"هارتس" : حزب الله يبدأ باستخدام مسيّراتٍ جديدةٍ وقاتلةٍ تنشَط بحرب روسيا-أوكرانيا

الإثنين 09 سبتمبر 2024 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"هارتس" : حزب الله يبدأ باستخدام مسيّراتٍ جديدةٍ وقاتلةٍ تنشَط بحرب روسيا-أوكرانيا



القدس المحتلة/سما/

 حزب الله وبشكلٍ يوميٍّ قصف شمال دولة الاحتلال بالصواريخ والمسيّرات على مختلف أنواعها، الأمر الذي دفع رئيس بلدية (كريات شمونة) إلى القول إنّ حكومتنا هدّدّت بإعادة لبنان للعصر الحجريّ، ولكن عمليًا نحن الذين عُدنا للعصر الحجريّ، على حدّ تعبيره، وفي الفترة الأخيرة بدأ الحزب باستخدام مسيّراتٍ جديدةٍ خطيرةٍ وقاتلةٍ في الحرب التي يخوضها ضدّ دولة الاحتلال منذ أكتوبر الفائت كإسنادٍ للمقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، والتي تتعرّض لحملة إسرائيليّةٍ شرسةٍ من آلة الحرب الإسرائيليّة المدعومة أمريكيًا.

 
 

ووفق الخبراء في إسرائيل فإنّ الحديث يجري عن تطوّرٍ لافتٍ وخطيرٍ للغاية، وفق ما جاء في تقريرٍ خاصٍّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، والتي أكّدت أنّ حزب الله قام في شهريْ تموز وآب المنصرميْن بنشر فيديوهاتٍ تُظهِر قيام المسيرات الجديدة باستهداف مواقع عسكريّة إسرائيليّةٍ وإصابتها، مُضيفةً أنّ هذا النوع من الطائرات دون طيّارٍ يتّم استخدامه في الحرب الروسيّة- الأوكرانيّة.

ومضت الصحيفة قائلةً إنّ الحديث يجري عن مسيرات سباقٍ، والتي يستخدمها الحزب لضرب منشآتٍ وقواعد عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ على الحدود مع لبنان، كما أكّدت الفيديوهات التي نشرها الحزب.

علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّت الصحيفة في تقريرها على أنّ الفيديوهات تؤكِّد قيام المسيرات الجديدة باستهداف المنظومة الإسرائيليّة للدفاع عن القبّة الحديديّة من خطر المسيرات، وهي من إنتاج الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة (رفائيل)، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ (رفائيل) والجيش الإسرائيليّ رفضا الردّ على توجه الصحيفة حول إصابة المنظومات التابعة للاحتلال بمسيّرات حزب الله الجديدة.

وأوضحت الصحيفة، أنّه خلافًا للمسيرات العاديّة، التي يتّم تفعيلها بواسطة الهاتف المحمول أو الحاسوب الصغير، فإنّ النوع الجديد يتّم تشغيله بواسطة منظارٍ متطوّرٍ يُتيح للمُشغّل مساحةً واسعةً لإصابة الهدف، لأنّه يرى عن قربٍ الهدف المُعّد للاستهداف، بحسب الصحيفة العبريّة.

وقالت د. ليران عنتيبي، وهي باحثة كبيرة في معهد دراسات الأمن القوميّ في تل أبيب للصحيفة العبريّة، والتي تُحذِّر منذ عدّة سنوات من انتشار ظاهرة المسيّرات الرخيصة، والصغيرة والقاتلة، قالت إنّه “حتى اللحظة لا يدور الحديث عن ظاهرةٍ واسعةٍ، ولكن القضية ستُصبِح صعبةً للغاية في حال قيام جيش الاحتلال باجتياح لبنان بريًّا، إذْ أنّ الحديث يجري عن مسيّراتٍ، والتي يتّم اليوم استخدامها في الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة لقتل الجنود، وأيضًا لضرب الدبّابات والعتاد العسكريّ الآخر، بالإضافة إلى استهداف الجنود اللذين يختبئون في المباني وتحت الأرض أيضًا”، على حدّ تعبيرها.

