نتنياهو: وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها وسنعيد السكان للشمال

الأحد 22 سبتمبر 2024 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو: وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها وسنعيد السكان للشمال



القدس المحتلة / سما/

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الأحد أن الدولة العبرية وجّهت “سلسلة من الضربات لحزب الله”، مجددا تأكيد عزمه على إعادة النازحين من شمال الدولة العبرية الذي تعرّض لوابل من الصواريخ الأحد، في ظل تصعيد ملحوظ في تبادل القصف بين الطرفين، يثير خشية من تحويل النزاع الى حرب واسعة.
وتأتي تصريحات نتانياهو في ختام أسبوع شهد تفجير أجهزة اتصال للحزب على مدى يومين في عملية منسوبة لإسرائيل، وضربة جوية قرب بيروت أدت لمقتل عدد من قياديي وحدة النخبة لقواته، وضربات جوية مكثّفة لأهداف عائدة له في جنوب لبنان السبت.
لكن تصريحات رئيس الوزراء أتت أيضا بعد ساعات من اضطرار “مئات الآلاف” من الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ، مع إطلاق الحزب رشقات صاروخية استهدفت مناطق قريبة من مدينة حيفا.

وهذا المدى هو الأبعد الذي تبلغه صواريخ الحزب منذ بدء التصعيد بين الطرفين في تشرين الأول/أكتوبر، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال نتانياهو في بيان “وجهنا في الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لحزب الله لم يكن يتوقعها أبدا. اذا لم يكن حزب الله قد فهم الرسالة، فأنا أؤكد لكم أنه سيفهم الرسالة” بعد هذه الضربات.
وشدد رئيس الوزراء على أنه “لا يمكن لأي دولة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضا”.
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش أنّ “مئات الآلاف” من الإسرائيليين احتموا في الملاجئ وأُغلقت المدارس في شمال البلاد، بعد إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ، ما تسبب بأضرار وحرائق.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قواته ستواصل السعي لتحقيق أهدافها في الحرب.
وبعد حوالى عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، محددة لنفسها هدفا جديدا يتمثّل بإعادة السكان الى هذه المناطق الحدودية.
وفي بيان أصدره مكتبه، قال غالانت “بدأ حزب الله يعاني تأثير” القدرات العسكرية الإسرائيلية، “ويشعرون بأنهم يتعرضون للملاحقة”.
وأكد أن العمليات العسكرية “ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها”.
وتابع “هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللازمة لتحقيقها”.
وقال الجيش في بيان “خلال الليل وساعات الصباح، أطلق نحو 150 صاروخا وصاروخ كروز وطائرة مسيّرة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية معظمها موجه نحو شمال إسرائيل”. وأضاف أنها أسفرت عن “عدد قليل من الضربات”، من دون أن تؤدي الى وقوع “أضرار كبيرة”.
وأفاد المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني وكالة فرانس برس بأن “مئات الآلاف من الناس اضطرّوا إلى اللجوء إلى الملاجئ في جميع أنحاء شمال إسرائيل”.
وأمرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل بإغلاق كل المدارس في شمال البلاد، وبعضها يبعد 80 كيلومترا من الحدود، حتى مساء الإثنين.
وردّ الجيش بشنّ غارات جديدة على أهداف لحزب الله. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في ثلاث بلدات مختلفة جراء هذه الضربات.
وبعد حوالى عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، واضعة لنفسها هدفا جديدا يتمثّل بإعادة السكان الى هذه المناطق الحدودية.
وتسبب تبادل القصف بين حزب الله والدولة العبرية على مدى الأشهر الماضية، بنزوح عشرات الآلاف من جانبي الحدود.
– صواريخ جديدة –
وأكد حزب الله أنّه “قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا”.
وأضاف أنّ ذلك يأتي في إطار “رد أولي” على تفجير أجهزة الاتصال التابعة لعناصره يومي الثلاثاء والأربعاء.
