الموقف العربي المطلوب لمواجهة حرب الإبادة في غزه..د. جاسم العلي

الإثنين 13 نوفمبر 2023 10:11 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الموقف العربي المطلوب لمواجهة حرب الإبادة في غزه..د. جاسم العلي



القضية الفلسطينية  يجب ان تكون وكما كانت دائما هي محور القضايا العربية وذلك لكون احتلالها وبالطريقة التي تم بها هذا الاحتلال وما نتج عنه من تهجير سكانها الأصليين وانشاء النظام الصهيوني.
ما هو الا مخطط استراتيجي للقوى الاستعمارية لضمان هيمنتها على دول المنطقة وتنفذ مخططاتها في السيطرة وادامة الفرقة فيما بينها  وذلك بعرقلة اي مشروع من شأنه توحيد قرارات  هذه الامة  سواء اكانت سياسية اقتصادية او تنموية وكل ما يهدف الى تعزيز مكانة العرب على الساحة الدولية كلاعب إقليمي فاعل في النظام الدولي.
لقد عملت الدول الاستعمارية كل في ما وسعها لضمان ديمومة تخلف دول المنطقة  عن ركب التطور الاقتصادي والاجتماعي من خلال إضعاف الشعور بالمسؤولية لدى الحكام العرب وبذور شعور الريبة والشكوك فيما بينها بغية تحقيق ماتصبو إليه هذه من ادامة التباين في مواقف حكام الدول العربية في القضايا المطروحة داخليا وإقليميا ودوليا.

ان غزو العراق ومباركة معظم الدول العربية بعد احتلاله للكويت علما ان هذا الاحتلال ما كان أن يحدث لولا تشجيع الدول الغربية وبالأخص أميركا للنظام العراقي .كذلك التدخل المباشر لإسقاط نظام الحكم في ليبيا واقناع بعض الدول العربية بالمشاركه الفعليه في ذلك .اما في سوريا  فلا يخفى الدور الذي لعبته الدول العربية بما قدمته من أموال ورشاوى وصفقات لتسهيل تدفق المرتزقة والمتطرفين للهجوم على سوريا الدولة ونظامها كل ذلك كان بتحريض من الدول الغربيه وتنفيذأ لامللآتها كل هذا لم يكن إلا لإبقاء دول المنطقة في حالة من الضعف والاختلاف لضمان مصالحها من جهة وتعزيز دور إسرائيل كقوة مهيمنة في المنطقه من جهة أخرى.
وعلى هذا الاساس ليس مفاجئا ان نرى كيف ان  قادة المعسكر الغربي” حال قيام المقاومة الفلسطينية عمليتها الأخيرة والتي جائت كرد على الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وفشل النهج التفاوضي الذي انتهجته قيادة رام الله” هرعوا لتأييد ومساندة وتسخير كل الإمكانيات للدفاع عن الكيان الصهيوني بلا تردد أو أخذ اي اعتبار لردود أفعال الحكومات العربية. ما كان هذا الموقف ان يكون لولا ان هؤلاء القادة واثقون كل الثقة من ان الحكومات العربية المتصدرة في الساحة ليس لديها الإرادة او الرغبة لمواجهة تصرفات إسرائيل وتصرفات داعميها من تأييد وإسناد ومشاركة لما تقوم  به من ابادة للشعب الفلسطيني في القطاع. لقد كانت هناك تصرفات ومواقف سابقة تشكل  ادلة على انه ليس في تفكير حكام الدول العربية ولا في أهدافهم الحقيقية الوقوف ومجابهة إسرائيل وداعميها وكل ما نسمعه  من تصريحات ما هي الا كلمات فارغة لرفع العتب والاستهلاك  المحلي.
ولتغطية هذه المواقف المتخاذلة استطاعت الدول الغربية بإقناع كثير من حكام   الدول العربية بأن العدو الرئيسي لهم هو إيران وليس اسرائيل وعليه ان استقرار وامن بلدانهم  وسلطانهم لا يتم الا بالتهدئة والتعايش مع اسرائيل لمواجهة هذا العدو المشترك(ايران). فكانت موجة التطبيع  لعدد من الدول وما لحقها من تعاون لا محدود مع الكيان الغاصب  وعلى كافة الأصعدة سرا وعلانية.
لقد اثبتت الاحداث  الاخيرة ان هؤلاء الحكام يتصرفون وفق هذه القناعات متناسين ان أهداف الكيان الصهيوني لا تقف عند حدود الشرائح المقاومة التي لها علاقات تكتيكية مع النظام الإيراني بل تتعداه لكل الشرائح الفلسطينية لا بل كل شعوب المنطقة العربية.
لقد تناسى هؤلاء الحكام ان طموحات إسرائيل واهدافها لن تقف عند حدود فلسطين بل تتخطاها لتطال كافة المنطقه العربية,ان الهدف  النهائي لها هو الهيمنة والتمدد وباي وسيلة كانت (عسكرية/اقتصادية/ثقافية/ سياحية…..الخ) لبناء دولتها المزعومة وتعزيز تأثيرها على القرار السياسي والاجتماعي لكل دول المنطقة وبالشكل الذي يحقق تفوقها ونفوذها.
أكثر من شهر وحرب الإبادة مستعرة على الأخوة الفلسطينيين ولم نرى اي تحرك مناسب من قبل حكام الدول العربية من شأنه ان يتصدى بقوة للعدو وداعميه من الدول المناصرة له فلا سفارات أغلقت ولا اتفاقيات التطبيع الغيت ولا العلاقات الاقتصادية توقفت ولا التلويح (ان لم يكن التهديد) باستخدام أوراق القوة التي تمتلكها دولهم استخدمت.
الآن وبعد كل هذه المدة ينوي الحكام العرب عقد مؤتمر قمة في الرياض والذي ارجو ان لا يكون كما عودتنا عليه مؤتمرات القمة المتعاقبة منذ ما بعد 1970 والتي لا تعدو عن  كونها جلسات مجاملة والخروج بقرارات فارغة لا تأثير لها على واقع الامة.
ارجو ان يتخذ مؤتمر الرياض قرارات تتناسب ومستوى الاحداث وان لا يكون كمخرجات كسابقيه او الاكتفاء بالتنديد والتعاطف اللفظي مع  مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق.
 ارجو ان لا يكون ذلك وأنا لمنتظرون  .
كاتب عراقي