ذكر تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، "أن المكاسب التكتيكية التي حققها الجيش الإسرائيلي في غزة يمكن أن تتحول إلى خسائر استراتيجية وهذا هو السبب
إذا استمرت الصواريخ في السقوط وواصلت حماس حشدها".
وتساءلت الصحيفة، "متى ستكون النقطة التي سيقرر فيها الجمهور العام أن النصر المطلق غير قابل للتحقيق؟".
وأضافت، "أن إسرائيل حققت بعض الانتصارات التكتيكية المثيرة للإعجاب والتي يمكن أن تتحول إلى انتصارات استراتيجية. لكن حتى الآن، لا يزال السؤال مفتوحا، فكل انتصار تكتيكي قد ينتهي به الأمر إلى خسائر استراتيجية".
وبينت، "أن الجيش الإسرائيلي حقق السيطرة العملياتية على شمال غزة بحلول أوائل كانون الثاني/يناير، وعلى جنوب ووسط غزة باستثناء رفح وقسم صغير في وسط غزة بحلول شباط/فبراير، وفي العلن كانت هذه انتصارات".
وتابعت، " حتى قبل ذلك، بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، كان الجيش الإسرائيلي قد استولى على الأجزاء الأساسية من مدينة غزة، بما في ذلك مراكز قيادة حماس الرئيسية في مستشفى الشفاء ومقرها العسكري الرئيسي"، وفق زعم الصحيفة.
وبحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر، كان هناك انخفاض حاد في إطلاق الصواريخ، مع اقتحام الجيش الإسرائيلي جنوب ووسط غزة.
ومنذ منتصف كانون الثاني/يناير، كان إطلاق الصواريخ متقطعاً، مع عدم إطلاق أي صواريخ على الإطلاق على مدى أيام طويلة، لكن الصواريخ استؤنفت إلى حد ما في الأيام الأخيرة.
وذكرت، أن حوالي نصف سكان الحدود الجنوبية استمعوا لتشجيع الجيش الإسرائيلي والحكومة بالعودة إلى منازلهم ولكن لماذا؟ إطلاق الصواريخ مستمر بين الحين والآخر، حتى بعد الغزو الذي يفترض أن يمنحهم بعض الهدوء؟ هل يظن الناس أن البقية سيعودون إلى الجنوب عندما يسمعون الخوف والإحباط من جيرانهم الذين سبقوهم؟".
وزعمت الصحيفة، "أن الجيش الإسرائيلي اضطر هذا الأسبوع إلى تنفيذ عملية ثانية في الشفاء، مما أسفر عن مقتل 90 إرهابيا من حماس واعتقال 160 مشتبها بهم تم إرسالهم لمزيد من الاستجواب".
"على الرغم من قول الجيش الإسرائيلي إنه في كل مرة تتمكن فيها حماس من إطلاق الصواريخ، يتم القضاء على الخلية المعنية، وفي كل مرة تعيد حماس تشكيل نفسها، كما هو الحال في الشفاء، يعود الجيش الإسرائيلي لسحقها، هل يمكن أن نسمي هذا تقدما استراتيجيا؟" وفقا للصحيفة.
وتابعت، "إذا كانت عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة والشفاء هي المحاولات الأخيرة الحقيقية التي تبذلها حماس لاستعادة مكانتها، وإذا كان تهديدها سوف يبدأ في الانهيار في وقت قريب، فهذا يعني أن تحولاً استراتيجياً حقيقياً قد بدأ".
وأردفت، "إذا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق الصواريخ بشكل دائم، وإذا عادت حماس إلى الشفاء مرة ثالثة، حتى لو بعد عدة أشهر من الآن، أو تمكنت من إطلاق النار مرة أخرى وإعادة بناء قواتها لتصل إلى 100 إلى 200 مقاتل، فإن الرسالة سوف تكون: السيطرة العملياتية لا تمنع إطلاق الصواريخ ولا تمنع حماس من البقاء كقوة مهيمنة في غزة".
وبينت، "سوف يظل جيش الدفاع الإسرائيلي أقوى من حماس في أي قتال مباشر ومباشر، ولكن إلى متى سوف يمر قبل أن يتعب العالم والمجتمع الإسرائيلي من حرب أبدية جديدة تترتب عليها مثل هذه الخسائر الباهظة الثمن؟".
واستدركت، "إذا تابعنا تصريحات الحكومة وكبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن "الحرب الرئيسية" كانت ستنتهي في منتصف يناير/كانون الثاني، وكان من المفترض أن يتم التمرد منخفض الحدة في وقت ما بين منتصف أبريل/نيسان ومنتصف سبتمبر/أيلول".
لمن يجب على إسرائيل تسليم غزة بعد الحرب؟
تقول الصحيفة، "إذا استمرت الصواريخ في السقوط واستمرت حماس في الحشد، وإذا لم يكن لدى إسرائيل حتى الآن خطة بشأن الجهة التي ستسلم غزة إليها، فما هي النقطة التي سيقرر فيها عامة الناس أن النصر المطلق، يمكن تحقيقه".
"تتعقد هذه المناقشة بسبب صفقة الرهائن المحتملة لمدة 40 إلى 45 يومًا، إلى جانب وقف مؤقت لإطلاق النار وهذا يعني عدم إطلاق الصواريخ لمدة ستة أسابيع تقريبا، ولكن لا توجد مؤشرات على أن حماس مستعدة للتخلي عن حكمها"، بحسب التقرير.
وأوضحت، لا توجد دلائل تشير إلى أن حماس مستعدة للتخلي عن حكمها في غزة.
وتساءلت، "هل يعني هذا أنه إذا لم توافق إسرائيل على شروط حماس في نهاية الهدنة المؤقتة، فبالرغم من "السيطرة العملياتية" للجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل سوف تتلقى ارتفاعا حادا في إطلاق الصواريخ إذا انهار الاتفاق؟".
ومضت بالأسئلة، "ألن تتمكن حماس من الاستمرار في إطلاق الصواريخ لفترة أطول، أو لن تتمكن من خوض المزيد من المعارك بعد أن يكون أمامها 40-45 يومًا للتعافي؟".
وختمت أسئلة التقرير، "لماذا يفكر أي طرف ثالث بجدية في دخول غزة لمحاولة إدارتها بشكل أكثر سلمية، عندما يعلمون أن حماس لم تتم إزالتها وأنها اغتالت رؤساء العشائر المحلية في غزة الذين قد يتجرأون على التحدث مع إسرائيل؟".
وذكرت، "ليس هناك شك في بعض الإنجازات الإسرائيلية: حماس لن تكون قادرة على غزو إسرائيل مرة أخرى لفترة من الوقت؛ كما أنها لن تكون قادرة على التهديد بإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على إسرائيل في المستقبل المنظور".
وأوضحت، "لا يوجد إنهاء إطلاق الصواريخ بشكل كامل خلال فترة زمنية معقولة، ولا خلق اتجاه وزخم لا تستطيع فيه حماس إعادة تشكيل قوات كبيرة بسرعة وتقتصر على خلايا صغيرة غير منسقة من الإرهابيين".
كما يصعب، إنشاء طرف ثالث ينجح في الحلول محل حماس في مجالات توزيع الغذاء، والقانون الداخلي والنظام، وإعادة بناء المجتمع في غزة (بما في ذلك استئصال زعامة حماس)، ومن المؤسف أن إسرائيل قد تظل قادرة على انتزاع الهزيمة من فكي النصر".