كذلك، أعلن أنه استهدف مرتين قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكريين “بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2”.
وللمرة الأولى يعلن حزب الله استخدام هذا الطراز من الصواريخ والتي يناهز مداها نحو 100 كيلومتر.
وأشادت حركة حماس الفلسطينية الأحد بـ “رجال المقاومة في لبنان على صمودهم وشجاعتهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وتصميمهم على مواصلة القتال”.
وفي العراق، أعلنت فصائل موالية لإيران أنها استهدفت “هدفا حيويا” في إسرائيل بواسطة “الطيران المسيّر”، وذلك دعما للفلسطينيين في قطاع غزة.
– “ضغوط متزايدة” –
وكان الجيش الإسرائيلي كثّف غاراته الجوية على جنوب لبنان السبت، مؤكدا أن “عشرات” المقاتلات “قصفت آلافا من قاذفات الصواريخ” كانت جاهزة لاستخدامها فورا لإطلاق نيرانها باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
من جهته، أفاد حزب الله بأنّه نفّذ عمليات إطلاق نحو سبعة مواقع عسكرية على الأقل في شمال الدولة العبرية ومرتفعات الجولان السوري المحتل.
وتصاعدت حدة التوتر هذا الأسبوع بين الحزب وإسرائيل. وطالت سلسلة تفجيرات أجهزة اتصال يستخدمها عناصره الثلاثاء والأربعاء في عملية نسبها للدولة العبرية. وأعلنت الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله.
وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية جراء تفجير أجهزة الاتصال، فيما قُتل حوالى 45 شخصا في الغارة على الضاحية، بحسب المصدر نفسه.
ومن هؤلاء 16 عنصرا من الحزب على الأقل بينهم مسؤولان عسكريان بارزان هما القائدان الحالي والسابق لقوة الرضوان، إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأحد أن التنظيم دخل في “مرحلة جديدة” من القتال مع اسرائيل، عنوانها معركة “الحساب المفتوح”، وذلك بعد اغتيالها قادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في الحزب.
وفي كلمة ألقاها خلال تشييع قائد القوة ابراهيم عقيل في ضاحية بيروت الجنوبية، قال قاسم “لن توقفنا التهديدات .. ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية”. واعتبر أن الحل العسكري “يزيد مأزق اسرائيل وسكان الشمال”.
– “كارثة وشيكة” –
على المستوى الدولي، حذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت من أن المنطقة تقترب من “كارثة وشيكة”، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف.
وحذر الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي الأحد من أن “التصعيد” العسكري ليس في “مصلحة إسرائيل”، مجددا دعوته إلى التوصل لمخرج “دبلوماسي” للنزاع.
وأعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن التكتل “قلق للغاية” إزاء التصعيد في لبنان ودعا الى وقف إطلاق نار “عاجل”، “على طول الخط الأزرق، وكذلك في غزة”.
كذلك دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بين إسرائيل وحزب الله.
وحضّت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين في البلاد على المغادرة، بينما الرحلات الجوية التجارية لا تزال متاحة.
كذلك فعل الأردن الذي جدّدت وزارة خارجيته دعوة رعاياها لمغادرة لبنان “في أقرب وقت ممكن”.
وفي موازاة التصعيد شمالا، تتواصل الحرب في قطاع غزة المحاصر والمدمّر.
وأعلن الدفاع المدني في القطاع الأحد مقتل سبعة أشخاص على الأقل في غارة على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حماس.
وكان المصدر ذاته أعلن السبت مقتل 21 شخصا بينهم “13 طفلا وست نساء” في قصف طال مدرسة الزيتون في مدينة غزة. وأعلن الجيش أيضا أنه استهدف عناصر من الحركة في المكان.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت قناة الجزيرة القطرية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مكتبها في رام الله وأغلقته لمدة 45 يوما بأمر عسكري.
ويعتبر إغلاق المكتب أحدث الإجراءات الإسرائيلية ضد القناة وطاقمها، إذ تخوض حكومة نتانياهو نزاعا منذ فترة طويلة مع القناة، وقد تفاقم منذ اندلاع حرب غزة.
اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41431 شهيدا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.