الكشف عن تفاصيل مشروع يربط "إسرائيل" بدول الخليج

الإثنين 25 سبتمبر 2023 03:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن تفاصيل مشروع يربط "إسرائيل" بدول الخليج



لندن/سما/

أُعلن مؤخراً بشكل رسمي عن توقيع اتفاقية لإنشاء محطة إماراتية يمر بها كابل ألياف ضوئية من المقرر أن يمتد بين الهند والخليج وأوروبا، وقال موقع Middle East Eye البريطاني إن هذا الاتفاق يسلط الضوء على الكيفية التي تسوِّق بها دول الخليج وإسرائيل قدرتها على تكوين شراكات والتحول إلى مراكز ربط في المشروعات الجديدة لتطوير طرق التجارة والاتصال الإقليمية.

يُعرف المشروع باسم "نظام الربط بين أوروبا وآسيا" (TEAS)، وتمتد كابلات الربط فيه على مسافة 20 ألف كيلومتر، ويربط مومباي الهندية بمرسيليا الفرنسية من خلال كابلات إنترنت بحرية، وكابلات أرضية تعبر شبه الجزيرة العربية.

حيث أعلنت شركة "سينتوريون" Cinturion، الشركة التي تقف وراء المشروع، يوم الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول، أنها وقعت مذكرة تفاهم مع "شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة"، المعروفة باسم "دو" du، لبناء محطة تموضع للكابلات في الإمارات.

التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل
يأتي هذا الإعلان في وقت يُقدم فيه زعماء الشرق الأوسط وقادة مجموعة العشرين فكرة بناء طرق جديدة بين الهند وأوروبا بوصفها ميزة محتملة لاتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ففي أوائل سبتمبر/أيلول، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد محادثات مع الحكومة القبرصية، إن هناك "إمكانية لتحويل فكرة إنشاء ممر يربط بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا إلى حقيقة"، و"من الأمثلة على الطرق الواضحة لذلك توصيل كابلات الألياف الضوئية، فهذه الطريق أقصر طريق للربط، وهي أكثر الطرق أماناً، وأكثرها جدوى من الناحية الاقتصادية".

بعد أسبوع من تصريحات نتنياهو، أُعلن في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي عن الممر الاقتصادي الذي من المقرر أن يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC). وقيل إن الهدف من هذا الممر تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي بين آسيا والخليج وأوروبا، ويتضمن المقترح مد كابلات ألياف ضوئية للاتصال الرقمي على طول مسار مماثل في مشروع الربط بين أوروبا وآسيا.

كذلك، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلط أيضاً الضوء هذا الأسبوع على الأهمية اللوجستية لخطة مجموعة العشرين وكابلات الألياف الضوئية، خلال مقابلته مع شبكة Fox News الأمريكية.

طريق جديد عبر دول الخليج
من جهة أخرى، قال مايكل رودي، مدير الأبحاث الدولية في شركة Terabit Consulting الأمريكية، إن شركات الكابلات حرصت على إنشاء طرق جديدة عبر الشرق الأوسط خلال الخمسة عشر عاماً الماضية للإفلات -على حد زعمه- من القبضة الخانقة لشبكة الربط التي تسيطر عليها مصر والشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة، لا سيما أن جميع كابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر المنطقة للربط بين أوروبا وآسيا، تمتد عبر البحر الأحمر وعبر مصر، وتتعامل مع ما نحو 17 إلى 30% من إجمالي حركة الإنترنت العالمية.

في عام 2021، أعلنت شركة جوجل عن استثمارات بقيمة 400 مليون دولار لإنشاء كابل للربط بين أوروبا وآسيا يعرف باسم "بلو رامان"، ويمر عبر إسرائيل والأردن والسعودية.

تأتي صفقة "سينتوريون" لبناء محطة الكابلات بالإمارات في أعقاب اتفاق سابق في يوليو/تموز لبناء محطة أخرى للفرع الجنوبي لشبكة الربط بين أوروبا وآسيا بالقرب من جدة على ساحل البحر الأحمر في السعودية.

غموض بشأن دور الشركات الإسرائيلية
مع ذلك، فإن المشاركة الإسرائيلية في المشروع لا تزال غامضة إلى حدٍّ ما، ولا يشير الموقع الإلكتروني لشركة سينتوريون إلى استثمارات صندوق كيستون الإسرائيلي في الشركة. أما الصندوق فيقول على موقعه الإلكتروني إنه يمتلك 25%من أسهم مشروع "نظام الربط بين أوروبا وآسيا".

إذ نُقل عن نافوت بار، الرئيس التنفيذي لصندوق كيستون، أثناء إعلانه عن استثمارات الصندوق في عام 2021، قوله إن الشركاء يشملون: "ضباطاً بارزين سابقين في الجيش الأمريكي، ومستثمرين بريطانيين، ومستثمرين من دول الخليج وإسرائيل".

جديرٌ بالذكر أن إسرائيل أعلنت هذا العام عن خطط لتحويل البلاد إلى مركز رقمي إقليمي من خلال بناء كابل ألياف بصرية من عسقلان على البحر الأبيض المتوسط إلى إيلات على البحر الأحمر. وتتولى شركة الطاقة الإسرائيلية المملوكة للدولة "خط أنابيب إيلات عسقلان" (EAPC) بناء الكابل الذي يبلغ طوله 254 كيلومتراً.

في الوقت نفسه، تستثمر السعودية مليارات الدولارات في إنشاء مراكز للبيانات وكابلات الألياف الضوئية، وتسعى بذلك لتحويل المملكة إلى مركز رقمي إقليمي. ومن المقرر أن تصل 7 كابلات جديدة إلى السعودية خلال السنوات الثلاث المقبلة، علاوة على 15 كابلاً قيد التشغيل بالفعل.

كما قالت مصادر في صناعة الكابلات البحرية إن الموافقة على مشروعات متعددة الاختصاصات مثل "نظام الربط بين أوروبا وآسيا" الذي تشارك فيه دول بينها توترات تاريخية، مثل إسرائيل والسعودية، لا يزال أمراً "صعباً للغاية".