كشفت صحيفة هآرتس العبرية، الجمعة، أنها حصلت على وثائق مصورة تثبت وقوع حالات تعذيب وإذلال داخل سجن مجدو الإسرائيلي بحق أسرى فلسطينيين. وتشير الصور والفيديوهات، إلى أن عشرات المعتقلين كانوا مكبلي الأيدي ومستلقين على بطونهم، وبعضهم من دون ملابس، فيما ينبح كلب حراسة فوق رؤوسهم وذلك على الرغم من عدم وقوع أي حادث غير عادي في السجن.
ونقلت صحيفة هآرتس عن أسرى داخل سجن مجدو قولهم، إنّ "هذه ممارسات روتينية، وأنهم يتعرضون يومياً لانتهاكات جسدية ونفسية على يد قوات السجن". وبحسب الصحيفة "ادعت مصلحة السجون أن ما حدث تدريب روتيني ضمن التدابير الأمنية المتبعة، من دون الإشارة إلى تفاصيل عن أي تهديدات محتملة داخل السجن".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، ولا سيما في "سدي تيمان" سيئ الصيت في النقب. واعتقل الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية بغزة في 27 من الشهر نفسه، آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، اعتقلت قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني من الضّفة بما فيها القدس، من دون غزة بسبب عدم توفر معطيات وإحصائيات دقيقة.
وروى أسرى أفرج الاحتلال الإسرائيلي عنهم مؤخراً فظاعات ترتكب في السجون، بما في ذلك التعذيب الممنهج والحرمان من النوم والطعام والماء، وانتشار الأمراض. وأثارت صور الأسرى المفرج عنهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد عقد مقارنات لما كانت عليه أجسادهم قبل وبعد الأسر، وتظهر بالفعل فقداناً كبيراً في أوزانهم بما جعل من التعرف إلى بعضهم أمراً غير يسير.
وكان نادي الأسير قد قال في بيان سابق، إن بعض المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة بترت أطرافهم من دون تخدير، بسبب عمليات التقييد المستمرة. وأشار إلى أن الاحتلال يبقي المعتقلين مقيدين لمدة 24 ساعة ومعصوبي الأعين، كما يتعرضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكل الوسائل والأدوات ومنها الهراوات والكلاب البوليسية.
ولفت إلى أن الاحتلال يمارس بحقهم جريمة التجويع، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد. وأضاف نادي الأسير، أن الاحتلال يمنع المعتقلين من التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب، بحسب البيان الذي أكد أيضاً تنفيذ اعتداءات جنسية بحقهم وتعرض بعضهم للاغتصاب.
حماس: إذلال الأسرى في سجن مجدو يعبّر عن حجم الحقد والسادية
إلى ذلك، قالت حركة حماس في بيان، إن قيام قوات الاحتلال ومصلحة السجون الإسرائيلي، بإذلال الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو واستخدام الكلاب البوليسية في إهانتهم وترهيبهم، يعبّر عن "حجم الحقد والسادية التي يحملها السجّانون الصهاينة تجاه الأسرى الفلسطينيين، وبشاعة الإجراءات الممارَسة ضدهم، والتي أقرّها الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير".
وأضافت الحركة أن هذه الجرائم تأتي في إطار ممارسات الاحتلال الوحشية بحق الأسرى في السجون، من تعذيب وتنكيل وتجويع وإهمال طبي متعمد، وحرمان من كافة الحقوق الإنسانية، حتى تجاوزت أعداد الأسرى الشهداء ستين شهيداً، قضوا تحت الإهمال والتعذيب الوحشي. وطالبت "حماس" المؤسسات الحقوقية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوثيق هذه الممارسات، وغيرها من الجرائم المروّعة التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على حكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو، لوقف انتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة.