المقاومة بين أزمة إيران.. أمريكا.. إسرائيل.. وفخ حرب الموانئ ...

الأحد 24 ديسمبر 2023 03:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
المقاومة بين أزمة إيران.. أمريكا.. إسرائيل.. وفخ حرب الموانئ ...



كتبت دكتورة ميساء المصري :

المقاومة بين أزمة إيران.. أمريكا.. إسرائيل.. وفخ حرب الموانئ 

يبدو أن القدورتغلي في منطقة الخليج العربي مع تباين التوقعات بشأن حرب غزة في ظل تأرجح السياسات الأميركية تارة مع الحرب وتارة مع الدفاع عن النفس وتارة لتأجيج الصراع فقط..ولنقل بالخط العريض أنه يعكس تبريرا طوعيا لا حدود له لإجرام نتنياهو..وبين تحويل ما يجري إلى مواجهة عسكرية عالمية ، مرورا بتصريحات وتهديدات بإغلاق البحرالمتوسط ومضيق باب المندب وممرات مائية أخرى,حتى ولادة قوى مقاومة جديدة ؟؟؟
  إن القلق السياسي في الإقليم أحد الأمورالأكثر طلبا للولايات المتحدة،مع مساره التصاعدي الضاغط على إيران وممارسة سياسة (العصا والجزرة) للعرب في آن واحد معا مما قد يخلط أوراق الأزمة في إتجاهات متعددة لكل مبتغاها.
دعونا نفند الأحداث تباعا لنصل إلى تحليل منطقي, مع غياب الفوز في نوبات التبرير لحرب نتنياهو بايدن،وسلسلة العروض الإستخباراتية والمسرحية في الإقليم , وما بدأ إنه إعادة تموضع للقوات الأميركية في الشرق الأوسط والخليج.ولنكن أكثرعمقا بالتحليل السياسي ونكشف أنه تم قلب المعادلات السياسية فبدلا من أن تكون عدوا, تصبح حليفا، لتتناقض التسميات والأهداف ؟؟؟.

