الجيش الإسرائيلي يُكثف قصفه على خانيونس ويأمر عشرات آلاف السكان بالإخلاء الفوري لمناطق جديدة

الخميس 21 ديسمبر 2023 09:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجيش الإسرائيلي يُكثف قصفه على خانيونس ويأمر عشرات آلاف السكان بالإخلاء الفوري لمناطق جديدة



القدس المحتلة / سما/

أعلنت الأمم المتّحدة الأربعاء أنّ إسرائيل أمرت بإخلاء منطقة واسعة في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي لجأ إليها العديد من الفلسطينيين الذين شرّدتهم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ شهرين ونصف الشهر.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إنّ الجيش الإسرائيلي أمر “بالإخلاء الفوري” لمنطقة “تغطي حوالي 20%” من مساحة مدينة خان يونس.
وأوضح المكتب الأممي أنّ “حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء ليس واضحاً”.
وبحسب التقرير فإنّ المنطقة المطلوب إخلاؤها كان يقطنها قبل بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 111 ألف نسمة، ونزح إليها منذ اندلعت الحرب حوالى 141 ألف فلسطيني يعيشون حالياً في 32 مخيّماً.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الإثنين تكثيف عملياته في خان يونس.
ومنذ بدء الحرب، أصدر الجيش الإسرائيلي العديد من أوامر الإخلاء للمدنيين في غزة.
وهذه المناطق حدّدها الجيش الإسرائيلي على خريطة نشرها على شبكة الإنترنت، وفقاً للمكتب الأممي الذي أعرب عن أسفه لأنّ “قدرة السكّان على الحصول على هذه المعلومات تتقوّض بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء”.
وشنّت حركة حماس هجوماً على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر قُتل فيه حوالى 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى إحصاءات السلطات إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بإطلاق حملة عسكرية جوية وبرية استشهد خلالها بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما لا يقلّ عن 20 ألف شخص بينهم 8000 طفل و6200 امرأة.
وفي ردّه على الانتقادات الواسعة النطاق للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، جدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء دعواته إلى إسرائيل “لتقليل الضرر” الذي يلحق بالمدنيين، لكنّه قال أيضا إنّ هناك حاجة لممارسة ضغط على حماس.
وتُبذل حاليا جهود دبلوماسية على عدة جبهات لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وسمح توقف في القتال بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر ومطلع كانون الأول/ديسمبر بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.
من جهة، تجري حماس محادثات مع مصر. فقد توجه رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية إسماعيل هنية إلى القاهرة الأربعاء لمناقشة “هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس أربعين أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين”، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس.
وأضاف المصدر أن “هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل” مشيرا إلى أن هذه “أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية”.
لكن مصادر قريبة من الملف ذكرت للبي بي سي ولصحيفة “وول ستريت جرنال” أن هذه المفاوضات لم تفص حتى الآن إلى أي نتيجة.
وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالةأيضا سيتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، تجري إسرائيل حوارا مع قطر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى هدنة تسمح بالإفراج عن رهائن.
لكن مواقف المعسكرين ما زالت متباعدة جدا على ما يبدو.
فحماس تطالب بوقف كامل للقتال قبل إجراء أي مفاوضات بشأن مصير الرهائن، بينما تبدو إسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل “القضاء” على الحركة التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل “منظمة إرهابية”.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء مجددا أن الحرب “ستستمر حتى القضاء على حماس وحتى النصر”، معتبرا أن “الذين يعتقدون أننا سنتوقف منفصلون عن الواقع”.
واعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه ما زال هناك طريق طويل يتعين قطعه قبل التوصل إلى هدنة محتملة. وقال الأربعاء “لا نتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة لكننا نواصل الضغط”.
لكن البيت الأبيض يرى أن المناقشات الجارية بشأن هدنة جديدة محتملة “جدية للغاية”، على حد قول المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي.