قال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، إن هناك طرحا أمريكيا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة من أسبوع لأسبوعين، لكن ليس بنفس شروط الهدنة الأول.
وصرح بأن وقف إطلاق النار لن يكون مصحوبا بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية: "خلال هذه المدة سيتم عقد اجتماعات متواصلة للتوصل إلى صيغة نهائية لهدنة بشروط كاملة، هي بمثابة استراحة للتفاوض لتنقيح صفقة بين الطرفين".
وتابع قائلا: "نحن في شهر رمضان ومن الوارد أن يتأزم الوضع في الضفة الغربية في ظل التجاوزات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لذلك فكرة الاستراحة المؤقتة تعطي رسالة بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان".
من جهته أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، اليوم الثلاثاء، أنه "لا تزال هناك إمكانية" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة على الرغم من استمرار وجود العديد من المسائل المعقدة.
وقال بيرنز، أمام جلسة استماع بمجلس النواب الأمريكي: أعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل لمثل هذا الاتفاق.
وتابع: كما قلت، لن يكون ذلك بسبب قلة محاولاتنا، نعمل عن كثب مع نظرائنا الإسرائيليين والقطريين والمصريين.
وأشار بيرنز إلى أن "هذه عملية صعبة للغاية"، لافتا إلى أنه "لا أعتقد أنه يمكن لأي شخص ضمان النجاح".
وختم حديثه بالقول: "الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه يمكنك ضمانه هو أن البدائل أسوأ".
يأتي تصريح بيرنز في سياق تصاعد العدوان على قطاع غزة، وسط جهود دولية متواصلة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واليوم، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يعد "أمرا مفجعا"، مشيرا إلى أن "السلام ممكن وهو ضروري وعاجل".
وأكمل بلينكن حديثه بالقول: "سنواصل أيضا السعي إلى تحقيق حل الدولتين لضمان تقاسم الفلسطينيين والإسرائيليين لمعايير متساوية من الحرية والكرامة والأمن والازدهار".
وأضاف: بينما نقدم مساعدات إضافية إلى قطاع غزة سنواصل العمل دون توقف للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع على الأقل كجزء من صفقة إطلاق سراح الأسرى.
وتستمر المفاوضات بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى هدنة في قطاع غزة بحلول شهر رمضان. ولكن تواجه هذه المحادثات اليوم عقبات صعبة، ما أثار مخاوف من فشلها في التوصل إلى أي اتفاق.
وفي سياق متصل، قال القيادي في حماس محمود مرداوي، أن ما ورد عن عقد صفقة تبادل قريبة غير صحيح، مشيرا إلى أن الكيان الإسرائيلي يضع عقبات في الصفقة والإدارة الأمريكية تعيق كل المفاوضات
وأضاف مرداوي في تصريحات صحفية، أنه " إذا لم يتم الالتزام بشروط المقاومة التي على رأسها وقف إطلاق النار لن نذهب لمرحلة تبادل أسرى.
وأكد مرداوي أن حماس لم تتلق دعوة للذهاب إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة وننفي ما صدر عن وجود صفقة.
من جهته، قال مصدر قيادي في "حماس" لـ"العربي الجديد" إن الحركة "أكدت مراراً للوسطاء استعدادها للتجاوب مع أي مقترح جاد من أجل التوصل إلى اتفاق"، مكرراً أنه "حتى الآن لا تتوفر الجدية من الجانب الإسرائيلي". وأضاف المصدر أن "الوسطاء أنفسهم (في إشارة إلى الوسيطين المصري والقطري) أشادوا في أكثر من مناسبة بتعاطي المقاومة مع الجهود المبذولة"، مشدداً على أن "حماس والمقاومة، تتألم لألم أهالي القطاع، ولا تفوت فرصة يمكن من خلالها تخفيف معاناتهم إلا وتتعاطى معها".
وتابع القيادي في الحركة: "الألم نفسه الذي يعاني منه سكان القطاع، يعاني منه أيضاً الشارع الإسرائيلي، بعيداً عن رئيس حكومته، الذي بات الجميع يعلم ويدرك أنه يتحرك لمصالحه الخاصة فقط".
ولفت المصدر إلى أن "كتائب القسام من جانبها تلتزم بتعاليم الإسلام في ما يخص معاملة الأسرى، وتسعى لتأمينهم ومعاملتهم معاملة حسنة، على عكس ما يقوم به الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين، لكن هذا بالطبع تم بقدر ما هو مستطاع، والوضع الحالي في القطاع يسري على كل من بداخله، حتى إن الجميع تابع صوراً منتشرة للحيوانات مثل الكلاب والقطط في غزة وقد أصابها ما أصاب الجميع من الجوع". واستطرد: "هناك الكثير من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، يعانون أوضاعاً قاسية بسبب نقص الأدوية والطعام، بخلاف عمليات القصف المتواصلة التي تحول في أوقات كثيرة دون تقديم المساعدة للمصابين منهم".