هدنة باربع ساعات… اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم اربع ساعة لجمع الاشلاء..

السبت 11 نوفمبر 2023 03:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
هدنة باربع ساعات… اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم اربع ساعة لجمع الاشلاء..



كتبت اسيا العتروس :

ست و ثلاثون يوما تمر على المحرقة الاسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة ..و فيما كان الراي العام الدولي ينتظر الاستجابة لكل الاصوات التي ارتفعت في مختلف المنظمات الدولية و الحقوقية لايقاف المجازر و بعد ان كان الرئيس الامريكي يرحب بايقاف الحرب ثلاثة ايام  رد ناتنياهو بانه لن يقبل باكثر من  هدنة تستمر اربع ساعات يوميا على غزة المنكوبة …خضع بايدن و سيكون من الغباء توقع غير ذلك و الحال ان الرئيس الامريكي ينتظر ان يمنحه موقفه هذا من المجزرة الاسرائيلية بطاقة العبور و البقاء في البيت الابيض لولاية ثانية حتى و ان كان ذلك على نهر من دماء الاطفال و النساء الفلسطينيين …
طبعا ليس في الموقف الاسرائيلي ما يدعو للغرابة فقد خبرت حكومة الاحتلال مواقف الغرب الداعم و الضامن لكل خياراتها العسكرية الفتاكة على غزة و لكن ايضا على الضفة التي تواجه يوميا حملات الاغتيال و الهدم و الاعتقالات على مخيم جنين كما على عرب الداخل …

وربما يتسائل البعض عن دوافع قبول اسرائيل بهدنة الاربع ساعات و الارجح ان هذا الموقف لم يكن احتراما للقوانين الانسانية الدولية او استجابة للنداءت التي تطالب بايقاف المجزرة التي تقترف في حق الفلسطينيين ..ساعات ايقاف المجازر  المفتوحة ..و ربما جاز القول اننا لسنا ازاء هدنة باتم معنى الكلمة فالهدنة تستوجب اتفاقا بين مختلف الاطراف المعنية في الحرب و هو ما لا يبدو انه قائم و حتى الهيات الاممية المعنية اعلنت انها لم تكن على علم بهدنة الاربع ساعات او المهزلة التي تقول للاحتلال اقتلوهم طوال عشرين ساعة و امنحوهم اربع ساعات يجمعون اشلاء ضحاياهم ..
الواضح ان القبول بهذه الهدنة يمنح اسرائيل متنفسا و ليس الفلسطينيين الذين دفعوا و يدفعون ثمنا لا يقدر في هذه الحرب ..اسرائيل تستشعرتغير المواقف في مختلف انحاء العالم و تتابع ما يحدث من مظاهرات احتجاجية يومية  ضد ما يقترفة جيش الاحتلال من فظاعات و هي تتابع ايضا ما يحدث داخل الادارة الامريكية من انتقادات للدعم المطلق للرئيس بايدن اناتنياهو في هذه الحرب و لكل التساؤلات في الشارع الامريكي حول استخدام اموال داعمي الضرائب في حرب يباد فيها الاطفال…امس وقع سبع مائة و خمسين صحفيا عريضة تندد بالتعاطي الاعلامي الامريكي مع ما يجري في غزة …طبعا لا نقول ان ناتنياهو و عصابته التي تطالب بقصف غزة بالنووي و تصف الفلسطينيين بالحيوانات البشرية و تنفي وجود شعب فلسطيني تهتم بكل هذه التحولات و لكن في المقابل فان الادارة الامريكية باتت تتحرج مما يحدث ..و مع تفاقم فظاعات الاحتلال و الممارسات النازية المتوحشة للجيش الاسرائيلي يبدو ان ناتنياهو وجد في هدنة الاربع ساعات ما يمكن ان يخفف وقع الانتقادات عن كيان الاحتلال ..
الاعلان الامريكي عن هدنة الاربع ساعات جاء بدعوى السماح للاهالي بالفرار  الى مكان امن ..و الحال اانه لا وجود لمكان امن في غزة بعد ان عبث القصف بالمدارس و المستشفيات و سيارات الاسعاف و الانروا و طال المدنيين في كل مكان  و غدر بالمهجرين و هم في الطريق الى جنوب غزة حيث يدفعهم الاحتلال دفعا لتقسيم غزة و تيسير عملية التحكم فيها و ربما تطويق المقاومة ان وجدوا لها مكانا …
بعض المصادر الاعلامية الاسرائيلية ترجح ان الفيديو الذي نشره الجهاد حول رهينتين اسرائيلين امرأة مسنة و طفل كانت الحركة اشارت إلى إمكانية إطلاق سراحهماو يبدو ان ما قاله احد الرهائن و هو طفل في الثانية عشرة بمخاطبته ناتنياهو  قائلا “إن كل هذه الانفجارات مجنونة. أنتم تقتلوننا نحن الرهائن. لا تسمح بالماء أو الكهرباء أو الدواء. ونحن كرهائن نحتاج إلى هذا أيضا”.قد يكون العنصر الحاسم في هذه الهدنة ليس من اجل الهدنة و لكن لان الفيديو اثار حنق ناتنياهو اعتبره جزءا من حرب نفسية مستفزة من شانها ان تفاقم الغضب الاسرائيلي في الداخل …
طبعا لا يمكن ايضا ان نتجاهل او نقلل من اهمية التوقيت الذي رافق هذه الهدنة التي تاتي عشية قمة عربية و اخرى اسلامية تعقدان اليوم في الرياض ..و اذا كانت التجربة علمتنا ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لم تعبأ يوما بقمة عربية او اجتماع للعرب وانها لا تفوت هذه الفرص دون ارسال رسائلها الدموية , فانها قد تكون ارتأت هذه المرة المخادعة باعتباتر ان السعودية تحتضن القمتين و كان ناتنياهو يؤمل النفس قبل عملية طوفان الاقصى التي لا يمكن لكل ما يقوم به محوها من السجلات الاسرائيلية  أن يكسب ورقة التطبيع مع المملكة و ربما يراهن على هدنة الاربع ساعات لمواصلة بناء احلامه الوهمية …
كاتبة تونسية