قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) برئاسته، حدد توقيت الدخول البري، وأنه سيحقق "نبوءة إشعياء" في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، فيما قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن نتنياهو غضب من تسريبات اجتماع مجلس الوزراء، وطالب بإجراء اختبار لكشف الكذب.
جاءت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحفي، وأشار إلى أن حكومة الاحتلال وضعت هدفين للحرب: "تصفية حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والسلطوية، والقيام بكل ما يمكن لإعادة المختطفين"، بحسب قوله. وتابع أن "كل عناصر حماس سيموتون فوق الأرض وتحت الأرض، داخل غزة وخارجها"، وفق تعبيره.
أضاف نتنياهو: "نستعد لعملية برية، لن أحدد متى ستنطلق، أو الاعتبارات التي نأخذها في الحسبان، ومعظمها غير معروفة للجمهور. إن توقيت الدخول البري لغزة تم تحديده بالإجماع من قبل الكابينت".
أردف نتنياهو أنه "سيتم التحقيق في الإخفاق (في صد هجوم "حماس" الذي استهدف مستوطنات غلاف غزة) بشكل كامل، سيكون على الجميع تقديم الإجابات، ومن ضمنهم أنا، لكن كل هذا سيحدث فقط بعد الحرب".
كان نتنياهو امتنع سابقاً، عن تحمُّل مسؤولية الفشل في توقع وصد هجوم "حماس"، فيما أعلن مسؤولون إسرائيليون وقادة أجهزة أمنية أنهم يتحملون مسؤولية ما جرى، وقال: "ما وضعناه نصب أعيننا فقط شيء واحد، هو إنقاذ إسرائيل وتحقيق النصر"، بحسب تعبيره.
كذلك اعتبر نتنياهو أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، (تاريخ عملية "طوفان الأقصى" التي أعلنتها حركة حماس) "كان يوماً أسود في تاريخنا".
نتنياهو: “سنحقق نبوءة إشعياء”
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيحقق "نبوءة إشعياء" في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، واصفاً الفلسطينيين بأنهم "أبناء الظلام"، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ"أبناء النور"، وفق قوله.
نتنياهو وجَّه كلامه للإسرائيليين قائلاً: "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمع بعد، خراباً في أرضك، سنمنح المجد لشعبك، سنقاتل معاً وسننتصر"، وأضاف أن الحرب هي بين "شر حماس، والحرية والتقدم، نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام، وسيهزم النورُ الظلام"، بحسب تعبيره.
بحسب دائرة المعارف البريطانية (موسوعة بريطانيا)، فإن سفر إشعياء، المكوّن من 66 فصلاً، يُعد "واحداً من أعمق الأعمال اللاهوتية والأدبية التعبيرية في الكتاب المقدس"، وأشارت إلى أنه تم تجميع السفر على مدى فترة نحو قرنين، من النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد، إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد".
أضافت دائرة المعارف أن "علماء الكتاب المقدس يقسمون سفر إشعياء إلى قسمين رئيسين"، وأوضحت أن سفر "إشعياء الأول" يحتوي على أقوال ونبوءات إشعياء، وقالت إن إشعياء هو "نبي من القرن الثامن قبل الميلاد"، وأضافت أن هذه الأقوال والنبوءات "إما كتبها هو أو أتباعه المعاصرون في القدس".
ونشرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية مقالاً لستيفن ميهم، أستاذ التاريخ بجامعة جورجيا، يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحدث فيه عن "توافق بين اليهود والإنجيليين"، وأضاف: "أصبحت إسرائيل في صميم علم اللاهوت الإنجيلي المتعلق بالأيام الأخيرة منذ أربعة قرون (…) على سبيل المثال، في العهد القديم، تنبأ النبي إشعياء بأن الله (سينصب راية للأمم، ويجمع مشتتي إسرائيل، ويضم متفرقي يهوذا من أقاصي الأرض)".
أوضح الكاتب أن "مفسرين فسروا هذا على أنه يعني أن عودة المسيح ستحدث بمجرد عودة الشتات اليهودي إلى فلسطين. وحرصاً منهم على تحريك خطة الله، بدأ هؤلاء الصهاينة المسيحيون في الضغط على حكوماتهم لاتخاذ خطوات فاعلة لإعادة اليهود إلى فلسطين".