 

 

 

ويُشار إلى أنّ الجديد في مفاجآت المقاومة الإسلامية، يوم 16 أيّار (مايو) 2024، عن مهاجمة موقع (المطلة) ‏وحاميته وآلياته بمسيّرةٍ هجوميّةٍ مسلّحةٍ بصواريخ “‏S5‏” عدد 2، وعند وصولها النقطة المحددة ‏لها أطلقت صواريخها على إحدى آلياته والعناصر المجتمعة حولها‎ ‎وأوقعتهم بين قتيل وجريح، ‏وبعدها أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة.‏

 وفي هذا الصدد، توالت ردود الأفعال في الإعلام العبريّ عقب عملية “المطلّة”، حيث قالت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، إنّه “يمكننا أنْ نرى تحركًا مزعجًا للغاية من جانب حزب الله الذي يحاول تعمية نظام المراقبة التابع للجيش الإسرائيليّ في الشمال، وكجزءٍ من هذا التحرك، يُطلق حزب الله العديد من الصواريخ الكبيرة على قاعدة وحدة المراقبة الجوية في (ميرون)، وصواريخ مضادة للدروع ونيران قناصة على كاميرات الجيش الإسرائيليّ على الحدود اللبنانية”.

 وأضافت “ينبغي القول إنّ الجيش الإسرائيليّ يواجه صعوبة في التعامل مع الطائرات دون طيّارٍ التابعة لحزب الله، والتي تسبّبت بالفعل في قدرٍ كبيرٍ من الخسائر والأضرار في المعركة الحالية”.

 ولفتت وسائل الإعلام إلى أنّه “للمرّة الأولى يستخدم حزب الله مسيّرة مسلّحة بصاروخ من طراز “أس 5″ وهو صاروخ جو – أرض أطلق نحو (المطلة)”.

 على صلةٍ بما سلف، تناول مدير الأبحاث في معهد (علما) لأبحاث التحديات الأمنية على الساحة الشمالية، طال باري، التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان.

 وقال باري في مقابلةٍ مع الإذاعة العبريّة: “هناك شعور أنّه لا يوجد مبادرة، حزب الله يحاول جرّ إسرائيل إلى الحرب منذ صيف 2022، تسلسل الأحداث في الشمال يشير إلى ذلك من هجوم مجيدو، إلى الخيمة في مزارع شبعا فالصواريخ في عيد الفصح الماضي، ثم إطلاق صواريخ مضادة للدروع وأعمال الشغب”.

 وتابع: “حزب الله حاول بشكلٍ واضحٍ جرّ إسرائيل إلى القتال حتى الدقيقة الأخيرة للعملية التي نفذتها قبله (حماس) في الجنوب بأكتوبر وما نراه بشكل ٍخاصٍّ في الفترة الأخيرة هو معادلة الإيلام”.

 وأضاف: “نحن الباحثون لا نرى أيّ تحضيرٍ أوْ نشاطاتٍ خاصّةٍ لمنع عمليات حزب الله، عمليًّا الحزب هو مَنْ يأخذ المبادرة طوال الوقت، فعندما يلتزم حزب الله الصمت، كذلك إسرائيل تصمت. في النهاية مع حزب الله، المسألة ليست إذا كانت ستحصل مواجهة واسعة، بل متى سيسعى حزب الله إلى هذه المواجهة”.

 واختتم محذّرًا من أنّ “قوة (الرضوان) كقوّةٍ محدّدةٍ داخل جيش حزب الله، تُضم 30 آلاف مقاتل. إذا أضفت القوّة النظاميّة، وقوة الاحتياط وجميع المتعاونين، فإّن الرقم يقترب إلى 100 ألف شخص. هذه ببساطة قوة كبيرة جدًّا جدًا”، على حد قوله.