"يديعوت" : المُقاومة تُعيد الاحتلال الاسرائيلي للمُربّع الأوّل.. الأنفاق تُبطئ وتؤخِّر التحرك برّمته…

الأربعاء 29 مايو 2024 09:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"يديعوت" : المُقاومة تُعيد الاحتلال الاسرائيلي للمُربّع الأوّل.. الأنفاق تُبطئ وتؤخِّر التحرك برّمته…



القدس المحتلة / سما/

قال رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إنّ “المعارك التي جرت خلال الأسبوعين الأخيرين في مخيم جباليا للاجئين نموذج مصغر للحرب ضدّ حماس ككلّ، فهي تحتوي على كل تعقيدات الحرب، ويمكن استخلاص دروس منها تسمح للاحتلال بإعادة المختطفين، على أنْ يكون ذلك على مراحل سوف تستغرق وقتًا، لأنّ إطلاق الصواريخ الأخير من رفح على تل أبيب سيؤدي لتفاقم الوضع، وعلى الجمهور الإسرائيلي أنْ يفهم أنّ هذه حرب مختلفة عمّا انخرط به الجيش منذ تأسيسه حتى الآن“، طبقًا لما أكّده نقلاً عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال.

بن يشاي، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أوضح أنّ “نظرية المراحل تتطلب استهداف شبكة الأنفاق المتفرعة تحت الأرض من مدينة غزة إلى شمالها وصولاً إلى رفح جنوبًا، لأنّه لا يوجد أمن لمستوطني النقب ما دام هناك نحو ألف مقاتل موجودين في الأنفاق التحتية، ومجهزين بأسلحة تكاد تكون غير محدودة، بما فيها قاذفات الصواريخ، مما يستدعي بناء خطة عملٍ عسكريّةٍ جديدةٍ بناءً على الدروس المستفادة من القتال الطويل العنيف والشرس في غزة وجباليا ورفح“.

ولفت المُحلِّل، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أن كتائب القسام، استعدت بشكلٍ جيّدٍ، وزرعت متفجرات، وفجرت جدران الأزقة المزدحمة، واستولت على فتحات البوابات، وأطلقت عشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وخسر الجيش العديد من جنوده.

وكشف النقاب عن أنّ “المشكلة الرئيسيّة التي يواجهها الجيش في قطاع غزة، ولا تزال إلى حدٍّ ما، هي أنّ القتال والتقدم فوق الأرض أسرع بكثير ممّا هو عليه في نظام الأنفاق تحت الأرض، ممّا يبطئ ويؤخر التحرك برمته، ولذلك فإنّ الدروس المستفادة في خان يونس تسمح الآن للجيش بالعمل بسرعة أكبر في نظام الأنفاق ممّا كان عليه في بداية المناورة البرية“.

وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّ “بداية الإطاحة بحماس هي تدمير معظم أنظمة التحصينات تحت الأرض في قطاع غزة، لأنّ الأنفاق المتفرعة تسمح لمقاتلي حماس بالبقاء، وحرية الحركة تحت الأرض، ومن هناك يذهبون فوق الأرض لفترات قصيرة، ثم يصلون أماكن أخرى لا يتواجد فيه الجيش“.

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أشار إلى أنّه “من أجل تحقيق هذا الهدف، على الجيش أنْ يتعامل مع عدة قضايا: أولها إطلاق سراح المختطفين الموجودين في الأنفاق، لأنّهم قد يتعرضون للأذى، وثانيها الحاجة لمعلومات استخباراتية عالية الجودة ودقيقة، وثالثها أنْ يطبق الجنود جميع الدروس التي تعلموها في خان يونس: كيفية التعرف على العبوات، وكيفية الاقتراب من الأعمدة، وكيفية التحرك عبر الأزقة دون التعرض للإصابة بالعبوات وفخاخ الآر بي جي التي تكون المنطقة مكتظة بها.”

و“رابعها استخلاص الدروس التي يمكن بموجبها تعديل وتغيير مخطط الحرب، لأنّ الهدف العسكريّ الرئيسيّ للجيش هو الوصول لتدمير كبير 65%-70% من الأنفاق الاستراتيجيّة التي تسمح لحماس بالبقاء فيها، والتحرك في جميع أنحاء القطاع، وخامسها ضرورة إغلاق أنفاق التهريب تحت محور فيلادلفيا في منطقة رفح، لعزل حماس عن العالم الخارجي، وحرمانها من الأموال التي تجمعها“، على حدّ تعبيره.

اليوم، وبعد مرور حوالي 8 أشهر على بدء الحرب، الأطول في تاريخ إسرائيل، لم يُحقق جيش الاحتلال أيّ هدفٍ يُذكر لا تكتيكيًا ولا إستراتيجيًا، وذلك على الرغم من عدم وجود أيّ تكافؤٍ في القوّة بين الطرفيْن، بيد أنّ هذه الحرب أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ عزيمة المُقاومة صدّت المخططات والمؤامرات وأثبتت أنّ جيش الاحتلال أوهن من الانتصار في حرب عصاباتٍ، رغم أنّه يتمتّع بتفوّقٍ في جميع المجالات.