حماس تقرر تعليق المفاوضات وإرجاء عودة وفدها للقاهرة

الإثنين 06 مايو 2024 04:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تقرر تعليق المفاوضات وإرجاء عودة وفدها للقاهرة



غزة/سما/

قال قيادي في حركة حماس، اليوم الإثنين، إن الحركة قررت تعليق المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإرجاء عودة وفد الحركة إلى القاهرة، وانتظار ما ستسفر عنه جهود الوساطة.

وأوضح المصدر في تصريحات لصحيفة العربي الجديد أن القرار اتخذ بعد التشاور مع فصائل المقاومة في قطاع غزة.

ولفت إلى أن "قيادة الحركة تلقت اتصالات من الجانب المصري مطالبة بعدم التصعيد العسكري وإعطاء الفرصة لاحتواء الأزمة".

ومع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، إجراءات تمهيدية لعملية اجتياح رفح جنوبيّ قطاع غزة، بطلبه من سكان شرقي رفح الإخلاء، تحدث قيادي في حركة حماس عن أن القرار سيؤدي إلى تعليق مفاوضات غزة الخاصة بالرهائن، في وقت كثف الوفد الأمني المصري اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.

وقال قيادي كبير في حركة حماس لوكالة رويترز، إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير وستكون له تداعياته"، لافتاً، وفق "رويترز"، إلى أن "الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب". وأكد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان اليوم الاثنين، أن التحرك العسكري الإسرائيلي في رفح ضروري بسبب رفض "حماس" مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة، تطلق بموجبها الحركة سراح بعض الرهائن. وجاء في البيان أن غالانت نقل تلك الرسالة في اتصال خلال الليل بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

حكومة غزة: الاحتلال ذهب إلى مفاوضات غزة مخادعاً
وفي أول موقف رسمي من التحرك الإسرائيلي لإخلاء سكان شرقي رفح، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، في تصريح صحافي، إن "إعلان جيش الاحتلال أن مناطق شرقي رفح هي مناطق خطرة يجب إخلاؤها من السكان يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على مدينة رفح، ويتوافق مع التصريحات المعلنة من رئيس حكومة الاحتلال المجرم (بنيامين) نتنياهو، وهو ما يدلل على أن الاحتلال ذهب إلى مفاوضات التهدئة مخادعاً، من دون التخلي عن فكرة العدوان الواسع على رفح".

ولفت إلى رصد تجاوب محدود من المواطنين مع أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مؤكداً أن المؤسسات الحيوية شرقي رفح ما زالت تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار، "وهو ما يعكس إصرار شعبنا على إفشال مخطط الاحتلال، وإيصال رسالة واضحة له بأنه لن يحقق من إجرامه في رفح إلا ما جناه في المدن الأخرى".


ورفض معروف مزاعم الاحتلال بربط هذا الإعلان بعملية المقاومة في موقع كرم أبو سالم العسكري، مشيراً إلى أن العدوان على مدينة رفح مستمر منذ اليوم الأول لجريمة الإبادة، حيث ارتقى برفح نحو ألفي شهيد حتى اللحظة، معتبراً أن هذا الإعلان هو اختبار حقيقي لجدية المواقف الدولية المحذرة والرافضة لأي عدوان بري على مدينة رفح، ويضع مصداقية كل الجهات التي أعلنت مواقف رافضة للعدوان على رفح، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، على المحك.

حماس تحذر من اجتياح رفح: لن يكون نزهةً
بدورها، قالت حركة حماس في بيان، إن الخطوات التي يتّخذها جيش الاحتلال الإرهابي تحضيراً للهجوم على مدينة رفح المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من الأهالي والنازحين، وإنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، خلَّف مجازر في المدنيين الأبرياء، جريمة تؤكّد إصرار حكومة الإرهابي نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد شعبنا.

وشددت على أن "أي عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الفاشي، وأن مقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب القسام، على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه"، داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ، والمنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة أونروا، إلى البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها، أو الرضوخ لإرادة الاحتلال الفاشي.

وشهدت مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار تعقيدات في الساعات الأخيرة، مع استهداف كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، معبر كرم أبو سالم الحدودي، ما أدى إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين، فضلاً عن إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح والقضاء على حركة حماس، حيث قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن تصريحات نتنياهو، حول الهجوم على رفح، عقّد مفاوضات تبادل الأسرى المتواصلة مع حركة حماس. ولفت إلى أن تعهّد نتنياهو باجتياح رفح أدى إلى "تصعيد حماس من موقفها" خلال المفاوضات الجارية.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله "إن إسرائيل وحماس كانتا قبل أيام أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق"، مستدركاً أن تصريحات نتنياهو بشأن رفح أجبرت "حماس" على تشديد مطالبها، في محاولة لضمان عدم دخول القوات الإسرائيلية المدينة. ورفض نتنياهو اتهامات المسؤول. وقال مكتبه في بيان، إن "الادعاء بأن رئيس الوزراء، وليس حماس، هو مَن أفسد صفقة إطلاق سراح الرهائن، هو كذب كامل وخداع متعمد"، زاعماً أن "حماس هي التي تحبط كل صفقة عبر مطالبها (...) التي لا يمكن لأي حكومة في إسرائيل أن تقبلها، ومنها الانسحاب من غزة ووقف الحرب، ما يسمح لحماس بالسيطرة مجدداً على القطاع عسكرياً".



وفي السياق، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية اليوم الاثنين عن مسؤول كبير لم تسمّه، قوله إن قصف حماس لمنطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة، مؤكداً أن الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين إسرائيل وحماس.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، بإخلاء شرقي مدينة رفح في أقصى جنوبيّ قطاع غزة على الحدود مع مصر، بهدف توسيع الهجوم عليها. وأعلن جيش الاحتلال، في بيان له، "توسيع المنطقة الإنسانية في المواصي، والتي تشمل مستشفيات ميدانية، وخياماً، وكميات كبيرة من الأغذية، والمياه، والأدوية، وغيرها من الإمدادات"، لافتاً إلى أنه يسمح، بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، "بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع".

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال خلال إيجاز للصحافيين عبر الإنترنت، وفق "فرانس برس": "هذا الصباح... بدأنا عملية محدودة النطاق لإجلاء مدنيين بشكل مؤقت من الجزء الشرقي من رفح"، مضيفاً أن "هذه عملية محدودة النطاق".