إسرائيل: تصفية نصر الله ستقود لحربٍ شاملةٍ وسلوكه يشهد على شخصٍ كاريزماتيٍّ يخشى الاغتيال المفاجئ

الأحد 22 سبتمبر 2024 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل: تصفية نصر الله ستقود لحربٍ شاملةٍ وسلوكه يشهد على شخصٍ كاريزماتيٍّ يخشى الاغتيال المفاجئ



القدس المحتلة / سما/

في خضم التطورّات الأخيرة على الساحة اللبنانيّة، وتنفيذ تفجيرات اللاسلكي والبيجرات واغتيال العديد من قادة حزب الله في بيروت، تزعم أوساط مختلفة رسميّة وغيرُ رسميّة في دولة الاحتلال الإسرائيليّ أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) يعلم أين يختبئ الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، الأمر الذي يُثير التساؤلات حول إمكانية استغلال الكيان للوقائع الأخيرة واستهدافه شخصيًا، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، الجنرال بالاحتياط تمير هايمان، الذي أكّد في مقالٍ نشره بموقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ الاحتلال يمتلك المفاجآت ويتحتّم عليه أنْ يستغلّها في عدوانه القريب، لأنّها تعود عليه بالربح الكبير، على حدّ تعبيره.

والسؤال الذي يُطرَح وبقوّةٍ في هذه العُجالة: هل فعلاً تعرف إسرائيل مكان اختباء نصر الله؟ والسؤال الذي يُستشّف من الأوّل: هل في حالة صدق رواية الاحتلال ستجرؤ الدولة العبريّة على القيام بهذه المغامرة أوْ المقامرة أوْ الاثنتين معًا؟
وفي هذا السياق، وَجَبَ التذكير بأنّ رئيس (الموساد) السابق، يوسي كوهين، كان كشف النقاب مؤخرًا عن أنّ إسرائيل تُراقِب نصر الله، ويُمكنها اغتياله متى شاءت، طبقًا لمزاعمه. وفي مقابلةٍ مع إذاعة جيش الاحتلال (غالي تساهل)، قال كوهين: “نعرف مكان نصر الله ويُمكننا القضاء عليه في أيّ لحظةٍ”، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، قالت المُختصّة بالشؤون العربيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سمدار بيري، إنّ السلوك الحاليّ لزعيم حزب الله حسن نصر الله يشهد على شخصٍ يخاف على حياته، وهو في ضغط، ويخشى من اغتيال مفاجئ، طبقًا لأقوالها.
وتابعت: “في حينه، صدر بيان صاخب لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين، جاء فيه أنّ إسرائيل تعرف بالضبط مكان نصر الله، ويمكن تصفيته في أيّ لحظةٍ. كما سمح كوهين بأنْ نفهم أنّ الحديث لا يدور عن مصاعب تنفيذيةٍ للموساد، بل عن قرارٍ سياسيٍّ. وأوضح بأنّه “إذا ما صدر أمر التصفية من المجلس الوزاري السياسيّ- الأمنيّ المُصغَّر أوْ من مجموعة وزراء ضيقة، فليس للموساد مشكلة في تصفية نصر الله”، لافتةً إلى أنّه “في ضاحية بيروت أيضًا سمعوا، وتحفزوا، وسارع نصر الله لترجمة الأقوال إلى تهديدٍ حقيقيٍّ، وأمر، كما أفيد، باتخاذ إجراءات الحذر”، كما قالت.
ونقلت المستشرقة عن مصادرها الأمنيّة قولها إنّ “هذه المرّة، يُتابع حزب الله كلّ كلمةٍ تصدر عن نتنياهو وغالانط ورؤساء الموساد الذين يعرفون المنظمة والأرض اللبنانيّة، ولذا اختفى قادته الكبار خوفًا من ضربةٍ غيرُ مرتقبةٍ”.
واختتمت بالقول إنّ “نصر الله هو الأمين العام الثالث لحزب الله، وتولّى منصبه في شباط (فبراير) 1992، ومنذئذ، مرت 32 سنة، رقم قياسيّ عالميّ، وهو شخصية كاريزماتيّة وذكيّةً جدًا، حتى بنظر خبراء إسرائيليين. مكانته قوية ليس فقط في لبنان، بل وفي مكتب الحاكم علي خامنئي بطهران والحرس الثوريّ. مؤخرًا، أصبح نموذجًا للاقتداء لدى زعيم (أنصار الله) باليمن عبد المالك الحوثي، الذي علّق صوره بشوارع صنعاء العاصمة، ويعرف كيف يتغلّب، وحتى بعد أنْ ألحقت المنظمة خسائر هائلة ببلدات الشمال الإسرائيليّة، وأدت لإخلاء المواطنين، فلديها قوة وصبر للمواصلة”، طبقًا لأقوالها.
من ناحيته، نقل مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإسرائيليّ، د. أمير بوحبوط، عن مصادر أمنيّةٍ وزانةٍ في الكيان قولها إنّ نصر الله كان يجِب أنْ يُقتَل في حرب لبنان الثانية عام 2006، ولكن السؤال الذي كان مطروحًا: هل قتل نصر الله سيجلِب مكانه زعيمًا متطرّفًا أكثر منه، كما جرى عندما اغتالت إسرائيل عام 1992 الأمين العام السابق، عباس الموسوي؟ أليس من الأفضل التعامل مع مَنْ نعرفه؟
وشدّدّ المُحلِّل نقلاً عن المصادر عينها، على أنّ اغتيال نصر الله ستكون له تداعيات وتبعات خطيرةً جدًا، وفي مُقدّمتها الحرب الشاملة، لذا فإنّ هذا ما لا تفعله الحكومة الإسرائيليّة في الوقت الحالي، لأنّ الحكومة في تل أبيب تعمل على فرض اتفاقٍ سياسيٍّ مع حزب الله بهدف منع الحرب الشاملة، واستدرك المحلل قائلاً إنّه إذا شعرت إسرائيل بأنّ إيران تدفع باتجاه حربٍ شاملةٍ، فلا يوجد أدنى شكّ بأنّ السيّد نصر الله سيكون على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيليّة، طبقًا للمصادر التي اعتمد عليها.
وأردف المحلل قائلاً إنّه حتى اليوم حافظت إسرائيل على عدم اغتيال قادة حزب الله السياسيين والدّينيين، ولكن في حال اندلاع الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله، فإنّ جميع قادة حزب الله سيكونون أهدافًا للتصفيّة، بما في ذلك حسن نصر الله، كما قال.
وخلُص المحلل إلى القول إنّ إسرائيل وحزب الله لا يرغبان في الحرب الشاملة، ولكن إذا واصل حزب الله في حرب الاستنزاف، فإنّ الاغتيالات في صفوفه ستستمِّر، وإذا قام بالتصعيد، فإنّ إسرائيل ستجِد نفسها مضطرةً للدخول في الحرب الشاملة، والتي ستستخدم فيها عتادًا جديدًا وهجوميًا أكثر من الذي تمّ استخدامه حتى اللحظة، على حدّ تعبيره.
وفي الختام رأى محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أنّ نصر الله بقي وحيدًا في القيادة، ويتحتّم عليه أنْ يتخِّذ قرار الحرب مع قيادةٍ تفتقِر للتجربة. فهل سيفعلها؟