نصحت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، المواطنين الفرنسيين بعدم السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية في ظل تهديدات طهران بالرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق في الأول من إبريل/ نيسان الجاري. وقالت وزارة الخارجية، في بيان على منصة إكس، إن أقارب الدبلوماسيين المقيمين في إيران سيعودون إلى فرنسا، وإنه أصبح من المحظور على موظفي الخدمة المدنية الفرنسيين القيام بأي مهام في إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وأمس الخميس، منعت الولايات المتحدة موظفيها في إسرائيل وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع وسط التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل. وقالت السفارة الأميركية في تحذير أمني على موقعها على الإنترنت: "لمزيد من الحذر، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى (بما في ذلك هرتسليا ونتانيا وإيفن يهودا) والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر". وأضافت: "يُسمح لموظفي الحكومة الأميركية بالتنقل بين هذه المناطق الثلاث لأغراض شخصية". وتنتهج واشنطن سياسة إبلاغ جميع المواطنين الأميركيين من خلال مثل هذه التحذيرات عندما تقوم بتحديث التدابير الأمنية لموظفيها في بلد ما.
وكان البيت الأبيض حذر إيران، الخميس، من مغبة شن هجوم على إسرائيل، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دولا، بينها الصين والسعودية، إلى حضّ طهران على عدم "التصعيد" رداً على الهجوم الإسرائيلي الدامي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق. وقُتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت في مطلع الشهر الحالي مبنى القنصلية الإيرانية في ريف دمشق.
وأكدت مصادر إيرانية مطلعة، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن إيران رفضت طلب أطراف وسيطة، خلال الأيام الأخيرة، بضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني أبلغ هذه الأطراف بـ"أنه سيرد لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي".
وتتكثف الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة، وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن أكثر من 12 دولة، في مقدمتها دول إقليمية ودول غربية، تواصلت مع الجانب الإيراني لبحث "سبل خفض التوترات على خلفية التهديدات الإيرانية بالرد". وعن موعد الرد الإيراني، أوضحت المصادر أن "حلقة ضيقة من صناع القرار على علم به"، مرجحة أنه "بات أقرب من أي وقت مضى إن لم يحصل طارئ". وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم اتخاذ قرار الرد إلا أن الحكومة الإيرانية لا تسعى إلى تصعيد الموقف في المنطقة بما يؤدي إلى حرب إقليمية.