كابوس حرب الإبادة وصدمة الهدنة..

الخميس 23 نوفمبر 2023 10:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كابوس حرب الإبادة وصدمة الهدنة..



كتب د. مكرم خُوري – مَخّوُل:

أولا: قصف قطاع غزة بما يعادل ثلاث قنابل نووية يعني ان قطاع غزة منطقة منكوبة كجغرافيا طبيعية وكبيئة اجتماعية تعاني من مخاطر صحية وبيئية تراجيدية.

وهذه تحديات تواجه القيادات الفلسطينية والمجتمع الدولي على وجه التحديد.

d

 الا انه ومن الناحية السياسية  فمجرد التوصل الى هذه الهدنة التي تشمل عدة بنود هو :

اعتراف بصمود المقاومة.

وأن المقاومة عموما ما زالت تسيطر على قطاع غزة.

وأنها المقاومة هي “الشريك” الخصم المعتمد

وان اهتمام المقاومة بملف الأسرى ما زال قضية تتصدر اجندتها.

هذه الهدنة ليست الأولى بين الاحتلال وحماس على وجه التحديد وان تكون الأخيرة.
الا ان هذه المرة وبشكل خاص فإن الهدنة هي صراع مع الزمن لأنها سيف ذو حدين : تمنح الوقت لكن ممكن ان يتم خرقها وأيضا تمديدها.
الوقت الممنوع اضاعته في الهدنة سيتسنى التخفيف من المعاناة قليلا.
سيستغل الفلسطينيين في قطاع غزة ( وبقدر المستطاع) تحسين شروط معيشتهم الأساسية الملحّة جدا.

الحصول على غذاء ودواء ووسائل وقاية وعلاج الجرحى ودفن الموتى (إن أمكن).

والتواصل مع من لم تسنح لهم ظروف الفتل والدمار من التواصل معهم رغم ان ليس جميعهم سيحقق ذلك نظرا لوجود الالاف تحت الردم. وقد تتكشف الأهوال.

ليس ان العديد من المباني ما زالت واقفة، لكن الاحتلال الإسرائيلي سيحاول منع عودة الفلسطينيين في قطاع غزة من العودة الى “بيوتهم” من الجنوب الى الشمال ولعدة اسباب :

لم ينجز توغله ودماره وسيطرته التخريبية بعد.

يريد بقدر المستطاع محو آثار جرائمه

سرقة ما يمكن سرقته دفن او خرق او سرقة جثث ما زالت ملقاة وغير مدفونة زرع ألغام وأجهزة رصد وحواجز

من ناحية أخرى وبما ان المقاومة في أرضها وبيئتها ستعمل هي أيضا على تحسين مواقعها وتنسيقها وبرمجة عملها.
احد الاهداف قصيرة الأمد قد تكون تمديد الهدنة واتفاق لاحق لوقف اطلاق النار.
خلال هذا الفترة ستكون المفاوضات ( الإنسانية) مستمرة بينما يتم تداول العديد من الملفات بالمقابل: التهجير، الإعمار، من سيدير قطاع غزة اداريا ومن يسيطر عليه امنيا وسياسيا.
ثانيا: هذه “روشيتا” ( وصفة) اعلامية هامة !!!
الاحتلال الإسرائيلي سيحاول تحسين صورته خلال الهدنة وتبادل الرهائن/الأسرى وذلك على حساب  جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين!!!
بدون العودة الى الأزمات السياسية الاعلامية  الكثيرة في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، نُذٌكر ان الاحتلال سيحاول تحويل عملية الهدنة وتبادل الرهائن/الأسرى … الى انتصار اعلامي نفسي سياسي أمام بيئته الداخلية من جهة ، والى تحسين صورته “الانسانية”  لينسى العالم جرائم الابادة بالمقابل!
لن نذكر الكثير من حالات السابقة في عدم الكفاءة في ادارة الأزمان السياسية الاعلامية من الطرف الفلسطيني ونكتفي بذكر واحدة وهي عندما فك أرييل شارون الارتباط مع قطاع غزة (٢٠٠٥) بعد اغتيال ياسر عرفات في ٢٠٠٤ ليصور حالة التضحية التي قدمها المستعمرين. عندها كانت الحالة الاعلامية الرسمية الفلسطينية في أضعف مستوياتها.
اذكر هذا لأنني على يقين انه في الـ ٣٦ ساعة القادمة سنرى حملة اعلامية كبرى تركز على معاناة رهائنهم في “أسر/سجون” المقاومة الفلسطينية ليبدأ نسج القصص والروايات لنيل عطف “الغرب” الرسمي.
هناك قواعد تدار وفقا لها هذه الحروب الاعلامية ومن المفضل عدم الاستهتار بها هذه المرة  وبكل اللغات.
‏ @ProfMKM
كاتب فلسطيني