لقي المقترح الإسرائيلي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بهدف وقف إطلاق النار في غزة ترحيباً من الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس: "لقد شهدنا الكثير من المعاناة والدمار في غزة وحان الوقت للتوقف"، معلناً في منشور له عبر منصة إكس أنه يرحّب بمبادرة بايدن ويشجع جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لـ"وقف إطلاق النار في غزة".
في الشأن ذاته، رحّبت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بخريطة الطريق الإسرائيلية "الواقعية" بهدف وقف إطلاق النار في غزة والتي أعلن عنها الرئيس جو بايدن الجمعة، معتبرة أنّها توفّر "فرصة حقيقية" لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر. وكان بايدن قد كشف في خطاب له، الجمعة، أن إسرائيل تقدمت بمقترح جديد من 3 مراحل لإنهاء الحرب على غزة، موضحاً أن المقترح هو خريطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، كذلك يشمل المقترح عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم.
وقالت فون ديرلاين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أتّفق تماماً مع بايدن في أنّ الاقتراح الأخير يوفّر فرصة حقيقية للمضيّ نحو إنهاء الحرب ومعاناة المدنيّين في غزة. إنّ هذا النهج المكوّن من ثلاث مراحل هو متوازن وواقعي ويحتاج الآن إلى دعم جميع الأطراف".
بدوره أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مساء الجمعة، دعمه خريطة طريق أعلنها بايدن بهدف وقف إطلاق النار في غزة بشكل دائم وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع. وفي منشور على منصة إكس، قال بوريل: "كل دعمنا لخريطة طريق بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن التي تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب الجيش الإسرائيلي وبدء جهود إعادة الإعمار" في القطاع. وشدد بوريل على أن "الحرب يجب أن تنتهي الآن".
ألمانيا ترى "بصيص أمل" في مقترح بايدن لأجل وقف إطلاق النار في غزة
بدورها رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالمقترح الإسرائيلي الجديد لوقف إطلاق النار والحرب في غزة الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، ورأت فيه "بصيص أمل" لإنهاء الحرب. وقالت بيربوك على منصة إكس إنّ هذا المقترح "يقدّم بصيص أمل ومساراً محتملاً للخروج من مأزق الحرب".
وحول تفاصيل المقترح الإسرائيلي الرامي إلى وقف إطلاق النار في غزة، قال بايدن إن المقترح يتضمن وقف "الأعمال القتالية" لمدة 6 أسابيع في المرحلة الأولى. وتشمل المرحلة الثانية من المقترح تبادل الأسرى الأحياء بمن في ذلك الجنود الإسرائيليون. بينما تتمحور المرحلة الثالثة حول شكل إعادة إعمار قطاع غزة.
كما تتضمن المرحلة الأولى "إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين" في السجون الإسرائيلية. وأشار بايدن إلى أن المرحلة الثانية تشمل "إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة"، داعياً كل الأطراف إلى الموافقة على المقترح. وقال إنّ "رفض حماس المقترح الإسرائيلي الجديد سيعني أن إسرائيل ستواصل الحرب في غزة".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، قوله، الجمعة، إنّ المقترح الجديد حول وقف إطلاق النار في غزة قُدّم إلى حركة حماس، أول من أمس الخميس، موضحاً أنّ كل مرحلة من مقترح غزة تمتد إلى نحو 42 يوماً، مضيفاً أنّ المقترح الجديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة مطابق تقريباً لما اقترحته حماس قبل أسابيع.
وفي رده على تصريحات بايدن، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الأخير "يصرّ على عدم إنهاء الحرب على قطاع غزة، إلا بعد تحقيق جميع أهدافها". لكن نتنياهو، كلف الوفد المفاوض تقديم "الخطوط العريضة" لإعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وفق بيان لمكتبه. وادعى البيان أن "الحكومة موحدة في رغبتها في إعادة المختطفين (الأسرى بغزة) في أقرب وقت وتعمل لتحقيق هذا الهدف".
وتابع: "الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى بما يحافظ على مبادئنا"، دون تقديم أية توضيحات أخرى بهذا الصدد. وبينما لم يذكر بيان مكتب نتنياهو خطاب بايدن بالاسم، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي (رسمية) إنّ البيان "جاء ردًا على تصريحات بايدن".
في المقابل، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، في بيان لها، أنها تنظر بـ"إيجابية" إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن من دعوته إلى وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل للأسرى، واعتبرت الحركة أن هذا الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وضع حد للحرب على غزة "هو نتاج الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته".
وأكدت الحركة في بيانها "موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك".