أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الاثنين، أن مقترح بلاده لوقف إطلاق النار في غزة "يتيح الهدوء شمالا على الحدود مع لبنان ومزيدا من الاندماج مع دول المنطقة".
جاء ذلك خلال اجتماعه مساءً في القدس الغربية، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، قبيل تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي يدعم مقترح الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق نار فوري في غزة.
وبحسب ميلر، جدد بلينكن التأكيد على أن "الولايات المتحدة وزعماء العالم يدعمون مقترح بايدن الشامل والذي يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن (الإسرائيليين)، وزيادة كبيرة ومستدامة في المساعدات الإنسانية لتوزيعها في جميع أنحاء غزة".
وأضاف أن بلينكن "شدد على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل، بما في ذلك ضمان عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)"، في إشارة إلى هجوم مفاجئ نفذته حركة حماس يومها على مستوطنات محاذية لقطاع غزة.
وأكد بلينكن مجددا أن "المقترح المطروح على الطاولة سيفتح إمكانية الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، ومزيد من الاندماج مع دول المنطقة".
ووفق ميلر، أطلع بلينكن نتنياهو على "الجهود الدبلوماسية الجارية للتخطيط لفترة ما بعد الصراع"، مؤكدا على أهمية تلك الجهود "لتوفير السلام والأمن والاستقرار على المدى الطويل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
كما "شدد بلينكن أيضًا على أهمية منع انتشار الصراع"، وفق البيان ذاته.
ويأتي الاجتماع في إطار جولة ثامنة يجريها بلينكن للمنطقة ضمن جهود بحث صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي وقت سابق الاثنين، وصل بلينكن القاهرة، واتفق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تعزيز جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستعرضا الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة"، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وتأتي جولة بلينكن في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي، الخطوط العريضة لاقتراح قال إنه "إسرائيلي" ويتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار، ينص في نهاية المطاف على وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مقابل سجناء فلسطينيين، وإعادة إعمار غزة.
ومساء الاثنين، أعلن مجلس الأمن الدولي تبنّي مشروع قرار يدعم مقترح بايدن، بغالبية 14 صوتا، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري "حماس" وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو الماضي، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.