يذكر الكاتب أنه في عام "1891، صاغ الصهيوني المسيحي ويليام بلاكستون عريضة إلى الرئيس بنجامين هاريسون، وقع عليها المئات من الأمريكيين البارزين، مكتوبة على خلفية مذابح في روسيا، وجاء في الرسالة: "دعونا الآن نعد إليهم [اليهود] الأرض التي سلبها منهم بوحشيةٍ أسلافنا الرومان".
أضاف الكاتب أن "الصهاينة المسيحيين واصلوا مراقبة الأخبار بحثاً عن أي علامة تشير إلى تحرك خطة الله. وعندما أصدرت الحكومة البريطانية إعلان بلفور عام 1917، مؤيدةً إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وهي فعلت ذلك لأسباب جيوسياسية. لكن الإنجيليين فسّروا الخطوة على أنها تنفيذ إلهي".
استمرت هذه المعتقدات حية وفاعلة، وقال الكاتب: إنه "عندما ظهرت دولة إسرائيل الحديثة احتفل الإنجيليون، وفي وقت لاحق، ادَّعى القس جيري فالويل أنه خارج يوم ميلاد المسيح، فإن التاريخ الأكثر أهمية يجب أن نتذكره هو 14 مايو/أيار 1948، وهو اليوم الذي ظهرت فيه إسرائيل كدولة"، بحسب قوله.
يُشير الكاتب إلى أنه بحلول السبعينيات والثمانينيات، قام عدد متزايد من الإنجيليين البارزين، وقال إنه في البداية "لم تُولِ إسرائيل اهتماماً كبيراً لهم، لكن رئيس الوزراء مناحيم بيغن أدرك بسرعةٍ أن اليمين المسيحي أصبح مؤثراً بشكل متزايد في حزب الجمهوريين بأمريكا بقيادة رونالد ريغان".
لذلك بدأ بيغن وآخرون إسرائيليون بارزون في التواصل مع الإنجيليين، وحضور اجتماعات الصلاة والأحداث الدينية الأخرى في الولايات المتحدة، وقال إنه "بحلول نهاية رئاسة ريغان، أصبح الطرفان، حلفاء من أجل هرمجدون، موحدين بطموح مشترك لرؤية إسرائيل تهزم أعداءها".
الكاتب علق على ذلك بقوله إن "السياسة تخلق أصدقاءً غريبي الأطوار، لكن هذا التحالف أغرب، كانت أهداف إسرائيل عملية، آملةً أن يحافظ الدعم الأمريكي على أمتها المحاصرة. وعلى النقيض من ذلك، كان الإنجيليون يصلون لكي تؤدي المساعدات إلى بدء نهاية العالم وتمهد الطريق لمجيء المسيح".
وأوضح الكاتب أنه في "التسعينيات، أدرك بنيامين نتنياهو الذي كان سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، أن رؤية اليمين المسيحي لإسرائيل تتوافق مع رؤيته، وعندما أصبح رئيساً للوزراء في عام 1996، طار على الفور بوفد من الصهاينة المسيحيين إلى إسرائيل، مكوناً اتصالاً وثيقاً لم يزد إلا نمواً في السنوات الماضية، مع ثبات متزايد للإنجيليين في دعمهم لإسرائيل".
القناة 13: طالب بإجراء اختبار كشف كذب للوزراء بسبب تسريبات
في سياق متصل، قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن نتنياهو غضب من التسريبات من اجتماع مجلس الوزراء، وذكرت أن نتنياهو طالب بإجراء اختبار كشف الكذب، مضيفةً أن التسريبات أثارت غضب نتنياهو بشكل خاص وتناولت الخلاف بينه وبين غالانت بشأن ضربة استباقية في الشمال.
كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد تحدثت الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن "أزمة ثقة حقيقية" بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي، على خلفية مجريات الأحداث في غزة، والمسؤولية عن فشل التنبؤ بهجوم "حماس".
وفي وقت سابقٍ اليوم الأربعاء، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إن إسرائيل وافقت على تأجيل الهجوم البري على غزة في الوقت الحالي، حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال دفاعات صاروخية إلى المنطقة.
كذلك ذكرت وكالة رويترز أن واشنطن نصحت إسرائيل بوقف الهجوم البري وتواصل إعلام قطر، الوسيط مع الفصائل الفلسطينية، بهذه المحادثات، في الوقت الذي تحاول فيه الإفراج عن مزيد من الرهائن والاستعداد لحرب إقليمية محتملة أوسع نطاقاً.
ولليوم الـ19 يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، ما تسبب في استشهاد 6546 فلسطينياً، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسناً، وأصابت 17439 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.