وبالحديث عن الأهداف مابين تجار الحرب والسلام،في هذه الفترة التي تعد الأكثر صعوبة من أي وقت مضى في تحويل الإقليم إلى ساحة مشتعلة، وإزدياد المخاوف من نشوب حرب ما حتى لو كانت بروفة لحرب شعواء..لكن الأكيد إن الساحة الخليجية ستواجه ما يسمى بحرب الموانئ وربما هي الأخطرلأنها تدمرإقتصاديات دول .إذا ما إنطلقنا بداية من حرب المقاومة الى الحرب الإستخباراتية في الهند.فما الذي سيحصل ؟؟
 لقد حققت حماس العديد من الإنجازات والنصرفي الحرب ولقد حطمت صورة إسرائيل التي  لا تقهر, ونفذت استراتيجية دفاع مشترك من نوع ما عبرعدة مسارح، كل ذلك دون إثارة حرب يمكن أن تعرض الإقليم للخطر.
نعلم جميعا القيمة الإستراتيجية لموانئ الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومضيق باب المندب (بوابة الرثاء) الذي يمثل حلقة وصل حاسمة بين أوروبا وآسيا. وأهميتهم لحركة الملاحة الدولية والتجارة العالمية ،و بإعتبارهم أحد أهم الأدوات التي يتم من خلالها فرض النفوذ السياسي ولكن ما إنعكاس ما يحصل على الصراع الدائر؟
 إن المعادلة تختلف , تحاول إيران عبر حلفائها الحوثيين إلى تقسيم الغرب وحلفائه الإقليميين ووقف الحرب بين الكيان وحماس. بالمقابل هددت واشنطن وحلفاؤها ,الحوثيين وشكلت قوة بحرية دولية رداً عليهم ، وهي خطوة لها نتائج عكسية و دعم غير مشروط لإسرائيل .وبدلاً من الضغط على الكيان لحمله على وقف هجومه الوحشي على غزة، تم إدارة بوصلة الصراع من إدارة بايدن لتعمل على تعبئة الأساطيل متعددة الجنسيات وحتى العربية وربما الإسرائيلية أيضاً لحماية مصالح الكيان الإقتصادية والسياسية والعسكرية بصورة موسعة في الإقليم .
 وقد تتصاعد المنافسة الصهيوأمريكية مع الصين وروسيا وتركيا وإيران والذين يمتلكون جميعهم قواعد حربية في الإقليم , فإن هدف أمريكا الأول والأشمل يتلخص في تأكيد هيمنتها على كافة الممرات البحرية والموانئ ككل ، وإدارة أمن الطاقة والنفط، وإدارة الصراعات الجيوسياسية في غرب آسيا.فتصبح كل المنطقة بحرا وبرا وجوا منطقة عسكرية في ظل وضع جيوسياسي غير مستقر, مما يثير شبح إشعال صراع إقليمي ويؤدي إلى إدخال قوى عظمى أخرى إلى المعادلة ، وهو ما يتناقض مع إدعاءات واشنطن المتغابية بالسعي لتجنب هذا السيناريو دون أن تعطي ضوءا أخضر لتل أبيب لوقف حرب غزة . بل يستخدم بايدن خطاباً مفرغا للعالم ليحقق نتنياهو النصرويقضي على حماس وهو أمر مستحيل التطبيق بالرغم من تصريحات الساسة في أمريكا بأن إسرائيل تتجه نحو الهاوية وخسرت الحرب.
 وتحاول واشنطن إشراك تل أبيب في مهمة عسكرية ذات صلاحيات أوسع ، وتسليح أكبر، وذات طبيعة دولية.وهذا يهدد بتقويض الجهود التي تتوسط فيها الأمم المتحدة لتعزيز وقف إطلاق النارفي غزة .أو هدنة السعودية واليمن وإنعكاساتها.
ستشارك الدول في مناورات بحرية ضد الحوثيين والتي تشكل تحديا صعبا. نظرًا للحجم الضخم للسفن التي تعبرالمياه هناك، من خليج عدن إلى باب المندب والبحرالأحمر، ستحتاج القوة البحرية إلى التعامل مع ما يقرب من 21000 سفينة وهو أمرغيرمنطقي وسيشكل دمارا إقتصاديا دوليا .
 فذلك يعني توفيرعدد كبيرمن السفن العسكرية ذات مهام عدة عبر مسطحات مائية واسعة وضم عدد كبير من الدول الإقليمية وما بعد إقليمية إلى هذه القوة، مما سيؤدي إلى عسكرة مناطق بحرية بأكملها من البحرالأبيض المتوسط إلى قناة السويس التي ستغلق فعليا وخليج العقبة والبحرالأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وصولاً إلى الخليج العربي فهل تعي الدول العربية الى أين المسير ؟؟؟؟
وهل نصدق خيارات واشنطن وتل أبيب الدفاعية في مواجهة اليمن , مقابل الشكوك المثيرة للجدل بأن عدداً من الحلفاء في الشرق الأوسط مترددون في المشاركة. فقد حددت إيطاليا وفرنسا أن مشاركتهما في الدورية لن تتم تحت قيادة واشنطن . وفضلت دول أخرى تقديم الدعم دون الكشف عن هويتها أو اقتصرت على إرسال جنود وليس وحدات. ربما بسبب سلسلة من الإعتبارات الدبلوماسية والفنية كعدم الرغبة في الظهور إلى جانب المحورالصهيوأمريكي في نزاع واسع النطاق الآن وعدم اليقين بشأن قواعد الإشتباك والخوف من التورط بشكل غير مباشر في أعمال إنتقامية محتملة في أزمة متزايدة الخطورة، مع تراكم التوترات عالميا.
وسنصل إلى نتائج مثل إستهداف المواقع الهجومية في اليمن, و إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بعد أن كانت تعتبرمنظمة شرعية,وفرض عقوبات عليها، وحظر التسليح , وتعزيز تسليح قوة أخرى دفاعية جوية بالمنطقة مقابل تحركات القوات البحرية الإيرانية,وتشكيل تحالفات إضافية .
بقي أن نعلم أنه على مرالتأريخ كانت مغامرات واشنطن تأتي بنتائج وخيمة , فهل يقف التأريخ عند هذه النقطة ؟؟؟؟؟
كاتبة وباحثة اردنية