قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، مساء الثلاثاء، إن المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة في حرب غزة، يدرسون رد حماس على اتفاق إطار لها.
وجاء في البيان "رد حماس نقله الوسيط القطري إلى (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الموساد. والمسؤولون المشاركون في المفاوضات يعكفون على تقييم تفاصيله بدقة".
فيما، قال مسؤولون إسرائيليون إن حركة حماس وضعت شروطا مستحيلة في ردها على اتفاق الإطار في باريس و"جوابها هو لا".
ونقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم "تقوم إسرائيل بتحليل رد حماس على اتفاق إطلاق سراح المختطفين وصياغة رد رسمي".
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه "في ظاهر الأمر، قالت حماس (نعم) للإطار، لكنها وضعت شروطا مستحيلة. وعلى أية حال، فإن إسرائيل لن توقف القتال. في ظل الظروف المستحيلة، فإن رد حماس يشبه الرد السلبي".
ونقلت القناة الإسرائيلة 12عن مصادر مطّلعة على ذلك، أنه "يتمّ الآن في إسرائيل، مراجعة الردّ الذي جاء من حماس عبر قطر"، لافتة إلى أن الردّ عبارة عن "وثيقة مفصّلة تشير فيها (حماس) إلى جميع أقسام المقتَرح".
وقالت المصادر ذاتها: "نحن ندرس التفاصيل، ونتحقّق ممّا إذا كان بإمكاننا المضيّ قدمًا نحو المفاوضات، وكيف".
وذكر مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إنه "تمّ تلقّي ردّ حماس في إسرائيل، وهو طويل ومفصّل. ويدرس الآن رئيس الحكومة وغيره من كبار المسؤولين التفاصيل، وبعد ذلك سنكون قادرين على القول ما إذا كان من الممكن ’تحريك’ المفاوضات".
من جهته ، قال المراسل العسكري للقناة 12 نير دفوري حول قراءة إسرائيل لردّ حماس: "أسمع نبرة متفائلة قليلا".
أما الصحفي محمد مجادلة من القناة 12 العبرية نقل عن مصادر إسرائيلية بعد دراسة رد حماس الكامل: 'أن هناك بعض النقاط المرفوضة تمامًا والبعض الآخر الذي يمكن النقاش حوله لاستمرار المفاوضات.
وأضاف: "باختصار، الرد الإسرائيلي لا يغلق الباب أمام استمرار المفاوضات.
في المقابل، نقلت قناة "كان 11" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم أن "حماس قدمت قائمة أولية من المطالب، بعضها مقبول لدينا، وبعضها غير قابل للتفاوض. ونحن نعتبر إجابة حماس نقطة انطلاق للمفاوضات التي ستجرى بشكل مكثف في الفترة القريبة".
كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل لن تقبل أي شرط لإنهاء الحرب".
بدوره، نقل موقع "والاه" العبري، عن مصدر مطلع على التفاصيل لم يسمه كذلك، أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تحدث في وقت سابق مساء الثلاثاء مع رئيس "الموساد" دافيد برنيع، وبعد ذلك نقل له الوثيقة مع رد حماس.
وبحسب المصدر ذاته فإن الوثيقة "مفصّلة جداً"، وتتطرق إلى كل واحد من بنود الاتفاق الإطار الذي تمت صياغته في قمة باريس.
وفي التفاصيل، كشف موقع "والاه"، أنه سيتم في المرحلة الأولى من الصفقة، بحسب المقترح المقدّم إلى حماس، إطلاق سراح حوالي 40 محتجزاً إسرائيلياً، بينهم نساء ورجال تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ومحتجزين في حالة صحية خطيرة، وذلك مقابل تهدئة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأضاف الموقع، أن المقترح يشمل تفاصيل المرحلة الأولى فقط، في حين تم وصف المرحلتين التاليتين بشكل عام فقط، بهدف إجراء محادثات منفصلة حولهما خلال الأسبوع السادس من وقف إطلاق النار.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "الهدف هو دخول المرحلة الأولى، مع إبداء موقف بشأن المرحلتين الثانية والثالثة دون تفاصيلهما الكاملة".
