دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير الفلسطينيين “قسرا” من قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة.
وقال السيسي خلال مشاركته في افتتاح المنتدى الصيني العربي في بكين “أطالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على النفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية”.
كما حض المجتمع الدولي على “التصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم”.
وتستضيف بكين هذا الأسبوع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة عرب آخرين يشاركون في المنتدى الذي يتوقع أن تتصدر الحرب بين إسرائيل وحماس محادثاته.
وأدلى السيسي بتصريحاته بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه فرض “سيطرة عملياتية” على محور فيلادلفيا الاستراتيجي وهو منطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر، وكثّف قصفه لمدينة رفح حيث تتركز الحرب الدائرة مع حماس.
وأضاف السيسي “أكرر التأكيد أنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي … إلا من خلال المعالجة الشاملة لجزر القضية الفلسطينية”.
ودعا في هذا السياق إلى “الالتزام الجاد والفوري بحل دولتين والإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلة”.
بدوره دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس إلى عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، خلال خطاب توجّه به إلى قادة عرب في إطار منتدى يهدف لتعزيز العلاقات مع المنطقة.
وأعرب شي أمام الوفود الحاضرة عن دعمه لمؤتمر سلام “واسع النطاق” لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال إن “الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية لكن الحرب تستعر.. على الحرب ألا تدوم إلى ما لا نهاية ولا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد”.
ودافعت الصين على مدى عقود عن حل الدولتين لوضح حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
والخميس، أشاد شي “بالحس العميق بالألفة” مع العالم العربي.
وقال في كلمته إن “الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم”.
وذكر الإعلام الرسمي الصيني بأن 21 دولة عربية وقعت اتفاقيات تعاون مع بكين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال شي وفق نص خطابه الذي نشرته وزارة الخارجية إن “الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق”.
وأضاف أن “الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات”.
سعت بكين لتوطيد علاقاتها مع البلدان العربية في السنوات الأخيرة ورعت العام الماضي اتفاق تقارب بين طهران والرياض.
واستضافت بكين الشهر الماضي كلا من حماس وفتح لإجراء “محادثات معمّقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين”.
يشير محللون إلى أن الصين تسعى لاستغلال حرب غزة لتعزيز موقعها في المنطقة عبر تسليط الضوء على جهودها الرامية لإنهاء النزاع في غياب تحرّك أميركي.
وقالت كاميل لونس من “المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية” لفرانس برس إن “بكين ترى في النزاع الجاري فرصة ذهبية لانتقاد ازدواجية المعايير الغربية في الساحة الدولية وللدعوة إلى نظام عالمي بديل”.
وأضافت “عندما تتحدث (الصين) عن الحرب في غزة، تتوجّه.. إلى الجمهور الأوسع وتجعل محور النزاع التعارض بين الغرب والجنوب العالمي”.