دعت صحيفة “نيويورك تايمز” الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي لمنح مرشح آخر فرصة أفضل لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد ظهوره الكارثي في المناظرة التلفزيونية ضده، أول أمس.
وقالت الصحيفة في مقال لهيئة تحريرها: “لقد كان السيد بايدن رئيساً مثيراً للإعجاب. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يقدمها بايدن الآن هي الإعلان عن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه”.
وأضافت: “لكن في الوقت الحالي، الرئيس منخرط في مقامرة متهورة. هناك قادة ديمقراطيون مجهزون بشكل أفضل لتقديم بدائل واضحة ومقنعة وحيوية أمام فرضية فترة رئاسية ثانية لترامب”.
وأكدت “لا يوجد سبب يدعو الحزب للمخاطرة باستقرار وأمن البلاد من خلال إجبار الناخبين على الاختيار بين أوجه القصور في السيد ترامب وأوجه القصور في السيد بايدن”.
وتأتي دعوة “نيويورك تايمز” وسط ارتفاع أصوات كثيرة تحث بايدن على مغادرة السباق الرئاسي فيما يبدو هو متمسكا بالاستمرار فيه ومواصلته لحملته الانتخابية غداة الأداء الكارثي له في المناظرة أمام ترامب، التي سيطر عليها الأخير بأكاذيبه، فيما ظهر بايدن ضعيفا، مشتتا، متلعثما وعلامات الشيخوخة واضحة عليه.
توماس فريدمان يبكي!
وفي مقال بعنوان “جو بايدن رجل طيب ورئيس جيد. ولكن يجب عليه أن يغادر السباق” دعا توماس فريدمان كاتب العمود في الصحيفة بايدن إلى “حفظ كرامته” ومغادرة المسرح السياسي بعد انتهاء ولايته الحالية.
وقال فريدمان إنه شاهد المناظرة بين بايدن وترامب في غرفة فندق بلشبونة (البرتغال) وإنها جعلته يبكي. وأكد أنه لا يتذكر لحظة أكثر حزنا في سياسات الحملة الرئاسية الأمريكية من تلك المناظرة، مبرزا أن بايدن رجل ورئيس جيد، لكن ليس من حقه الترشح للرئاسة مرة أخرى.
في المقابل، وصف فريدمان ترامب بأنه “رجل خبيث ورئيس تافه، لم يتعلم شيئا ولم ينس شيئا”، وقال إنه “آلة أكاذيب”، وإنه مهووس بمظالمه، ولا علاقة له بما تحتاجه الولايات المتحدة في القرن الـ21.
ودعا فريدمان فريق بايدن إلى الاجتماع بسرعة لإجراء أصعب المحادثات مع الرئيس والبحث عن ظروف تمنح البلاد فرصة لردع تهديد عودة ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، موضحا أن بايدن نفسه عليه أن يعلن أنه لن يترشح لولاية ثانية.
وذكر فريدمان أن قادة الحزب الجمهوري لو كانوا يتمتعون بذرة من النزاهة لقاموا بالشيء نفسه مع ترامب، لكنهم لن يفعلوا.
وزاد أن الديمقراطيين عليهم وضع مصلحة الولايات المتحدة في المقام الأول، والإعلان عن فتح الباب أمام مرشحين ديمقراطيين جدد، موضحا أن تلك العملية قد تكون فوضوية لكن تهديد عودة ترامب خطير بما فيه الكفاية ليؤكد أهميتها.
وقال فريدمان إن كامالا هاريس -نائبة بايدن- قد تريد الترشح وذلك حقها، لكن الناخبين الأمريكيين يستحقون خيارات أكثر بحثا عن مرشح رئاسي ديمقراطي قادر على توحيد الحزب والبلاد.
وأكد فريدمان على أن تراجع بايدن عن الترشح للرئاسيات بسبب عمره، والاكتفاء بولايته الأولى، سوف يجعلنا نتذكر ولايته “باعتبارها من أفضل الولايات الرئاسية في تاريخنا”، ويكفي أنها “أنقذتنا من ولاية ثانية لترامب”.
وأشار إلى أن بايدن وفريقه ظلوا متحصنين بمنتجع كامب ديفيد استعدادا لمناظرة أمس، وإذا كان ما حدث هو أفضل أداء طلبوه منه، فمن المؤكد أن بايدن عليه حفظ كرامته والانسحاب من سباق الرئاسيات، لمصلحة البلاد أولا وأخيرا.
وشدد فرديمان على أنه إذا أصر بايدن على الترشح وخسر أمام ترامب فلن يتمكن هو وعائلته وفريق وأعضاء حزبه الذين مكّنوه من ذلك من إظهار وجوههم.