تشهد العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين البيت الأبيض وبنيامين نتنياهو حلقة جديدة من التوتر، بعد أن انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وتيرة تسليم المساعدات العسكرية الأميركية.
واعتبر البيت الأبيض الخميس أن تصريحات نتنياهو هذا الأسبوع بشأن التأخير في تسليم شحنات الأسلحة الأميركية لبلاده “مهينة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين إن “تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه”.
كان نتنياهو صرح في مقطع فيديو بأنه رغم تقديره للدعم الأميركي خلال حرب غزة “إلا أنه من غير المعقول أن الإدارة الأميركية حجبت في الأشهر القليلة الماضية أسلحة وذخائر عن إسرائيل”.
وأكد نتنياهو الخميس أن بلاده تحتاج الأسلحة الأميركية في “حرب من أجل وجودها”، ذلك في رد مباشر على انتقاد البيت الأبيض لشكواه من تأخر تسليم شحنات الأسلحة.
وقال نتنياهو في بيان “أنا مستعد لتحمل هجمات شخصية شرط أن تتلقى إسرائيل من الولايات المتحدة السلاح الذي تحتاجه في حرب (تخوضها) من أجل وجودها”.
وينتظر وصول نتنياهو إلى واشنطن في 24 تموز/يوليو، في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية، لإلقاء خطاب أمام الكونغرس.
وقال كيربي “لا توجد دولة أخرى تفعل المزيد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس والتهديدات الإقليمية الأخرى”.
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار قالت الثلاثاء “نحن حقا لا نعرف ما الذي يتحدث عنه”.
بدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الخميس أن “التزامنا أمن إسرائيل مقدس. أثبتنا ذلك ليس بكلمات فحسب لكن بأفعال”.
-قنابل-
وقالت الولايات المتحدة إن ثمة شحنة واحدة فقط لاسرائيل من قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كلغ) هي قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة.
وفي تصريحات منفصلة قال كيربي إن من المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الخميس نظيره الإسرائيلي تساحي هانغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وتحدث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وخلال هذا اللقاء اكد بلينكن “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل”، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر.
وأضاف ميلر أن وزير الخارجية الأميركي شدد أيضاً على “أهمية تجنب تصعيد جديد في لبنان” من خلال “حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها”.
واشنطن هي الداعم العسكري الرئيس لإسرائيل لكن البيت الأبيض عبر عن استيائه إزاء ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ورد فعل البيت الأبيض الخميس ليس الحلقة الأولى من التوترات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ولا يخفي الرئيس الأميركي جو بايدن علاقته المضطربة مع نتنياهو. فقد أعرب خصوصا بشكل علني عن معارضته لهجوم بري واسع في رفح حيث يُحاصَر أكثر من مليون مدني، وهدد بوقف شحنات معينة من الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم يُستجَب تحذيره.
وتمثل الحرب في غزة موضوعا شائكا سياسيا بالنسبة للديموقراطي البالغ 81 عاما والساعي للفوز بولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وأثارت الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع الفلسطيني المحاصر والخسائر البشرية المتزايدة انتقادات شديدة للرئيس الأميركي من جانب المعسكر التقدمي، ومن الناخبين من أصل عربي.