لا تقتصر الخدمة بالجيش الإسرائيلي على المواطنين في إسرائيل، وإنما تتعداها إلى حملة الجنسية المزدوجة، حتى لو كانوا يقيمون بشكل دائم في الخارج، وأيضا من يسمون بـ”الجنود الوحيدين” الذين ليس لهم عائلات.
ومع انطلاق الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي استدعى الجيش الإسرائيلي جنود الاحتياط، بمن فيهم المقيمون بالخارج بشكل دائم.
يجب التجنيد على الجميع
وثمة أعداد كبيرة من الإسرائيليين الذين يحملون أيضا جنسيات أجنبية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وليس ثمة أعداد دقيقة لهؤلاء.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت السفارة الإسرائيلية بالعاصمة البريطانية لندن على موقعها الإلكتروني: “بموجب قانون جهاز الأمن الإسرائيلي يتعين على جميع المواطنين الإسرائيليين في إسرائيل والخارج التجنيد في الجيش، حتى لو كانوا يحملون جنسية مزدوجة ويقيمون بشكل دائم في الخارج”.
وأضافت: “يحتاج الإسرائيليون الذين يعيشون في الخارج إلى تقديم طلب لتحديد وضعهم العسكري عند بلوغهم سن 16 سنة و4 أشهر، وقبل سن 19 عاما”.
وطلبت السفارة من الإسرائيليين الراغبين في التجنيد، التواصل مع ممثل الجيش الإسرائيلي في أوروبا عبر البريد الإلكتروني.
والخدمة العسكرية إلزامية للرجال والنساء في إسرائيل عند سن 18 عاما، وبعد ذلك يتم تصنيف الجنود في وحدات الاحتياط.
وفي 16 أكتوبر/تشرين أول الماضي، قالت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية: “استدعت إسرائيل مئات الآلاف من جنود الاحتياط ردًا على هجمات حركة حماس، بما في ذلك الإسرائيليون الأمريكيون الذين يعيشون في الولايات المتحدة، والذين يعودون إلى إسرائيل في رحلات جوية طارئة”.
أجانب يشاركون بالحرب على غزة
أثارت مشاركة مواطنين أجانب يحملون الجنسية الإسرائيلية بالحرب على قطاع غزة، ردود فعل في فرنسا وجنوب إفريقيا خلال الأيام الأخيرة.
وقال النائب الفرنسي توماس بورتيه في تغريدة عبر منصة “إكس”، الأربعاء: “بعثت رسميا برسالة إلى وزير العدل إيريك دوبوند موريتي، أطلب منه استخدام سلطته في التوجيه، حتى يتمكن من فتح تحقيقات بشأن 4000 فرنسي متواجدين على الجبهة في غزة، ضمن الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “وفي حالة ارتكاب جرائم حرب، أطلب تقديمهم (الفرنسيين) أمام العدالة الفرنسية، كما سأحيل الأمر إلى المدعي العام عبر المادة 40”.
وتابع النائب: “وفيما يتعلق بجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية على حد سواء، فمن غير المقبول أن يشارك بها المواطنون الفرنسيون”.
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية أو الحكومة الفرنسية على تصريحات النائب الفرنسي.
جنوب إفريقيا ترفض انخراط مواطنيها بالجيش الإسرائيلي
وكانت جنوب إفريقيا قالت إن مواطنيها الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، قد يواجهون الملاحقة القضائية في الداخل، حيث ندد الرئيس سيريل رامافوزا بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، باعتبارها “إبادة جماعية”.
وقالت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، الاثنين، إنها “قلقة للغاية” من التقارير التي تفيد بأن بعض الجنود الإسرائيليين الذين هم أيضا من مواطني جنوب إفريقيا، قد انضموا إلى الجيش الإسرائيلي للقتال في غزة، أو يفكرون في القيام بذلك.
وتابعت الوزارة “من المحتمل أن يساهم مثل هذا الإجراء في انتهاك القانون الدولي، وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، ما يجعلهم عرضة للمقاضاة في البلاد”.
وأوضحت الخارجية أن مواطني جنوب إفريقيا بحاجة إلى موافقة حكومية مسبقة للقتال بشكل قانوني في إسرائيل.
وأضافت أن المواطنين المُجنسين إسرائيليا، معرضون لخطر تجريدهم من جنسيتهم الجنوب إفريقية، للانخراط في حرب “لا تدعمها البلاد أو تتفق معها”.
ماذا عن “الجنود الوحيدين”؟
وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية، الأربعاء: “وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي، فإنه في عام 2021 انضم 2507 مهاجرين جدد إلى الجيش الإسرائيلي كجنود وحيدين، أو جنود لا يعيشون مع عائلاتهم، بما في ذلك 59 من جنوب إفريقيا”.
وأضافت: “هذا لا يشمل جميع الجنود الإسرائيليين الذين يحملون جنسية مزدوجة من جنوب أفريقيا” دون أن تحددهم.
ولا يوجد في القانون الإسرائيلي ما يلزم بالتخلي عن الجنسية الإسرائيلية عند الحصول على جنسية أخرى، إذ يُسمح للمواطنين بالحصول على جنسية مزدوجة، وحتى جنسيات متعددة.
وكانت إسرائيل أعلنت استدعاء 360 ألف جندي احتياط مع بداية الحرب، دون أن توضح عدد القادمين من الخارج منهم.
وينضم إلى الجيش من يسمون بـ”الجنود الوحيدين” الذين يتبرعون بالانضمام للجيش الإسرائيلي، دون أن تكون لهم عائلات في إسرائيل.
ويقول مركز الجنود الوحيدين في موقعه على الإنترنت: “الجندي الوحيد” هو جندي في الجيش ليس لديه عائلة في إسرائيل تدعمه: مهاجر جديد، متطوع من الخارج، يتيم أو فرد من منزل مفكك”.
كم عدد الجنود الوحيدين؟
يضيف المركز “هناك أكثر من 7000 جندي وحيد، يخدمون حاليًا في الجيش الإسرائيلي، حوالي 45 بالمئة منهم من المهاجرين الجدد، القادمين من الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم، و50 بالمئة هم من الإسرائيليين الأيتام، أو الذين يأتون من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة.
وأشار المركز إلى أن “هناك البعض الذين يأتون من الأحياء الدينية المتشددة، الذين تتجنبهم عائلاتهم ومجتمعاتهم لأنهم قرروا الذهاب إلى الجيش”.
وتابع: “يتم وضع معظم الجنود الوحيدين في وحدات قتالية، ويكون لديهم دافع كبير للخدمة في الجيش الإسرائيلي، ويحرسون حدود إسرائيل برا وجوًا وبحرًا”.
ولفت إلى أنه “بالنسبة للجنود الوحيدين، يصبح المال قضية رئيسية”.
وقال: “الراتب الشهري للجندي الوحيد هو ضعف ما يتقاضاه الجندي العادي في وحدته، لكنه لا يزال غير كاف في الغالب لدفع الفواتير، وغسيل الملابس، ودفع ثمن الأثاث والأجهزة المنزلية، وشراء الطعام ليوم السبت (العطلة الدينية لليهود)”.
وأضاف: “يدعم الجيش الإيجار حتى 1048 شيكل شهريا (283 دولارا)، لكنه لا يكفي لإنشاء منزل في إسرائيل”.
واستنادا إلى موقع المركز، فإن 8 جنود وحيدين قتلوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
ووفق إحصاءات إسرائيلية أسرت “حماس” نحو 239 شخصا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
(الأناضول)