ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إن السلطات تستعد لسيناريو هجوم مشترك من حزب الله اللبناني وإيران ووكلائهما ضد عموم البلاد بما فيها العاصمة تل أبيب، وأنها تدرس جميع الخيارات، على اعتبار أن الهجمات قد تكون “شاملة ومميتة”.
وفي هذا السياق، قال صحيفة يديعوت أحرنوت السلطات الأمنية والسياسية في إسرائيل كثفت مشاوراتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر.
وذكرت الصحيفة أن المشاورات أسفرت عن أن هجوما مشتركا أو منفصلا من جانب حزب الله اللبناني وإيران ووكلائها، أمر “حتمي”، وأن توقيت الرد نطاقه ما زال غير مؤكد.
وأشارت إلى أن المحادثات المكثفة حول كيفية رد إسرائيل على الهجمات المحتملة ضدها ما زال مستمرا.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين ناقشوا أيضا خيار تحرك إسرائيل أولا والقيام بـ”هجوم وقائي”.
وأضافت أنه طُلب من الوزارات في إسرائيل “الاستعداد لكل السيناريوهات التي قد تتطور إلى حرب على 5 جبهات سيتم فيها ضرب آلاف النقاط على أراضيها”.
الصحيفة قالت إن مسؤولي الأمن الإسرائيل يتوقعون أن حزب الله يستعد لهجوم كبير ضد إسرائيل “لن يقتصر على الأهداف العسكرية” فقط.
ويترقب العالم ردا عسكريا من إيران وحزب الله على إسرائيل بعد اتهام الأخيرة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء، وتبنيها اغتيال القيادي البارز بـ”حزب الله” فؤاد شكر في بيروت مساء الثلاثاء.
وذكرت “يديعوت أحرنوت” أنه “في إسرائيل، جرت نهاية الأسبوع سلسلة من المباحثات والمشاورات على المستوى السياسي والأمني تمهيدا للرد المحتمل لإيران و”حزب الله “على عمليتي الاغتيال: هنية وشكر”، التي تبنت إسرائيل تنفيذ الأخيرة بينها، فيما رفضت التعليق على الأولى ولم تتبنّها.
وتأتي هذه المباحثات بعد تعهد إيران و”حزب الله” و”حماس” بالرد على هذه الاغتيالات، حيث أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أن الانتقام لدم إسماعيل هنية “من واجباتنا لأن الاغتيال وقع على أراضينا”، قائلا في رسالة تعزية باغتيال هنية نشرها الموقع الرسمي: “النظام الصهيوني المجرم والإرهابي استهدف ضيفنا العزيز في بيتنا، وهو بذلك جلب على نفسه بهذا الاعتداء أشد العقاب”، وشدد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، أنه يجب على إسرائيل ومن خلفها “انتظار ردنا الآتي” على اغتيال فؤاد شكر، مؤكدا أن “لا نقاش في هذا ولا جدل”.
وبحسب الصحيفة، فإن “الافتراض العملي في إسرائيل هو أن الهجوم المشترك أو المنفصل أمر لا مفر منه، ولكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن توقيت الهجوم وخاصة نطاقه، فيما تستعد إسرائيل لعدد من السيناريوهات، بما فيها بعض السيناريوهات الصعبة، وفي الوقت نفسه تجري مناقشات حول الرد على الهجوم الردي، وتنشأ معضلة أيضا فيما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة استباقية حتى قبل أن يصل مثل هذا الهجوم إلى إسرائيل.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن “الرسالة التي تم نقلها إلى وزراء الحكومة الإسرائيلية خلال نهاية الأسبوع، هي أنه يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات، وأن الهجوم يمكن أن يأتي في أي لحظة ويمكن أن يتطور إلى حرب على خمس جبهات، بما في ذلك آلاف مواقع الدمار”، كما “تم تجهيز بعض الوزراء بهواتف فضائية تحسبا لانهيار شبكات الهاتف الخليوي”، و”كانت المكاتب الحكومية التي يتطلب نشاطها في أثناء الطوارئ مجهزة بالفعل بمثل هذه الهواتف منذ بضعة أشهر، بالإضافة إلى أنه تم تجهيز الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين بها”.
ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن “حزب الله يبحث عن فرصة لشن هجوم كبير في إسرائيل، لن يقتصر على الأغراض العسكرية”، وفق الصحيفة.
التقدير في إسرائيل هو أن “الإيرانيين لم ينتهوا بعد من حساباتهم وتحديد نطاق ردهم”، ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أن “العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة والتحالف واستعدادهم لإحباط الهجوم له تأثير حقيقي على الإيرانيين”.
بشكل عام، يمكن القول إن “محادثات محمومة تجري بين إسرائيل والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق فيما يتعلق باحتواء الهجوم وردع إيران و”حزب الله”، وقد أرسلت الولايات المتحدة إلى المنطقة حاملات طائرات وأسرابا مقاتلة، وتستعد للقيام بعمل مماثل للعملية التي جرت في 13 أبريل، عندما احتشدت سلسلة من الدول، بما في ذلك الدول العربية المعتدلة، لاعتراض هجوم واسع النطاق من إيران”، في حين أن “الافتراض العملي هو أن الهجوم هذه المرة سيكون أوسع وأكثر كثافة وأكثر فتكا”، حسب ما أوردت “يديعوت أحرونوت”.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة أنه “إذا تم شن الهجوم من عدة جبهات وبوتيرة مذهلة، فسيكون من الصعب على إسرائيل والولايات المتحدة التعامل معه وعلينا أن نستعد للكثير من الضحايا، لكن في هذه الحالة سنفعل ذلك”، مضيفا: “سنكون قادرين على الرد بقوة أكبر وسنتلقى الدعم من العالم، إذ تعمل إيران وحزب الله على بناء القوة العسكرية منذ عقود لاستخدامها ذات يوم، وتشير المصادر إلى عدم الانبهار بالشواطئ الممتلئة والمطاعم المزدحمة، وأن هذه أيام مصيرية يمكن أن تندلع فيها الحرب في أي لحظة”.
وتفيد مصادر سياسية للصحيفة بأن “إسرائيل تستعد دفاعيا وهجوميا”، حيث قالوا: “إننا لا نقاتل حماس فقط، بل محور الشر بأكمله.. لقد انتهجنا سياسة عدوانية للغاية أثبتت لهم أننا قادرون على إيذاءهم في أي وقت وفي أي مكان وضد أي شخص. فقبل ثلاثة أسابيع قضينا على رئيس أركان حماس محمد الضيف، وقبل أسبوعين ضربنا الحوثيين كما لم يضربوا منذ بداية الحرب، وقبل ثلاثة أيام، قضينا على رئيس أركان حزب الله، والأعداء يعرفون جيدا أننا مصممون جدا، ولم نساق مثل الغنم إلى المذبحة”، على حد وصفهم.
تجدر الإشارة إلى أن القيادي بحركة “حماس” عزت الرشق، علق على إعلان السلطات الإسرائيلية اغتيال قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، قائلا: “إن تأكيد أو نفي استشهاد أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة”، وأضاف: “ما لم تعلن أي منهما (قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة) فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قبل أية أطرف أخرى”، دون مزيد من التفاصيل.
ويأتي تصريح الرشق، تعقيبا على إعلان الجيش الإسرائيلي أنه “تأكد استخباراتيا” من اغتياله قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، بهجوم جوي نفذه في 13 يوليو الماضي على منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم نفي سابق للحركة.
وعلى الرغم من الوضع المتوتر وعدم اليقين، فإنهم في إسرائيل “يتجنبون إعطاء أي تعليمات للجمهور حول كيفية الاستعداد، ولا يوجد أي تمرير للرسائل إلى الجمهور، وهو في الواقع انهيار كامل لمن يتولى إعلام الجمهور في حالة الطوارئ، وقرار محير من المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية”، حسب “يديعوت أحرونوت”.
ويقول مسؤولو الأمن إنه “تم اتخاذ قرار بعدم تغيير التعليمات للجمهور كجزء من تعلم الدروس من هجوم 13 أبريل، وأوضحوا أن “أحد الأشياء التي فهمناها منذ أبريل هو أننا بحاجة إلى الحفاظ على الروتين. وقد دفعت التعليمات بعد ذلك إيران إلى زيادة الهجوم، وإذا لزم الأمر فسيتم إصدار التعليمات قريبا”.