قال رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد اشتية، إنّ رصيف الممر المائي الذي يتم بناؤه على شاطئ غزة من مخلفات المباني المهدمة "معجون بجثامين الشهداء التي كانت مدفونة تحت الركام"، وأضاف أنّ هذا "رصيف لممر مائيّ برائحة الموت".
أقوال اشتية التي جاءت اليوم الإثنين، خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته في رام الله، كان سبقها تحذيره في جلسة الحكومة الأسبوع الماضي من أن "يصبح الممر المائي من معبر لإدخال الخبز، إلى مخرج لتهجير الناس"، رغم أنه تحدّث عن "بعض التطمينات" حيال هذا الأمر، دون أن يُوضح تفاصيلها.
ورغم تصريحات اشتية حيال رصيف الممر البحري لغزة، إلّا أنه لوحظ غياب أي موقف رسمي من الرئاسة الفلسطينية حيال الأمر، والتي عادة ما تنشر بياناتها ومواقفها على موقع الوكالة الرسمية "وفا". غير أنّ وكالة "أنباء العالم العربي" نقلت عن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة تصريحات شدد فيها على ضرورة "ألا يكون هدف الممر البحري المزمع إنشاؤه لإيصال المساعدات إلى غزة هو التهجير".
وقال أبو ردينة للوكالة قبل نحو أسبوعين، إنّ الممر البحري يجب ألا يكون هدفه التهجير، وهنالك خمسة ممرات مع غزة ونستطيع إيصال المواد الغذائية. مشكور كل من يريد أن يقدم مساعدات لغزة، لكن يجب ألا تكون سببًا في التهجير أو لخلق واقع لا نرضى عنه".
وبالعودة إلى تصريحات اشتية في جلسة الإثنين، فقد قال إنّ مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع قرار لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة. وعبّر عن أمله في أن ترتقي جميع الدول الأعضاء إلى مستوى شلال الدم النازف في غزة، وأن يتم التصويت بالإجماع على مشروع القرار، وأن يتم إلزام "إسرائيل" بتنفيذ القرار.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال أن تصرّف "إسرائيل" الإجرامي كدولة مارقة فوق القانون، وكدولة مجرمة، يجعل من يقف معها شريكًا في الجريمة. وأشار إلى أنّ المطلوب من الولايات المتحدة والدول الأعضاء الدائمة عدم استخدام الفيتو بحق القرار الذي تبنته 10 دول أعضاء في مجلس الأمن، ووقف تزويد "إسرائيل" بالسلاح والمال، ووقف ازدواجية المعايير.
وتساءل محمد اشتية: "هل يعقل أن تستخدم واشنطن الفيتو 4 مرات منذ السابع من أكتوبر لمنع قرار يطالب بوقف إطلاق النار؟ لا يعقل ولا يجوز، ويجب وقف حماية إسرائيل في الأمم المتحدة لأنها دولة مارقة".
وختم رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية كلمته بالقول: "ألا يكفي ماكنة القتل الإسرائيلية إعدام أكثر من 32 ألف إنسان معظمهم أطفال ونساء؟ ألا يكفي ماكنة القتل الإسرائيلية جرح أكثر من 72 ألف إنسان معظمهم من النساء والأطفال؟ ألا يكفي ماكنة الدمار الإسرائيلية تدمير أكثر من 281 ألف وحدة سكنية بين دمار شامل، وجزئي، وتشريد أكثر من 1.6 مليون إنسان؟".