نشر الجيش الإسرائيلي والشاباك تقارير مضللة للعملية العسكرية في مجمع الشفاء الطبي في غزة، المستمرة منذ ليلة الأحد – الإثنين الماضية، واستشهاد عشرات الفلسطينيين فيه، وذلك من خلال الادعاء أنه تم اعتقال قياديين "كبار جدا" في كتائب القسام، لكن الجيش الإسرائيلي تراجع اليوم، الجمعة، عن حملة التضليل هذه.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى في أعقاب إعلانه عن اعتقال قياديين "كبار جدا" في مجمع الشفاء أنه لا يمكنه النشر عن هوياتهم في الوقت الحالي. وبالأمس، نشر صورا لمئات الفلسطينيين الذين ادعى أنهم اعتقلوا في المجمع الطبي.
وأثار نشر الصور انطباعا بأن الجيش الإسرائيلي يمارس التضليل، لتبرير مهاجمة المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة واستشهاد عشرات الفلسطينيين، إذ كان بين الصور التي نشرها صورة لقائد عمليات كتائب القسام، رائد سعد. وأعلن الجيش، اليوم، أن سعد لم يعتقل، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وللتغطية على إخفاقهما، نشر الجيش الإسرائيلي والشاباك بيانا مشتركا جاء فيه أن نشر صورة سعد كأنه بين المعتقلين نجم عن "خطأ بشري". كذلك زعما أن الإعلان عن اعتقاله لم يكن تضليلا متعمدا.
وجاء في البيان المشترك أنه "نُشرت بالأمس صور كشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي من خلالها عن مخربين ألقت قوات الجيش الإسرائيلي القبض عليهم في منطقة مستشفى الشفاء. وبسبب خطأ بشري، يوجد عدد من الصور لمخربين لم يتم القبض عليهم، لكنهم يتواجدون بموجب معلومات بحوزتنا في منطقة المستشفى ويتحصنون فيها. وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي جهودها من أجل اعتقالهم. وعندما تنتهي العملية العسكرية ستُنشر هويات جميع المخربين. والادعاء بأن الحديث يدور عن حرب نفسية لا أساس له".
وتوجد لدى الجيش الإسرائيل تقديرات مفادها أن سعد لا يزال يتواجد في مجمع الشفاء، "لكن هذا الأمر ليس مؤكدا"، وفقا لموقع "واينت" الإلكتروني.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يروّج هذا الادعاء في محاولة للتغطية على جرائمه في الحرب على غزة، إذ يعتبر أن اعتقال سعد سيكون "إنجازا كبيرا جدا في الحرب"، حسب "واينت". ويوصف سعد بأنه أحد "رجال الظلال" في ذراع حماس العسكري، مثل قائد كتائب القسام، مروان عيسى، الذي حاولت إسرائيل اغتياله، الأسبوع الماضي، باستهداف نفق في مخيم النصيرات بصواريخ من الجو، لكن مصيره لا يزال غير معروف، كما أن حماس لم تعلن عن استشهاده حتى الآن.
ووصفت إسرائيل رائد سعد خلال العدوان على غزة، في العام 2021، بأنه جزء من "الرباعية القيادية" التي أدارت القتال ضد إسرائيل، إلى جانب مروان عيسى وزعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، محمد الضيف.
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أنه تم اعتقال 500 فلسطيني في المجمع الطبي بادعاء أنهم "مشتبهون"، وزعم أن 358 بينهم هم مقاتلون في حماس والجهاد الإسلامي.