جنرال اسرائيلي : نحن أمام حرب استنزافٍ على جبهتيْن والخطّة الإيرانيّة للقضاء على إسرائيل باتت هدفًا يُمكِن تحقيقه..

الأربعاء 10 يوليو 2024 11:15 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جنرال اسرائيلي : نحن أمام حرب استنزافٍ على جبهتيْن والخطّة الإيرانيّة للقضاء على إسرائيل باتت هدفًا يُمكِن تحقيقه..



القدس المحتلة / سما/

حذّر الرئيس السابق لشعبة العمليات بجيش الاحتلال، الجنرال احتياط يسرائيل زيف، من المزيد من التورّط في رفح، وشنّ هجومًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال زيف في تصريحاتٍ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ البقاء في رفح يعني احتلالاً للقطاع، محذرًا من فتح جبهات حربٍ متعددةٍ، لأنّ هذا التوقيت هو الأسوأ لإسرائيل.

وأضاف: “خوض حربٍ مع لبنان، سيؤدي إلى مواجهةٍ مع إيران، وزيادة العمل العسكريّ في الشمال، تكتيك خاطئ، إلّا إذا أردنا خوض حربٍ”، وهاجم نتنياهو وقال إنّه “دمر جهود واشنطن، بشأن قرارات محكمة العدل الدوليّة، ومجلس الأمن ضدّ إسرائيل”.
إلى ذلك، أكّد عوفر شيلح، عضو الكنيست والرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن، والباحث الأمنيّ والعسكريّ، أنّه “حذر من كارثة أكتوبر قبل شهور من وقوعها، وتحديدًا في أيّار (مايو) 2023، في ظلّ رؤيته لمشاهد التسرّع في التقييمات، والاستهانة بالعدوّ، والصعوبة في استيعاب الدروس، وقبل كلّ شيءٍ ضعف التواصل بين الرتب العسكرية، وغياب الرؤية الشاملة على المستوى السياسي والقيادة العليا في الجيش، وقد ثبت فعليًا أنّ فحص العمليات والقرارات التي تلت الحرب تثير القلق من أنّ العيوب الأساسية في الدولة لم يتم تصحيحها”.
وأضاف في مقابلةٍ مطولةٍ نشرها موقع (زمان إسرائيل)، أنّ “حرب غزة كشفت عن تحدٍّ معقدٍ متمثلٍ في نشوب حربٍ متعددة الساحات، لكنّني لم أتخيل أنّنا سنفسد بهذه الطريقة بسبب النتائج غير المحتملة للحرب، عقب التقدير الخاطئ بأنّ مقاتلي (حماس) لا يستطيعون أنْ يفعلوا بنا ما فعلوه، وهذا خطأ وخلل إسرائيليّ عميق يشمل كلّ الدولة، مفاده أنّنا غير قادرين على النظر في جميع المستويات إلى مكاننا في الشرق الأوسط، وتصورنا للأمن من منظورٍ عمليٍّ يأخذ في الاعتبار المصالح والقدرات والقيود”.
وأشار شيلح إلى أنّ “تكرار الإسرائيليين لبعض المفردات من قبيل (جيشنا الأفضل في العالم) أوْ (الموساد أفضل استخبارات في العالم) أوْ (أفضل قوة جويّة في العالم)، يعكس حاجة ذهنيّة إسرائيليّة، وليس بالضرورة واقعا فعليًا، ويعتبر كلّ مَنْ يرفضها خائنًا للدولة، أوْ أنّه لا يحبّها، وغير مخلص لها، ببساطة، الإسرائيليون غير قادرين على إجراء هذه المناقشة”.
وأوضح أنّه “بينما يخوض النقاش العام في الاحتلال في أغلب الأوقات حول وحل التحديات اليومية: قنبلة في رفح، مواجهة في طولكرم، صاروخ مضاد للدبابات في المطلة، مظاهرات للمختطفين، تدوينة غبية بقلم إيتمار بن غفير، فإنّهم لا يمنحون مزيدًا من الوقت للتعامل مع التحدّيات الاستراتيجيّة المعقدة التي يواجهونها، لأنّهم لا يملكون الوقت لسماعها، رغم أنّهم يعيشون في حالة من عدم اليقين من أنّ هذه الدولة ستستمر في الوجود”.
وأوضح أنّ “تفسير هذه المعطيات يعني انعدام الثقة العميقة في مستقبل هذه الدولة، ولم يعد الشعار (معًا سننتصر)، ولكن (معًا نخشى أنْ نخسر)، وهذا تحوّلٌ إشكاليٌّ للغاية، لأنّها تعني انتقال الأغلبية الإسرائيليّة إلى شعورٍ عميقٍ بالقلق، وعدم الأمان في وجود الدولة، ما يزيد من مشاعر كراهية الآخر”.
وأردف أنّ “التوتر الاسرائيليّ الأمريكيّ خلال الحرب قد يخلق وضعًا يدفع واشنطن والسعودية لإبرام صفقتهما معًا ووحدهما، وحينها سنجد أنفسنا في وضع نحتل فيه غزة بثمنٍ دوليٍّ رهيبٍ، لم نناقشه بعد، لكنّها أثمان في الاقتصاد والأمن والثقافة، في وضع نكون فيه منغمسين في غزة، ونقف وحدنا أمام المحور المعادي، هذا هو مفترق الطرق الذي وصلنا إليه، ورغم أنّ نتنياهو يفهم كلّ هذا، فإنّ مشكلته أنّه على خلافٍ مع الدولة كلّها، ويقودها بعيونٍ مفتوحةٍ على مصراعيها إلى خطرٍ وجوديٍّ، لأنّه في وضعٍ تفوق مصلحته للبقاء رئيسًا للوزراء كلّ شيءٍ آخر وهذا هو التفسير الوحيد”.
واختتم: “إنّنا أمام واحدة من أسوأ الحكومات على الإطلاق في أيّ مكانٍ، ولعلها مرشحة بارزة للحصول على لقب أسوأ حكومة بتاريخ الأمم، بسبب سياسة الغطرسة التي تقودها، والبديل لذلك أنْ تسعى الدولة جاهدة، وبأقصى ما تستطيع، لإنهاء الحرب في غزة، يجب أنْ تنتهي الحرب الآن، لأنّه على الجانب الآخر هناك عدوٌّ قويٌّ، يعتقد اليوم، ربّما للمرة الأولى على الإطلاق، أنّه قادرٌ على هزيمتنا”.
من ناحيته، قال المُستشرق، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ “المواجهة الحالية تحولّت لحرب استنزافٍ على جبهتيْن، في ظلّ خلافاتٍ داخليّةٍ إسرائيليّةٍ قويةٍ وتوتُّرٍ بين تل أبيب وواشنطن، وعلى هذه الخلفية، تغيّرت رؤية إيران التي اعتبرت، طوال عشرات السنوات، القضاء على إسرائيل هدفًا يمكن تحقيقه، لكن في مستقبلٍ غيرُ محددٍ”.
وخلُص إلى القول إنّ “التقارير بشأن خطةٍ إيرانيّةٍ لتدمير إسرائيل خلال عاميْن تكشف شعور طهران بأنّه هذه المرّة، يمكن تحقيق الرؤيا التي أعلنها الخامنئي: (لقد تعرضت إسرائيل لضربةٍ لن تنجو منها، وهزمتها قوّاتٍ أضعف منها، وهي في مواجهةٍ مع العالم كلّه، الذي بدأ بتأييد شعارات المقاومة)”، طبقًا لأقواله.