د الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، ضرورة تصليب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، بما يعزز من صمود أبناء شعبنا، لمواجهة كافة التحديات في هذا الظرف الدقيق الذي تمر بها القضية الفلسطينية، في ظل انسداد أفق العملية السياسية وخطط الاحتلال الهادفة لما تسميه حسم الصراع، وتصاعد اجراءاتها أحادية الجانب التي تستهدف الأراضي الفلسطينية.
جاء خلال الندوة السياسية الحوارية، التي نظمتها جبهة النضال الشعبي في محافظة طولكرم، اليوم في قاعة الغرفة التجارية الصناعية في المدينة، لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرحيل القائد المؤسس سمير غوشة، حيث حمل اللقاء شعار (التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا وسبل وآليات مواجهتها).
وقال مجدلاني: "نحيي ذكرى رحيل مؤسس وقائد مسيرة الجبهة، الذي غرس فينا قيم ومبادئ النضال، وبنى الجبهة على أسس ديمقراطية وتنظيمية وطنية لتكون في طليعة الحركة الوطنية الفلسطينية، مناضلة من أجل حقوق شعبنا وقراره الوطني المستقل، ومن أجل العدالة الاجتماعية والمساواة".
وأضاف: نستذكر اليوم ذكرى الراحل الكبير بكل المحطات ودوره القومي والوطني الكبير، كأحد رموز الحركة الوطنية والديمقراطية التقدمية الفلسطينية الذي تمسك بالثوابت الوطنية، وظل على الدوام متمسكا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وبالقرار الوطني المستقل، لم يرضخ للتبعية ولا الوصاية، وتحمل المسؤولية التاريخية والوطنية مبكرا عندما قاد التيار الوطني في حركة القوميين العرب باتجاه قيام تنظيم مستقل يعنى بالقضية الفلسطينية وهو ما مثلته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على مدار 56 عاما من النضال.
وشدد مجدلاني على أهمية مجابهة كافة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا الوطنية، مؤكدا أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية وتقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، فكافة اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال لن تحقق أي استقرار في المنطقة، بل تمثل تطبيعا مجانيا يكافئ الاحتلال، ما يتطلب تعزيز وحدتنا الوطنية البرنامجية في مواجهة هذه الاتفاقيات.
ودعا المجتمع الدولي إلى محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق شعبنا، والكف عن التعامل معها كدولة فوق القانون والكيل بمكيالين ومعايير مزدوجة تجاه قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وبخاصة في ظل جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف والعنصرية والفاشية الجديدة.
وأكد مجدلاني أهمية وحدة الموقف العربي، ووقف مسلسل التطبيع باعتباره خروجا عن الاجماع العربي ويشكل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، داعيا لتشكيل جبهة عربية لمواجهة التطبيع وإعادة الاعتبار لدور ومكانة جامعة الدول العربية باعتبارها حاضنة للمشروع القومي العربي في مواجهة التسلط والهيمنة.
وقال مجدلاني، إنه لا يمكننا التعويل على الإدارة الأميركية، ولا نحمل أي رهان على أن هذه الإدارة يمكن أن تمارس أي ضغط من أي نوع كان على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الإدارة الأميركية ما زالت شريكة لحكومة الاحتلال رغم التباين في المواقف تجاه الوضع الداخلي الإسرائيلي وليس تجاه عملية السلام.
وأكد أهمية الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، معتبرا استمراره ضارا بقضية شعبنا، وأن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي تم الشهر الماضي في مدينة العلمين، يتطلب البناء عليه لاستكمال الحوار الوطني، مع التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد، معبراً عن رفض شعبنا لأي محاولة للبحث عن بدائل عن المنظمة، قائلا إن منظمة التحرير الفلسطينية يجب الحفاظ على وحدانية تمثيلها على أساس برنامجها السياسي، كما يجب في ذات السياق الحفاظ على السلطة الوطنية الفلسطينية كمنجز وطني تشكل الأساس الذي نبني عليه دولتنا الفلسطينية المستقلة وذات السيادة.
وأضاف مجدلاني بأن (بيان العار) الذي يحمل تواقيع عدد من يسمون أنفسهم بالأكاديميين والمثقفين، يتساوق مع الرواية الصهيونية وينكر الحقيقة الفلسطينية، وينكر أيضا تاريخ الحركة الصهيونية والتحول الذي طرأ في التاريخ، وهذا ليس من تأليف القيادات الفلسطينية كما يدعون، وإنما جاء على لسان مؤرخين مشهود لهم بالكفاءة العلمية، ومن هنا فإن هذا البيان المشبوه يتساوق مع الحملة الظالمة والمسيسة التي أطلقتها بعض الأوساط السياسية المعروفة في أوروبا واميركا لخدمة الأبواق الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس، وهو بيان لا يحمل أي منطق ويحاول أن يسترضي بعض الجهات الممولة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، حتى لو كان على حساب المصالح الوطنية والحق الفلسطيني الثابت والكرامة الوطنية.
من جانبه، وجه مسير أعمال محافظة طولكرم مصطفى طقاطقة التحية لروح القائد الوطني القومي الكبير سمير غوشة، رفيق درب الشهيد ياسر عرفات والقادة الشهداء، ناقلا تحيات الرئيس محمود عباس وتقديره لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فصيلا أساسيا من فصائل العمل الوطني الفلسطيني في إطار تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية دفاعا عن شعبنا وقضيتنا وقرارنا الوطني المستقل.
وقال إن هناك تحديات مصيرية تواجه شعبنا وقضيته الوطنية، وهو ما يتطلب توحيد الموقف الفلسطيني للتصدي لسياسات واجراءات الاحتلال، والعمل على انهاء الانقسام المدمر وتغليب التناقض الرئيس في مواجهة مخططات وممارسات الاحتلال.