دعت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كاملا هاريس اليوم الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في غزة، وقالت إن على إسرائيل ألا تعاود احتلال القطاع الفلسطيني بمجرد انتهاء الصراع المستمر منذ قرابة عام.
ودعت هاريس في كلمة ألقتها في فيلادلفيا أمام الجمعية الوطنية للصحفيين السود إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإلى حل الدولتين، وإلى استقرار الشرق الأوسط بطريقة تحد من نفوذ إيران.
وقالت هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، ردا على أسئلة طرحها عليها ثلاثة صحفيين “لقد أوضحنا لأنفسنا أن هذه الصفقة يجب أن تتم لصالح الجميع في المنطقة”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 41252 شخصا على الأقل استشهدوا وأصيب 95497 في الهجوم الإسرائيلي على القطاع، الذي تحكمه حركة حماس، منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وبدأت الحرب في ذلك اليوم عندما هاجمت حماس إسرائيل مما تسبب في مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وأسر نحو 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وفي سياق آخر، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الثلاثاء، تقييما أمنيا مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ومسؤولين عسكريين، على خلفية التوترات الأمنية مع لبنان إثر سقوط شهداء وجرحى بتفجير آلاف من أجهزة اتصال لاسلكية من نوع “بيجر” في أيدي من يحملونها.
وقال مكتب غالانت في بيان: ” يجري وزير الدفاع تقييما للوضع العملياتي مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي وكبار المسؤولين بالمؤسسة الأمنية”، دون مزيد من التفاصيل.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن تقييم الوضع الذي أجراه غالانت يأتي لبحث الاستعدادات لجميع السيناريوهات المحتملة.
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أجرى هاليفي تقييما للوضع “بمشاركة أعضاء منتدى هيئة الأركان بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات”، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
وقبل ذلك، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية محمومة مع غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية في “الحفرة” (قاعة محصنة تحت الأرض) بالكرياه (مقر وزارة الدفاع) بتل أبيب لبحث الوضع في لبنان.
وتشهد إسرائيل حالة من التأهب، تحسبا لرد “حزب الله” على تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع “بيجر” في وقت سابق مساء الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين.
ويتهم “حزب الله” إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، لكن تل أبيب لم تعلن مسؤوليتها رسميا حتى الساعة 20:30 (ت.غ).
إلا أن موقع “والا” العبري أكد في وقت سابق مساء الثلاثاء، أن إسرائيل هي من تقف وراء الهجوم.
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي “مطلع على التفاصيل” قوله: “تمت الموافقة على عملية تفجير أجهزة اللاسلكي من نوع بيجر بداية الأسبوع في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات”.
ونقل عن مصدر إسرائيلي آخر قوله إن إسرائيل “نفذت العملية من أجل فتح مرحلة جديدة في المعركة ضد حزب الله من ناحية، ولكن من ناحية أخرى، من أجل إبقاءها تحت عتبة الحرب الشاملة”.
ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة “حزب الله”، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.
وتسبب قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.