وتشمل المرحلة الثانية من الصفقة، وفق ما أورده الموقع الإسرائيلي، إطلاق سراح جنود ومدنيين تقل أعمارهم عن 60 عاماً. وفي المرحلة الثالثة سيتم نقل جثامين محتجزين لدى حماس.
وفي كل واحدة من المراحل، سيتم تحديد آلية مختلفة لعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.
ولم يتم بعد تحديد مدة الهدنة في المرحلتين الثانية والثالثة، وسيتم تحديدها في المفاوضات، لكن مسؤولين إسرائيليين كباراً قدّروا أنه سيكون هناك أسابيع طويلة من وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء، إن الدوحة تسلمت رداً من حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى وإبرام هدنة في غزة، مشيراً إلى أنه "يتضمن ملاحظات، لكن في مجمله إيجابي".
وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحافي مشترك في الدوحة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "نحن متفائلون بعد رد حماس على الاتفاق الإطار"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية وفرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وحذر بن عبد الرحمن من أن وقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستكون له تداعيات كارثية.
وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "نتواصل مع القيادة السياسية لحماس وهي دوماً تعطينا الردود التي تمثل الحركة ككل ونحن لسنا في موقع لبحث الفرقة بينهم"، مشيراً إلى أن "هناك مزيد من التفاوض بشأن الاتفاق ونسعى إلى التوصل لتوافق بأسرع وقت". وشدد على أن دولة قطر ترفض كل هجوم ضد سيادة أي بلد و"نحث على تفادي أي خيارات تصعيدية"، قبل أن يؤكد "رسالتنا ضبط النفس وتغليب الحكمة ولا نريد اتساع دائرة الحرب وخسارة مزيد من الأرواح".
"هدنة ممتدة"
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه سيناقش غداً رد حماس مع الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أن أحد أهداف زيارته للمنطقة "بحثُ التفاصيل والتسلسل الزمني لمسار سيعود بالنفع على كل الأطراف".
وقال بلينكن خلال المؤتمر الصحافي إنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري بالفعل، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه". وأضاف أن الاتفاق "يوفر احتمالية هدوء ممتد، وخروج الرهائن، والمزيد من المساعدات. من الواضح أن هذا سيكون مفيداً للجميع، وأعتقد أن هذا يوفر أفضل طريق للمضي قدماً".
وفي رد على سؤال حول جولته في المنطقة، قال بلينكن: "ركزنا على إطلاق الرهائن والتوصل لهدنة طويلة الأمد لإيصال المساعدات بشكل أوسع إلى قطاع غزة"، مؤكداً: "عازمون على استخدام أي هدنة لاستئناف مسار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وتابع: "نكرّس كل جهودنا لأجل التوصل إلى هدنة ممتدة، ونحن ممتنون أن قطر جزء من هذه الجهود"، قبل أن يكرر: "ملتزمون باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي للمضي قدما نحو سلام عادل ودائم".
بالتزامن مع المؤتمر الصحافي، أعلنت حركة حماس أنها قامت بتسليم ردها حول اتفاق الإطار لقطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة.
وأشارت في بيان إلى أنها تعاملت مع المقترح "بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى". وأضافت: "نثمن دور الأشقاء في مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على شعبنا".
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هناك "بعض التحرك" إزاء اتفاق لتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، واصفاً رد حماس بأنه "مبالغ فيه".
وقبل الإعلان عن تسليم حماس ردها على الاتفاق الإطار، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكتبه بقصر لوسيل، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة للمرة الخامسة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بهدف تهيئة المشهد للمرحلة المقبلة التي تلي صفقة تعليق الحرب.
وجرى خلال اللقاء، وفق ما أورده الديوان الأميري القطري، "استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وآفاق تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".


