هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، اللبنانيين، بمواجهة مصير مشابه لما يواجهه أهالي قطاع غزة، الذين يواجهون حربا إسرائيلية مدمرة متواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك خلال جولة ميدانية أجراها اليوم، السبت، في مقر "فرقة الجليل" التابعة للقيادة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال غالانت، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، إن "حزب الله على وشك ارتكاب خطأ فادح، قد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس الوضع في غزة حيث يرفعون بالفعل العلم الأبيض (في إشارة إلى الأهالي المدنيين للمناطق الشمالية في القطاع المحاصر) ويهربون من منازلهم".
وأجرى غالانت تقييما للوضع الأمني في مقر "فرقة الجليل" قرب الحدود اللبنانية، بمشاركة قائد الفرقة 91 وقائد اللواء 769 وقادة الكتائب في الوحدات العسكرية التابعة للقيادة الشمالية، وأجرى محادثات مع مقاتلي اللواء النظاميين والاحتياط، وشدد على أهمية "العمليات الدفاعية والهجمات الرامية إلى إحباط الإرهابيين وتدمير أهداف إرهابية في لبنان".
وقال غالانت خلال تواجده في مقر الفرقة الواقع في سهل الحولة في محاذاة القطاع الشرقي للجنوب اللبناني إن "لقد جئت إلى هنا لتقييم الوضع في ضوء عدوان حزب الله، لم يعد الأمر استفزازا. أرى ردا عالي الجودة وصحيحا من قبل القوات، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا من حزب الله، ونحن مستمرون في ضربه".
نصرالله: سياستنا في المعركة الحالية هي الميدان الذي يفعل ثم نحن نعبر عن التطورات
على صلة
نصرالله: سياستنا في المعركة الحالية هي الميدان الذي يفعل ثم نحن نعبر عن التطورات
وتابع "أقول هنا لمواطني لبنان، إنني أرى بالفعل المواطنين في غزة يسيرون بالأعلام البيضاء على طول الساحل ويتجهون جنوبا. حزب الله يجر لبنان إلى حرب قد تحدث، وهو يخطئ. وإذا ارتكب أخطاء من هذا النوع هنا، فإن من سيدفع الثمن هو أولاً مواطنو لبنان. ما نفعله في غزة نعرف كيف نفعله في بيروت".
وأضاف "طيارونا يجلسون في قمرة القيادة، ومقدمة الطائرات موجهة نحو الشمال. لدينا ما يكفي للقيام بكل ما نحتاجه في الجنوب، لكن القوة الجوية موجهة نحو الشمال وقوتها كبيرة جدًا. ولم نستخدم حتى عشرة بالمئة من قوة سلاح الجو في غزة".
وجاء ذلك بالتزامن مع خطاب متلفز للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال فيه إن عمليات الحزب العسكرية ضد إسرائيل "مستمرة" رغم كل الإجراءات الوقائية التي تتخذها تل أبيب، مشيرا إلى أن عمليات حزب الله العسكرية شهدت "ارتقاء على مستوى العمل الكمي، وفي نوعية السلاح، كاستخدام المسيّرات الهجومية ونوع الصواريخ".
وأضاف أنه "رغم المسيرات المسلحة للعدو، وهي سلاح جديد لم تكن في عدوان تموز (يوليو 2006) فإن العمليات مستمرة، وهي بمثابة عمل استشهادي". وأشار إلى أن جبهة جنوب لبنان ستظل "جبهة فاعلة وضاغطة على إسرائيل". وأشار إلى أن مقاتلي حزب الله يدخلون يوميا "مسيّرات استطلاع إلى عمق فلسطين المحتلة، وصولا إلى (مدينة) حيفا".
وفي السياق، كشف نصر الله، أن جماعته "بدأت في استخدام صواريخ بركان، التي يصل وزنها إلى نصف طن، في عملياتها". وشدد على أن الحزب "أبلغ العدو الإسرائيلي بشكل رسمي، أننا لن نتسامح مع استهداف المدنيين". وألقى نصر الله، خطابه اليوم، في الذكرى السنوية لـ"يوم شهيد حزب الله".
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة يومية، قصفا متبادلا ومتقطعا بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، وسقط لحزب الله 70 مقاتلا خلال المواجهات مع إسرائيل جنوب لبنان، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.