستؤدي إلى النتيجة الاستراتيجية المرجوة، كأن تقف بمفردها أو تكون بمثابة حلقة افتتاحية لحرب أوسع”.
ودعا إلى “قطع العلاقة التي أنشأها نصر الله بين لبنان وغزة – ووقف هجماته ضد إسرائيل، بغض النظر عن نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة”، بالإضافة إلى “تدمير هياكل حزب الله الأكثر استراتيجية وقيمة وضرب نصر الله بكل الوسائل، وتدمير الصواريخ الدقيقة المصمم لتهديد الأصول الاستراتيجية الإسرائيلية”.
كما أوصى بأن “تناقش إسرائيل، في وقت مبكر من اليوم، مسألة ما إذا كان الوقت قد حان للقضاء على نصر الله من أجل إلحاق ضرر كبير بالمنظمة والاستفادة من المناوشات لتحصيل ثمن باهظ من حزب الله وإيران”.
وأضاف: “من المهم القول إنه بغض النظر عن عمق الإنجاز العسكري في لبنان، فإن إسرائيل ستكون مطالبة بتغيير سياستها حتى بعد وقف إطلاق النار. والمعنى هو أنه سواء كان سيتم تنظيم مجال أمني داخل لبنان لن تدخله قوات حزب الله أو فقط التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، فمن المهم أن يتمتع الجيش الإسرائيلي بالشرعية والقدرة على العمل ضد أي انتهاك للحدود”.
ولفت إلى أن “إسرائيل مطالبة بهدف آخر: الاستفادة من الإنجازات في الشمال لصالح صفقة المختطفين، وإنهاء الحملة في الجنوب (غزة)، ومن المهم في هذه اللحظة أن تضع الولايات المتحدة على الطاولة الخطوط العريضة المحدثة للصفقة وأن تستجيب إسرائيل لها بشكل إيجابي”.