أعلن المكتب الإعلامي غزة، الأربعاء، أن ما لا يقل عن 20 ألف مواطن استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف أن 8000 طفل و6200 امرأة من بين الشهداء، فيما بلغ عدد المصابين 52600.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصفه وعملياته البرية، الأربعاء، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين.
واستشهد 12 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في غارات جوية إسرائيلية على رفح، الأربعاء.
وأعلنت وزارة الصحة “انتشال 12 شهيدا وعشرات المصابين بينهم أطفال ونساء من تحت الأنقاض باستهداف منزل ومسجد على بعد مئات الأمتار من مستشفى الكويت”.
وأظهرت لقطات تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف وجثة واحدة على الأقل ملقاة على الأرض وأشخاص ينادون طلبا للإسعاف وآخرين يحاولون إنقاذ من هم تحت الركام.
ويحتشد في رفح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق شمال القطاع في ظل المعارك.
وفي المدينة الحدودية مع مصر، تعرض مخيم الشابورة لقصف إسرائيلي.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى “أن نحو 310 من العاملين في القطاع الصحي استشهدوا، إضافة إلى 35 من طواقم الدفاع المدني، و97 صحافيا، و136 من طواقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)”.
وأشارت إلى أن “عدد النازحين في قطاع غزة داخليا يقدر بحوالي 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان، وقد تم تسجيل نحو 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 154 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع، بينهم مليون شخص مسجل في 94 مركز إيواء للأونروا في الجنوب”.
وأوضحت الوزارة أن “أكثر من 60% (280 ألف وحدة سكنية تقريبا) مدمرة في قطاع غزة، كليا وجزئيا، مشيرةً إلى أن العدد النهائي للوحدات والمباني المدمرة غير متوفر بسبب استمرار القصف الإسرائيلي”.
وقالت الوزارة إن “نفاد مخزون اللقاحات أدى لتداعيات صحية كارثية، خاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظمة، مؤكدة توثيق 360 ألف حالة إصابة بالأمراض المعدية، بما فيها التهاب السحايا، واليرقان، والقوباء، وجدري الماء، والتهاب الجهاز التنفسي، والجدري، والإسهال، والانفلونزا، وهم بحاجة فورية للعلاج، كذلك لمقومات الحياة من بطانيات وملابس دافئة”.
أكذوبة المناطق الآمنة
وتمكنت عدسات الصحافيين، الأربعاء، من تسجيل مقاطع لغارات إسرائيلية على مناطق جنوب قطاع غزة، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها “آمنة”.
وبينما كان مراسل قناة “الجزيرة” هاني محمود يقدم معلومات عن القصف الإسرائيلي على القطاع في بث مباشر، سمع دوي انفجار بالمنطقة وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد قرب “مستشفى الكويت” بمدينة رفح.
وبعد ثوان من الهجوم الأول، وقع ما لا يقل عن 3 غارات جوية أخرى في نفس المنطقة التي من المفترض أن تكون “آمنة” بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأظهرت المشاهد حالة من الذعر بصفوف المدنيين الفلسطينيين بينهم أطفال، يركضون يمنة ويسرة وسط أصوات الانفجارات.
“ننام جياعا”
والأربعاء، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه طفل فلسطيني يتحدث عن انعدام الغذاء في قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، ويقول إنهم يضطرون للنوم جياعا في ظل ظروف إنسانية صعبة.
ويقول الطفل أحمد محمد الخالدي في مقطع الفيديو إنهم لا يستطيعون العثور على الغذاء، وهو ما يظهر حجم الأزمة الغذائية التي يعيشها سكان القطاع.
ويؤكد الخالدي أنه نزح مع أسرته من مدينة غزة (شمال) إلى رفح (جنوب) بعد أن اضطروا لترك منزلهم بسبب القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل.
ويشير الطفل الفلسطيني إلى صعوبة العثور على الغذاء في غزة وأن أسعار المواد المتوفرة “غالية جدًا”.
ويوضح أنهم يضطرون لتناول ربع رغيف خبز في الظهر وأحيانًا نصفه، ويحاولون الاكتفاء به طوال اليوم.
ويضيف: “إننا ننام جياعًا، وعندما نسأل أمي عما إذا كان هناك شيء ما لنأكله قبل النوم تقول لنا: لا يوجد أي شيء”.
وبحسب تقرير نشره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في 6 كانون الأول/ديسمبر الجاري، فإن 9 من كل 10 عائلات في شمال غزة وعائلتين من كل 3 في الجنوب تقضي “يوما كاملا وليلة كاملة على الأقل دون طعام”.
بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي – الأربعاء 20 ديسمبر 2023م
(75 يوماً) على حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ومازال القتل الوحشي للمدنيين والأطفال والنساء مستمر حتى هذه اللحظة، وذلك من خلال قصف المنازل الآمنة وهدمها فوق رؤوس ساكنيها، بالطائرات الحربية والمقاتلات "الإسرائيلية" والأمريكية، حيث أصبح كل متر في قطاع غزة تحت الاستهداف وتحت القصف المباشر.
(75 يوماً) والوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد كارثية وبات سيئاً للغاية ويتجه نحو الهاوية بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال، خاصة أن أكثر من (1,8 مليون) إنسان أصبحوا نازحين ويسكنون خارج مساكنهم وخارج منازلهم، وأصبح قرابة (2,4 مليون) إنسان باتوا يعيشون ظروفاً إنسانيةً صعبةً وغير مسبوقة من الشَّقاء، ويعانون معاناة بالغة في توفير الغذاء والدَّواء والماء الصالح للشرب.
(75 يوماً) مرّت على حرب الإبادة الجماعية، وقد ارتكب خلالها جيش الاحتلال (1,700) مجزرة، راح ضحيتها (26,700) شهيداً ومفقوداً، بينهم (20,000) شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات، منهم (8,000) شهيد من الأطفال، و(6,200) شهيدة من النساء، و(310) شهداء من الطواقم الطبية، و(35) شهيداً من الدفاع المدني، و(97) شهيداً من الصحفيين.
ومازال (6,700) مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، وإن 70% من هؤلاء هم من فئة الأطفال والنساءـ فيما أصيب (52,600) مصاباً.
كما بلغ عدد الذين اعتقلهم جيش الاحتلال خلال هذه الحرب العدوانية الوحشية المئات من أبناء شعبنا الكريم، بينهم (99) حالة اعتقال من الطواقم الطبية، و(8) معتقلين من الصحفيين.
وعلى صعيد المستشفيات فقد استهدف جيش الاحتلال أكثر من (23) مستشفى وأخرجها عن الخدمة، كما وأخرج (53) مركزاً صحياً عن الخدمة أيضاً، بينما استهدف جيش الاحتلال (140) مؤسسة صحية استهدافات أثرت على تقديم الخدمة الصحية فيها، كما واستهدف (102) سيارة إسعاف حيث تضررت بشكل كامل.
كما دمر الاحتلال خلال حربه الوحشية (126) مقراً حكومياً، و(90) مدرسة وجامعة خرجت عن الخدمة بشكل تام، و(283) مدرسة وجامعة تضررت جزئياً، فيما دمر (114) مسجداً بشكل كلي، و(200) مسجدٍ هدمها الاحتلال بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف الاحتلال (3) كنائس.
وعلى صعيد أضرار الوحدات السكنية، فقد هدم الاحتلال (53,000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(255,000) وحدة سكنية هدمها بشكل جزئيٍ، بمجموع (308,000) وحدة سكنية.
وإزاء كل هذه الحرب الإجرامية المستمرة على شعبنا الفلسطيني فإننا نود التأكيد على ما يلي:
1. نُحمِّل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال والتي راح ضحيتها أكثر من (26,700 شهيد ومفقود) وقرابة (53 ألف إصابة)، حيث أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً فرضوا إجراءات مقصودة ومتعمّدة لعرقلة كل الجهود الرامية لإيقاف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وكذلك نُحملهم المسؤولية تجاه المأساة التي لحقت بقطاع غزة على جميع الأصعدة.
2. إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة، لا تلبي 2% من احتياجات قطاع غزة الهائلة وفي ظل هذه الحرب الوحشية، وإننا نطالب بفتح معبر رفح وجميع المعابر وعلى مدار الساعة وإدخال (1000 شاحنة يومياً) من الإمدادات والمساعدات الحقيقية، وإدخال مليون لتر من الوقود (1,000,000 لتر وقود يومياً)، وإدخال الآليات ومعدات الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني، لكي نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في واقع قطاع غزة الذي اتجه نحو الهاوية.
3. وفي إطار جرائم الاحتلال واستهدافه للنظام الصحي والمستشفيات؛ فإننا نطالب جميع المنظمات الدولية وكل دول العالم الحر إلى إدانة جرائم الاحتلال المستمرة بهذا الخصوص، ونطالبهم بالضغط عليه لوقف خطته المدبرة بالقضاء على القطاع الصحي، ومن هنا فإننا نطالب الدول العربية والإسلامية بإدخال مستشفيات ميدانية مُجهّزة طبياً لإنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى، كما ونناشدهم بتحويل آلاف الجرحى من أصحاب الإصابات الخطيرة إلى مستشفياتهم لتلقي العلاج، إضافة إلى مناشدتهم بالعمل الجاد على إعادة ترميم وتأهيل عشرات المستشفيات والمراكز الطبية وإعادتها إلى الخدمة.
4. إن أكثر من (1,8) مليون نازح في قطاع غزة؛ يتعرضون إلى التهديد بشكل واضح في الأمن الغذائي والمائي والدوائي، ويعانون من سوء المعيشة والمأوى، وإننا نُحذّر المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية من تواطئهم في تمرير سياسة التجويع والتعطيش ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ونحذرهم من انتشار المجاعة في محافظات قطاع غزة، ونطالبهم بالقيام بدورهم المطلوب منهم بشكل فاعل وحقيقي.
5. نناشد مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل دول العالم الحر إلى التداعي الفوري لوضعِ حلٍ للكارثة الإنسانية المتعلقة بفقدان (308,000) أسرة وحداتهم السكنية، وندعوهم إلى بذل كل الجهود في سبيل الخروج بحلول مناسبة لهذه الكارثة التي خلفها جيش الاحتلال "الإسرائيلي".


