كشف موقع "The Intercept" الاستقصائي الأمريكي، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) استعانت بفريق من الخبراء المتخصصين يُدعى "فريق النمر" (Tiger Team)، لتسريع عمليات إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وفق وثائق قال إنه اطلع عليها.
وأفاد الموقع الأمريكي بأن وثائق المشتريات، تشير إلى أنه من المفترض أن تجري بعض مبيعات الأسلحة من خلال مبادرة جديدة للجيش الأمريكي، أُعدَّت خصيصاً لتوفير الأسلحة لـ"إسرائيل".
ويتألف "فريق النمر" من مجموعة من الخبراء المختصين الذين جُمعوا للعمل لمواجهة مشكلة معينة أو معقدة، وتتشكل مثل هذه الفرق لتوفير الاستجابة السريعة للأزمات.
ويسمى هذا البرنامج "مجموعة المبادرات الإسرائيلية المهمة"، وهو برنامج خاص للتعاون مع "إسرائيل"، ويقوم عليه مكتب الصادرات والتعاون الدفاعي التابع للجيش الأمريكي، أي المكتب الذي يشرف على سياسة مبيعات الأسلحة الأمريكية.
ويجتمع "فريق النمر" يومياً مع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون للتغلب على أية عوائق قد تعترض مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل".
ومن المفترض أن يقوم الفريق المختص، بدراسة العراقيل المحتملة والتأخير في عمليات نقل الأسلحة، وتقديم المشورة لحل المشكلات أو تخفيف حدتها.
أنظمة صواريخ باتريوت أمريكية في إسرائيل، إلى جانب منظومة
أنظمة صواريخ باتريوت أمريكية في إسرائيل، إلى جانب منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية/ Getty
وقال جوش بول، المدير السابق لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية: إن "إنشاء فريق النمر في هذا السياق، هو قرار سياسي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والغاية منه توصيل الأسلحة إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أن هذا يدل على أن إدارة بايدن تستعين بمختلف أفرع الحكومة الأمريكية، سواء السياسية أم التنفيذية، وتبذل ما في وسعها لإرسال الأسلحة إلى "إسرائيل"، وذلك على الرغم من التصريح العلني الذي أدلى به بايدن بشأن "القصف العشوائي" على قطاع غزة، والتقارير التي تتحدث عن أن "الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة تتسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين".
ويرى بول، أن هذه "لن تكون محطة جديرة بالفخر في سجلات إدارة بايدن ولا وزارة الخارجية الأمريكية، ولا وكالة التعاون الأمني الدفاعي".
لا مبالاة في التحذيرات المتعلقة بالمدنيين الفلسطينيين
ونقل الموقع الأمريكي عن مصدر مطلع، أن مجموعة الخبراء أثارت مسألة الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة ضمن القضايا المتعلقة بمبيعات الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل"، إلا أن الأمر "يواجه بإهمال واضح، وتأتي التوجيهات من دوائر أعلى للحفاظ على استمرار العملية".
ويستخدم "فريق النمر"، ومجموعة المبادرات الإسرائيلية المهمة، شركات متعاقدة عسكرية لتعزيز طواقم العمل المتعاونة معهما.
ومن أبرز الشركات المتعاونة: شركة "سيغماتيك" Sigmatech، التي تشير السجلات إلى أنها تتولى وظيفة "متخصص دعم العمليات" بالتعاون مع مجموعة المبادرات الإسرائيلية.
وشكّل البيت الأبيض "فريق النمر" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتولى وضع خطط طوارئ لبحث كيفية الرد على احتمال لجوء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية، وفقاً لصحيفة The Washington Post الأمريكية.
واعتبر بول أن إنشاء "فريق النمر" الجديد للتعاون مع "إسرائيل"، يدل على أن الإدارة الأمريكية ترى أن نظام مبيعات الأسلحة الذي تعزز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لا يزال غير سريع بما فيه الكفاية.
ولفت موقع "إنترسبت" في تقرير سابق، إلى أن الولايات المتحدة أصدرت سابقاً بيانات بشأن إرسال الأسلحة لأوكرانيا، بينما تطغى السرية في معظم الأحيان، على عملية شحن السلاح لـ"إسرائيل".