لا رفــوف لـوضــع الأوهــام ولا مـســامير لـتـعـلـيـقـهـا..غسان زقطان

الإثنين 25 سبتمبر 2023 12:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا رفــوف لـوضــع الأوهــام ولا مـســامير لـتـعـلـيـقـهـا..غسان زقطان




على نطاق واسع انتشرت صورة الفاشي "بنيامين نتنياهو" وهو يخاطب المقاعد الفارغة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت تلك إحدى الإشارات الكثيرة على النهاية المأساوية لـ "الساحر".
في إسرائيل التقط الإعلام دلالات الصورة وأضافها إلى بقية الإشارات التي تراكمت في "الدولة" على امتداد 38 أسبوعاً، وفي تفاصيل شرح الصورة ترددت مفردة "أنه يكذب" وأن الجميع يعرف أنه يكذب. يعرفون في إسرائيل أن الخطاب، وهو خطاب متذاكٍ بائس ومستعمل، لو استثنينا الخريطة الخضراء، موجه إلى الداخل، وأنه محاولة تقف على حافة اليأس للحفاظ على المقاعد الأربعة في الكنيست التي تمنحه أغلبية يستمد منها الحماية من المحاكمة والسجن. وأنه يتعلق بأربعة مستوطنين من حثالة الفاشيين ويعلق معه كل شيء؛ "وثيقة الاستقلال" وهوية "الدولة" و"استقلال القضاء" والاقتصاد والجيش..
خارج القاعة الفارغة كان هناك حشد من المحتجين؛ يهود وحاخامات ومتضامنون مع الحقوق الفلسطينية وفلسطينيون، وكان يمكن سماع احتجاجهم على حضور نتنياهو وخطابه في ردهات مبنى المنظمة الدولية، ورؤية اللافتات الغاضبة وأعلام فلسطينية ..، حشد يضم المتضررين من وجود "بيبي" وائتلافه على اختلاف لافتاتهم، الاحتجاج الذي يطارد زعيم الائتلاف الفاشي من مفارق الطرق إلى مطار اللد وصولاً إلى مداخل مبنى الأمم المتحدة، بحيث وصف أحد الصحافيين في إسرائيل المشهد في نيويورك "كما لو أنه شارع كابلان في تل أبيب ليلة السبت".
ليست "إسرائيل" على وشك الانهيار، ولكن سيكون من الصعب إعادتها إلى صورتها التي اتفق عليها صانعوها في الغرب، وبذلوا كل شيء لتسويقها وزرعها في مخيلة العالم، ولن تنجح الروافع التي يواصل الغرب إسنادها ومحاولات تفكيك أزمتها عن الأزمة الشخصية لنتنياهو وزوجته وابنه يائير.
ولكن دلالات الصورة؛ القاعة الفارغة والخريطة الخضراء للشرق الأوسط الجديد وقوة الاحتجاج وحركته، يمكن أن تشكل إحدى منطلقات برنامج وطني وحدوي فلسطيني في مواجهة فشل فكرة التفاوض المجردة مع الفاشية.
لا توجد رفوف يمكن وضع الأوهام عليها، أو مسامير لتعليقها، لقد أنهى "نتنياهو" إمكانيات العثور على شيء من هذا القبيل عبر صياغات غامضة كما جرت عادته، في مقابلته مع "فوكس نيوز" قال بوضوح: "لن نمنح الفلسطينيين دولة"، تصريح يمكن أن يكون تعليقاً توضيحياً على خريطته التي رفعها في القاعة، والحقيقة أن البحث عن أوهام جديدة مستخدمة بكثرة مثل مؤتمر دولي لبحث السلام في الشرق الأوسط، ستساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني ومضاعفة كلفته، وتمنح في نفس الوقت زمناً إضافياً للفاشية الاستيطانية هي في أمس الحاجة إليه.