2023 سنة القضية الفلسطينية..وجيدة حافي

السبت 30 ديسمبر 2023 10:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
2023 سنة القضية الفلسطينية..وجيدة حافي



سنة 2023 رغم كل الأحداث والأزمات التي ميزتها، إلا أنها تبقى سنة القضية الفلسطينية التي مازال الألم والحُزن يعتريان أهلها بسبب القتل والدمار المُمنهج والمدروس من العدو الصهيوني العاجز لحد الساعة عن إيجاد سبب مُقنع للإنسحاب من حرب كان يظنها سهلة وكغيرها من الحُروب التي شنها، ليفاجأ ببسالة مُجاهدي المُقاومة والشعب الفلسطيني الحُر الذي هذه المرة قال كلمته وإتفق على عدم الهجرة وإعادة نكبة 1948 ، ففلسطين في 2023 كانت حاضرة وبقوة في كل وسائل الإعلام بمُختلف لغاتها وتوجهاتها، وهذا كاف للفت نظر العالم إليها وهي المُغيبة عن الإعلام بحروب وأزمات مُفتعلة هدفها واضح، فطوفان الأقصى طغى على كل الأحداث وفتح الباب لأسئلة لا أجوبة لها، فالجميع سأل و يسأل عن مصير غزة بعد الحرب، ونسى أن يسأل متى تنتهي الحرب وكيف ستنتهي، هل بفوز نتنياهو وجماعته أم بخروج مُذل ووضيع من غزة العزة، فنتنياهو رغم كل الهزائم والخيبات إلا أنه مازال يُمني نفسه وحُلفاؤه بنصر قريب يُنسيه ما عاشه ويرفع من نسبة بقائه على رأس الحكومة الحالية وهو المنبوذ والمرفوض سياسيا وشعبيا.
2023 كانت سنة تعثر المُفاوضات السياسية بين الطرف الفلسطيني صاحب الحق والأرض والإسرائيلي المُغتصب والمُنتهك لحقوق الإنسان والمواثيق الدُولية، فبعد كل ما حدث من جرائم مُروعة في حق أبناء الأرض، لم يبقى ولو بصيص أمل للجلوس على طاولة الحوار، ورغم مُحاولات بعض الساسة لم الشمل وفتح طريق المُفاوضات  بإقامة دولتين على أرض المقدس، إلا أنها باءت بالفشل والحمد لله، ففلسطين للفلسطنين واليهود هم من يجب أن يرحلوا ويجدوا بديلا عنها، فليذهبوا لبريطانيا العُظمى ويُرغموها على إيجاد حل لهم ووعد بلفور ثاني يُمكنهم من إستغلال أرض والعيش فيها، لأن فلسطين ستتحرر اليوم أو غدا، وستنتهي إقتحامات المستوطنين التي زادت في  الآونة الأخيرة، كذلك المسجد الأقصى سيتحرر من الحصار المفروض عليه منذ السابع أُكتوبر تشرين الأول،  وستتنفس السلطة الفلسطينية الصُعداء، وتتمكن من صرف رواتب مُوظفيها الناقصة بسبب الإقتطاعات الإسرائيلية من أموال السُلطة المعروفة ب” المقاصة” (عائدات ضرائب عن البضائع الواردة إلى السُلطة الفلسطينية) وستتوقف على الأقل الإضرابات المُعيقة لعمل مختلف القطاعات كالصحة والتربية.
2023 عام الصحفيين الذين تعرضوا للإعتداءات والإعتقالات وحتى القتل المُتعمد لهم ولعائلاتهم، ولنا في عائلة صُحفي الجزيرة “وائل الدحدوح” مثالا، فالرجل تلقى على الهواء مُباشرة نبأ إستشهاد زوجته وأبنائه وعدد من أفراد أُسرته إثر قصف بيتهم في مُخيم النصيرات وسط غزة، ورغم هذا فقد بقي باسلا واقفا، محترما لمهنته وقضيته،  كذلك منزل الصحفي الفلسطيني ” محمد أبو حطب” لم يسلم من القصف، المُصور  في الجزيرة “سامر أبو دقة” الذي أُستشهد يوم 15 ديسمبر 2023  بعد أن ظل مُلقى على الأرض ينزف لساعات في مدرسة “فرحانة” حيث لم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إليه بسبب الحصار، “مُحمد أبو حصيرة”  والذي أُستشهد وعائلته في قصف إسرائيلي على منزله، أماالصحفيون العرب والغرب الذين يعملون في قنوات أجنبية هم كذلك للأسف لم يسلموا وتعرضوا لنفس العُدوان والعُنف.
المُقاومة بأنواعها خطفت الأنظار والإعجاب بشجاعتها وثباتها على الأرض رغم الخسائر الفادحة في الأرواح من مُقاومين ومدنيين، فـ”السنوار وأبو عُبيدة” وغيرهم كانوا بالفعل رجال الأُمة وحاموها، فبفضلهم تذكرنا الأمير عبد القادر وصلاح الدين الأيوبي ورجال الأمس وحُكامها، أين كان السيف والبندقية هما الفصلان في أي نزاع وخلاف، فشُكرا للمُقاومة ولرجالها الذين قيل في حقهم الكثير وإختلف معهم البعض بحجة خلق الفتن والمُساهمة في إنتشار الصراع إلى مناطق أُخرى، حتى أنه من يُوجد من العرب من طالب بمُحاكمتهم والقضاء عليهم ليعم الهدُوء ويكف نتنياهو عن جرائمه، طلب ليس بالغريب عن خادمي بني صهيون، فهمهم الوحيد مصالحهم وكراسيهم وسُلطتهم.

أفبعد كل هذا، لا نقول أن 2023 ليست سنة فلسطين التي أعطتنا دروسا في السلام والجهاد، وفضحت نفاق الساسة الغرب، وكذب العرب على بعضهم البعض، فطوفان الأقصى كان جسر الحقيقة للمواطن العربي الذي إكتشف حقيقة حاكمه وموقعه من الخريطة العالمية، فكُلنا كعرب ومُسلمين مازلنا في الحضيض وتابعين وعبيد للغرب،  حقيقة مُرة ولكنها كشفت اللثام عن واقع الأُمة وحالها في الحاضر والمستقبل إذا لم نتحرك ونغير ما يجب تغييره وبأسرع  وقت، فعام سعيد لك يأرض المقدس وكل سنة وأنت بخير وصامدة برجالك ونسائك.
كاتبة من الجزائر