وما زالت إسرائيل تنتظِر ردّ إيران وحزب الله ردًا على علميتيْ اغتيال فؤاد شكر ببيروت وإسماعيل هنية في طهران، وطبقًا للمصادر الإسرائيليّة المطلّعة جدًا، فإنّ العالم العربيّ ينتظر من إيران أنْ تُخفف من ردّها على إسرائيل، ولكن قيادة الكيان السياسيّة والأمنيّة على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ حزب الله لن يقوم بتغيير خططه للردّ خلال الأيّام القريبة القادمة، بحسب ما نقلته اليوم الأحد صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن المصادر.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيليّة، كما أكّدت الصحيفة، فإنّ حزب الله سيكون البادئ في الردّ، فيما ما زالت إيران تدرس شكل وثقل عملية ردّها على اغتيال هنية على أراضيها، طبقًا لأقوالها.
ومن ناحيته، رأى موقع (WALLA) العبريّ أن الردّ المرتقب من جانب المقاومة في لبنان، بعد اغتيال فؤاد شكر، يشغل الكيان وإعلامه، لافتًا إلى أنّ التقديرات الإسرائيلية تُشير إلى أنّ حزب الله لن يلحق الضرر بالبنى التحتية في المجال البحري، مثل الحفارات، بسبب الخوف من رد فعل إسرائيلي قد يضرّ بالبنى التحتية الوطنية في لبنان، بحسب زعمه.
وتحدّث الموقع عن أن هناك احتمالًا كبيرًا بأنْ يحاول حزب الله إلحاق الضرر بسفينة، على غرار الضرر الذي لحق بسفينة الصواريخ (أحي حانيت) في حرب لبنان الثانية أو بالقواعد البحرية.
وبحسب الموقع رُفع مستوى التأهب في البحرية مع تعزيز أنظمة الكشف والإنذار، والتدرب على نشاطات مع الاستخبارات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسلاح الجو وتعزيز العلاقة مع الجيش الأمريكيّ.
بدوره، قال موقع القناة 13 العبريّة إن انتظار ردّ حزب الله وإيران يرهق الأعصاب بشكلٍ متواصلٍ، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل تقدّر الآن أنه بينما إيران ما تزال تدرس طريقة ردّها، حزب الله ُمصمّم أكثر على شنّ هجوم أشد وأكبر، وهو مستعدّ لتحمّل مخاطر وتبعات ذلك، ومن ضمنها اتساع القتال بينه وبين إسرائيل إلى حربٍ شاملةٍ في الشمال.
وتُرجّح التقديرات الإسرائيلية أنّ حزب الله سيُحاول استهداف مواقع عسكرية بسلاح لم يستخدمه حتى اليوم، والهجمات ستنفّذ بشكل منفصل، لكن ستكون المدة قصيرة بينهما.
وقال الموقع: “أنظار المؤسسة الأمنية شاخصة قبل كل شيء نحو الشمال، نحو حزب الله. وذلك بسبب المسافة القصيرة ووصول صواريخ وطائرات حزب الله المُسيّرة بسرعة كبيرة”.
وتابع: “الآن، السيناريو الذي يحاول الجيش منعه هو إطلاق نيران حزب الله الواسع والفوري بشكل مفاجئ، باتجاه الشمال والوسط”.
إلى ذلك، أفادت صحيفة (هآرتس) أنّ القطاع الصحي الإسرائيليّ يستعدّ لسيناريو تصعيد في الأيام القادمة، بعد أشهر طويلة من رفع مستوى الجهوزية للحرب.
وبحسب الصحيفة، الاستعدادات تتعلّق بكل مداميك تقديم علاج طبي وخدمات صحية في الطوارئ، من مركز سيطرة وزارة الصحة، مرورًا بأداء المستشفيات تحت النار وحتى إجلاء مرضى في مجموعة مجتمعية. الاستعدادات تشمل تحسين وبناء بُنى تحتية، تعزيز قوة بشرية، جمع تجهيزات حيوية لفترة طويلة والتدرّب على سيناريوهات طوارئ مختلفة.
وفي المستشفيات في الشمال، يتحضّر المسؤولون لسيناريو (جزيرة معزولة) تندلع فيه حرب دون إنذار، يُحتمل أنْ تمسّ بشبكة الخلوي وقدرة الاتصالات، وقد تحصل زحمة في طرقات الوصول والطوارئ إلى المستشفيات.
وفي هذا السياق، صرّح نائب المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية الدكتور صافي مندلوبيتش: “في الأشهر العشرة الأخيرة نعيش حالة مستمرة من الاستعداد للحرب والمؤسسة أكثر تأهّبًا”.
كذلك تستعدّ المستشفيات لسيناريو استهداف شبكة الإنترنت أوْ شبكة الخلوي، وللاعتماد على شبكة سلكية وعلى هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية.
ومن السيناريوهات التي يتوقّعها المسؤولون تضرّر الإمداد بالكهرباء بشكل قاسٍ ولوقت طويل، وقد تزوّدت وزارة الصحة الإسرائيلية بآلاف مولّدات الكهرباء المنزلية كحلّ إضافي يُتيح علاج بعض المرضى في بيوتهم دون الحاجة للإجلاء.
وفاقم التوتر الأمني والاستعداد المتزايد بإسرائيل لردّ من إيران وحزب الله المخاوف في مستوطنات الشمال.
وبحسب (هآرتس)، السيناريو الذي يقضّ مضاجع الكثيرين من مواطني حيفا هو هجوم يستهدف معامل البتروكيميائيات، وعلى رأسها معامل التكرير التي ما زالت تحتوي كثافة عالية من المواد الخطرة.
وقالت رفيت شتوسل، من مستوطني حيفا ومنسّقة ما يُسمّى “تنظيف خليج حيفا”، إنّه “من الواضح أنني أخشى بشكل خاص من حادثة مواد خطرة، نحن نجلس على حاوية مواد متفجرة ونخشى جدًا ممّا سيحصل هنا”، مُضيفةً “هناك عشرات المعامل التي تعمل في مجال مواد خطرة وهناك أيضًا حقول غاز كلّها موجودة في تلك المنطقة”.
وأشارت الصحيفة الى أنه منذ اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية توجيهاتها لمعامل كثيرة من أجل تقليص كمية المواد الخطرة في المناطق وقيّدت نقلها في الطرقات.
ووفق الصحيفة، ليست المعامل البتروكيميائية فقط هي ما يقلق مستوطني حيفا. نوعا شاك، من مستوطني المدينة ومهندسة، تخشى ضرب مبانٍ مأهولة بالكثير من السكان.
واختتمت الصحيفة قائلةً “في المدينة هناك أيضًا منشآت عسكرية لا بأس بها موجودة بالقرب من مبانٍ سكنية، حتى مستشفى (رمبام) موجود بالقرب من قاعدة سلاح البحر. منشآت كهذه هي هدف مفضّل لهجوم من لبنان وهذا يُشكل خطرًا على سكان ومنشآت مدنية حسّاسة”، على حدّ تعبيرها.